كنت اطالع جريدة المستقبل اللبنانية . و قد لفت نظري خبر الطفله اليمنية [ فاطمه ] التي تتحدث ست لغات دون كتابه . على الرغم انها لم تكمل تعليمها كغيرها . بسبب ظروف اسرتها .. و بفعل توافد السياح الى مدينة ثلاء شمال صنعاء . فقد استطاعت بفطرة الطفوله التقاط تلك اللغات و تعلمها . و قد اصبحت من الشهرهـ بمكان ان بات السائحين يبحثون عنها لتكون مرشدهم السياحي .. و قد نالت رخصة [ مرشد سياحي ] من وزارة السياحه .
و قد عرض وزير السياحه عليها منحه دراسية بـ [ 20.000 عشرون الف ريال ] رأت الطفله فاطمه ووالدها انها لا تكفي للاقامه في صنعاء .. و مازالت تحلم بتعلم [ كتابة و قراءة تلك اللغات ] ..
اتكرككم مع الخبر .. مع دعائي و ابتهالي الى الله ان يحفظ ابناء اليمن و بناته و ان يجعلهم منارة للخير و العلم .. اللهم آمين
[b]مستقبل - الاثنين 20 تموز 2009 - العدد 3369 - الصفحة الأولى - صفحة 1]
صنعاء ـ صادق عبدو
في مدينة متحفية بعمارتها وآثارها، وجدت فاطمة نفسها بعمر الخامسة في وجه زوار لا يشبهونها بسحناتهم وأعينهم وأزيائهم، ولا ينفكون يتوافدون بأعداد متزايدة .
ووسط خليط ألسنة تنشد لغة مشتركة للتفاهم، ومِنْ متجر لبيع التحف والمشغولات اليدوية وبذكاء طفولي فطري، راحت تلتقط الكلمات وتحفظ المفردات الدالة عليها إشارات أيدي الزوار وإيماءات وجوههم، وبالابتسامة تعلمت بمرور الوقت ست لغات .
ابتسامة فاطمة القطاع لا تفارق محياها، مع فارق أنها لم تعد حرجة من "اعجمية" لغة الإشارات ومواقف التباسات الفهم المخجلة الناجمة عن هذه الوسيلة الوحيدة أمام السكان المحليين للتفاهم مع أفواج السياح الوافدين لمدينة ثلاء اليمنية التاريخية، بل هي اليوم ابتسامة الثقة في النفس، حيال وقع المفاجأة التي ترتسم على وجوه السياح، حين يهمّون لمخاطبتها بلغة الإشارة، فتجيبهم بلغة بلد كل فوج منهم.
لا شيء يقنع مثل الابتسامة، ذلك ما يردده السياح الزائرون لمدينة ثُلاء (42 كيلومترا شمال صنعاء) في تعليقهم على استخدامهم فاطمة أو زمزم وغيرهما من فتيات وفتيان ثلاء كمرشدين سياحيين لهم في أرجاء المدينة، وكمروجين لسلع حوانيت سوقها القديم، خصوصا مشغولات المدينة النسيجية والفضية التي تستهوي السياح من مختلف الجنسيات يزورن ثلاء يومياً .
فضول طفولي
تعود بداية مشوار فاطمة القطاع مع اللغات الأجنبية إلى عمر الخامسة حين كانت تلتقط بعفوية كلمات لا تعيها من ألسنة السياح الوافدين الى مدينتها التاريخية المرشحة بقوة لإدراجها بين مدن التراث العالمي المحمية. تقول: "كان مظهر السياح مثيراً للفضول، فكنت أسير خلفهم كباقي أطفال المدينة، ومع الوقت كانت بعض كلماتهم الموجهة إلينا تعلق بذاكرتي فأحفظها وأظل أرددها عليهم في كل مرة، ما يثير إعجابهم ".
الإعجاب نفسه استدعى أحاديث مباشرة بين فاطمة والسياح، من نوع : "ما اسمك يا حلوة؟، كم عمرك؟، كيف حالك؟ وغيرها مما يقابل الكبار الأطفال ـ عادة ـ من باب الاستلطاف، لكن فاطمة كانت تلتقط عبارات هذه الأسئلة وتحفظها سريعاً ولا تنفك ترددها حتى تحفظها، لتعيد إلقاءها على أفواج السياح المتعاقبة على مدينتها بصورة مستمرة، وفي كل مرة تحفظ المزيد من الكلمات بلا تمييز لمعانيها.
لم تحظ فاطمة بفرصة مواصلة التعليم في المدرسة، فوالدها كما تقول "مزارع بسيط وأسرتي كبيرة، ثلاث بنات وستة أبناء صغار، وتعتمد كثيراً على دكان بيع المشغولات اليدوية، فاضطررت وأختي الكبيرة للعمل في الدكان، وترك المدرسة في الصف الخامس، لأن وقت المدرسة في الصباح يصادف وقت زيارة الأفواج السياحية، وكان يجب أن أبقي الدكان مفتوحاً، ومع الوقت كنت أنشد لهذا العمل أكثر من المدرسة".
مازالت فاطمة التي بلغت ربيعها الخامس عشر أصغر مرشدة سياحية في اليمن، وهي تُصنف "المرشدة السياحية الأولى" لأفواج السياح الوافدين لمدينة ثُلاء من أوروبا وأميركا والوفود الديبلوماسية والحكومية الأجنبية الزائرة لليمن، بالذات بعد أن حازت رسمياً رخصة "مرشدة سياحية" من وزارة السياحة التي عرض عليها وزيرها منحة دراسية بالعاصمة صنعاء،لكنها لم تتحمس لها.
تقول: "وزير السياحة عرض أن تتكفل الوزارة بمنحي مخصصاً مالياً شهرياً للدراسة بمعهد لتعليم اللغة الانكليزية أو الفرنسية في صنعاء، لكن مبلغ العشرين الألف ريال (100 دولار) الذي ستمنحه الوزارة لي لا يكفي لنفقات الإقامة في صنعاء، ولهذا لم أفعل وبقيت هنا، مع أنني كنت ومازلت أرغب بشدة في دراسة اللغتين الإيطالية والفرنسية لأستطيع إجادتهما كتابةً وقراءة كما أجيدهما نطقاً".
صداقات وأمنيات
أكثر ما يحز في نفس فاطمة أنها تجيد اليوم التحدث بالإيطالية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية وبعض اليابانية، لكنها لا تجيد القراءة والكتابة بها، تقول: "أحلم بتعلم هذه اللغات وإجادتها نطقاً وكتابةً، وقد عرض عليَّ أصدقائي السياح المساعدة بمنح دراسية في بلدانهم، لكن والدي لم يوافق على سفري لأني لا أزال صغيرة، ولأن عادات وتقاليد مجتمعنا أيضاً لا تسمح بسفر الفتاة وحدها طبعاً".
تقول: "يأتي العديد من السياح الجدد لا أعرفهم ولكنهم يعرفونني وسبق أن سمعوا عني الكثير من أصدقائي في دولهم. وهم يتوجهون إلى دكاني مباشرة ويستخدمونني مرشدة سياحية لهم، فيصبحون هم أيضاً أصدقاء لي"، وتضيف: "هناك من يتواصلون معي هاتفياً أحياناً، لكن جميع من أتعرف عليهم من السياح يعطونني عناوين بريدهم، واستعين بسياح لكتابة رسائلي بلغاتهم ولقراءة ما يبعثونه لي من رسائل".
ويبدو أن طموح فاطمة القطاع أكبر من مجرد البقاء بائعة تحف ومرشدة سياحية داخل مدينتها، فهي تحلم بأن تتسنى لها فرصة وإمكانيات مواصلة دراستها النظامية حتى التخرج من الجامعة التي لا تعرف بعد أي كلية قد تختار الالتحاق بها، لكنها بعرض الخيارات عليها، تؤكد أنها ستختار كلية اللغات لتحقيق حلمها بدراسة اللغات التي تجيد التحدث بها نطقاً وتعلم قواعد إجادتها كتابةً.b]
Bookmarks