جمل مكي وهيبة الدولة
الجمعة 29-02-2008 06:41 مساء
المنبر نت - آراء ومقالات
محمد عبد الملك المتوكل
أن تحني رأسك لصفعة في جزيرة حنيش من دولة لم تخرج من البيضة حينها فتلك حكمة تستحق الثناء،
أن تتنازل عن أراض رفض البدر وهو في الجرف أن يتنازل عنها فذلك نصر سوف يكتبه التاريخ بحروف
من ذهب.
أن تغض الطرف عن زخات رصاص تخترق سيارة رئيس وزراء اليمن وتقتل حارسه وتحل المشكلة بجمل فتلك حكمة يمانية،
أن يتشرد مواطنو الجوف ويخيمون على الحدود يستعطفون الدول أن تطعمهم فتلك من العوائد الحميدة، أن يطارد الأمريكان بطائرة الأباتشي مواطنا يمنيا وعلى أرض وسماء سبأ وحمير ومعين فذلك دليل على التسامح وتدعيم للشراكة في محاربة المواطنين..
أن تشرد مراكز النفوذ المواطنين في محافظة إب والحديدة وتستولي على أموالهم، وتحتجزهم في سجونها الخاصة فتلك شئون داخلية وعائلية.
أن يطالب أهل شرعب بإنصافهم من قاتل شيخهم فذلك أمر يمس هيبة الدولة..
أن ينزل أهل الحدا بخيلهم ورجلهم غيرة على صاحبهم .. حمران عيون..
أن يطالب أبناء الجنوب بحقوقهم ويعتصمون في الميادين عزلا وفي سلام ونظام أمر لا يحتمل وقد استحق شهداء
حضرموت والحبيلين والهاشمي أن تزهق أرواحهم حفاظا على هيبة الدولة.
أن يمتنع هشام باشراحيل رئيس تحرير الأيام أن يجير صحيفته للمتنفذين ذلك إخلال بهيبة الدولة..
أن يسلط عليه من ينازعه على أرض يقف عليها أكثر من ثلاثين عاما أمر يستحق التفكير في ظل وحدة معمدة بالدم يمتد فيها ذوو النفوذ من البحر إلى البحر ويحاصر فيها ابن عدن على ثلاثين لبنة في عاصمة الوحدة..
أن يطالب أهل مارب وشبوة بأن تنال مناطقهم جزءا من خير ما تنتجه حتى بتوظيف أبناؤهم ومساواتهم بمقاولي الغاز الذين يبيعون الغاز تحت بيوتهم وأمام أعينهم وليس لهم سوى تلوث البيئة وأمراضها.. مطالبة هؤلاء أمر لا يحتمل ويمس صميم هيبة الدولة..
أن يدرس أهل صعدة وحجة مذاهبهم ويهتفون بالموت للصهاينة وأعوانهم من الأمريكيين فتلك جريمة لا تغتفر.. فهيبة الدولة في خطر وليس لهؤلاء سوى راجمات الصواريخ.. وطائرات الميج (29) وقاذفات الدبابات وأرتال من الجنود النظامي والشعبي والسجون المفتوحة يشرف عليها الأشقياء غير العاقلين الذين مات في
داخلهم كل حس إنساني إلى الحد الذي يحجبون فيه الدواء عن هاشم حجر ويستمتعون وهم يشاهدونه يموت نفسا نفسا وهكذا تحمى هيبة الدولة، يقتل أبناء الجيش
الفقراء ومواطنو صعدة التعساء. ترمل النساء ييتم الأطفال، تحرق المزارع، تهدم البيوت، حماية لهيبة الدولة.. وحين فكرت السلطة والرئيس بشكل خاص بأن يعقد
اتفاقا للسلام تصان في ظله دماء الجنود والمواطنين وتصان فيه إمكانيات الدولة..
اعتبر مصاصو الدماء وأصحاب المصالح ذلك إهانة للدولة وكأن هيبة الدولة ترتكز على إزهاق أرواح مواطنيها وهدم بيوتهم وتشريدهم وتبديد أموال الأمة وكأن على مجلس النواب أن يكون داعية حرب وخراب وتدمير "ونعم والممثلين للشعب" الحجر من القاع والدم من راس الجندي التعيس والمواطن الفقير.. صدق القائل: "يا أمة ضحكت من جهلها الأمم".
المفضلات