مناظل و ثائر من طراز رفيع .. هذا ما نستسقيه مما كتب في الاسفل
المقدمه اسفله لأحد الاخوه .. و ليس لي ..
تشعر بالصدق في ثنايا حديث هذه الشخصية التي يبدو أنه لا ينافق أو يجامل على حساب الحقيقة، و على حساب حاضر و مستقبل الوطن، و قد طاف بحديثه الطويل و الشيق أغلب مشكلات البلد، و تعرض لها بالتشخيص و بالسخرية و بالبكاء و بالنصيحة: خفايا و أسرار و مواقف و قراءات و استنتاجات و ....
حديث جدير بأن يُنشَر و يُقرأ على نطاق واسع، خصوصاً لشباب الوطن، و الذين يهمهم متابعة وضع البلاد، بقراءة خلفية الأحداث و المراحل و ملابسات الحاضر و ما يلوح في الأُفُق من مستقبل..
الصحافة مرآة الوطن، وليس فـي بيـــت العــوران مــرايا!!
الثائر المناضل، رئيس شؤون الجنوب ورئيس المخابرات الأسبق، العميد محمد بن علي الأكوع:
الملكية لم تؤسس لأي حياة، وسقطت كالشجرة إذا جفت
حاوره/عبدالباسط القاعدي
مدير تحرير صحيفة الأهالي الأسبوعية
ينتمي لقبيلة الحاكم، لكن شعوره الوطني هو المتغلب.. حول الثمانين من عمره، لكنه مستنير غير تقليدي الفكر والتفكير.. يناضل اليوم في شيخوخته من أجل استكمال مشروع الجمهورية الذي ناضل من أجله بالأمس في شبابه..
العميد محمد بن علي الأكوع، يتحدث لـ»الأهالي» في هذا الحوار الذي أسقطت منه الأسئلة لمحدودية المساحة ولوضوحها من الإجابات..
من السيرة الذاتية..
ولد سنة 1938م بصنعاء وتعلم الابتدائية بسنحان الشرقية بقرية الجوزة، ثم واصل تعليمه بصنعاء.. شارك بثورة 48م واعتقل عقبها لعامين وتحمل الأشغال الشاقة، وشارك بثورة 55م ونجا من الإعدام بفضل تضحية وعون زميله اللواء حسين الغفاري.. فر إلى عدن ومنها إلى مصر، وصحب النعمان والزبيري فغرف من معينهما وفكرهما وجهادهما..
تنقل بعد الثورة بين: مساعد لقائد تعز العميد أحمد الآنسي، ومدير للمباحث العامة، ورئيس للجنة الوثائق، ومدير لأمن تعز 62-64م، وقاد حملة فك الاشتباك بين الإنجليز وأهل معبق وأوصل الأسرى الإنجليز إلى تعز فنال بذلك رتبة عقيد..
تولى بصنعاء المباحث العامة والمخابرات ووزارة الداخلية والعمليات الحربية وشئون أبناء الجنوب بتعز.. مستشار بأكثر من وزارة.. مسحور بالمطالعة المفيدة وبدأ الكتابة بجريدة سبأ 52م موضوعا بعنوان «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، ثم كتب كثيرا بصحف عدن 55م وبصوت اليمن الثانية بمصر، وعين مديرا لمطبعة الجماهير بعدن ومدرسا بمدرسة الاتحاد اليمني. وكتب بعد الثورة بشتى الصحف كمسلسل مذكرات الشهيد جمال جميل 50% منها وينوي إصدارها قريبا بكتاب مع مسلسل الجيش الإمامي بكسر الهمزة وله عمود في صحيفة الشموع بعنوان «الرأي الآخر» الذي يمتاز بالجرأة الفائقة والطرافة والصدق.
درس باليونسكو وسائل الإعلام السمعية والبصرية وغيرها.
يقول عن نفسه: أحب الله ورسوله، والعمرين، وعمر بن عبدالعزيز، والعز بن عبدالسلام، وعبدالرحمن بن عوف، وعلي بن أبي طالب، وصلاح الدين، والإمام الشوكاني، ومحمد إبراهيم الوزير، وابن الأمير والهمداني والنعمان والزبيري وصلاح جديد وعبدالناصر و طه حسين وهيكل وميشال أبو جودة ونزار قباني والحضراني والمروني وأم كلثوم وفاتن حمامة وماري منيب وأمينة رزق ومظفر النواب، وأحب الوطن وأحب شطحاتي التي تسبب لي المتاعب، والخصوم خاصة أولي الأمر والفاسدين والجشعين والأعفاط والمنافقين والبائعين أنفسهم للشيطان!!
أحب الجمال وأطارده في حدود النظرة والاستمتاع المشروع البريء، أنخدع فأصادق سريعا بلا حدود وأنفر بسرعة فأجاهر بالخصومة وأبكي لأي موقف مؤثر وكلمة جميلة حلوة.. أتمنى أن يصلح الله العباد والبلاد، ولو أن هذه مسئولية الناس والولاة ليصلحوا أنفسهم ليستطيعوا إصلاح الأحوال المائلة جدا..
صيغة القرآن واضحة..
أنا عاصرت خمسة ولاة، والفرق بين الملكية والجمهورية قال الله سبحانه عن الذين لم ينصفوا الشعب ولم يحترموه ويعطوه حقوقه وحريته ويطوروه «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون»، يوم من الأيام في المتحف الذي كان دار الإمام كنا نبحث عن الوثائق وكنا نجد غرف كأنها بيت كبش، وكانت الحالة التي كتب عنها الشيخ خالد محمد خالد، بأن المسجد مسجد الإمام، والحمار والجندي والضابط كلهم حق الإمام.
الصراع الذي دار بين بني أمية وبني هاشم صراع من أجل السيطرة والظهور، ويجمعهم كلهم عبد مناف فكان الأمر تارة بتارة بينهم، إلى أن جاء النبي فغلبهم جميعاً، فظلوا حاقدين ولم يستطيعوا أن يقوموا بشيء إلى أن تولى عثمان رحمه الله، فقالوا بضاعتنا ردت إلينا، فتآمروا حتى على عثمان المسكين، وسلطوا عليه مروان بن الحكم من بني أمية حتى انتهت الأمور إلى أن قتلوا عثمان فوق المصحف الشريف. ولما تولى يزيد وأوكل إليه معاوية العهد ظهرت حاجتان من بني هاشم ومن شيعتهم، وهي الولاية من الله والوصية من النبي محمد، الله يقول «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون»، معناها الحقيقي في التفسير إنه مؤمن مصل ومؤت الزكاة ويركع والصيغة للجمع، لكن لما تولى يزيد كان سيئا فقاموا أولوها بأن فقيراً سأل الإمام علي وهو ساجد فرمى الخاتم من أصبعه إلى الشحات المسكين، فجاء النبي فعرف الخاتم فسأله من أعطاه هذا فقال علي، فنزلت الآية بهذه الصيغة.
ذهبت إلى العلامة الفقيه عبدالقادر بن عبدالله بن شرف الدين -قد مات رحمه الله- وكان وزير العدل ورئيس محكمة الاستئناف ورئيس المجلس النيابي الذي كان في رأس ميدان التحرير وقد هدم، ولم يكن معناه أيام الإمام أن النيابي كالنواب اليوم، ولكن كان نائباً عن الإمام يحيى، سألته عن هذه الحكاية، فقال لا تصدق.. صيغة القرآن واضحة، لكن عيال عمي -يعني بني حميد الدين- عيشنوها عليا حرب، وما حصل هذا إلا في عهد يزيد بن معاوية، وسارت الأمور باتجاه مطالبة بني العباس بالخلافة باسم العلويين، وهم مبطنين شراً.
إما نحن، وإما شذر مذر!!
بالنسبة للتوريث لعل حكامنا العرب عاملين جمعية ونحن لا نعرف بينما هي ظاهرة، فتقرأ في الجرايد أنه تفاهمنا مع الدولة الفلانية في المجال الأمني، المخابرات عاملة تنسيق إلى أبعد الحدود، ويتبادلون المعلومات عن فلان المخالف وغيره، وهذه من اللائحة الداخلية للجمعية، الأستاذ هيكل قال إذا استمر الوالي أكثر من عشر سنين لا يجد ما يعطي، لكن حكامنا الله يسامحهم ويهديهم تمسكوا بأمور الناس إلى أبعد الحدود، هذا بعياله وهذا بأنسابه وهذا بالمنافقين وهذا بالأصوليين بحيث إذا جرى على أحدهم شيء هو ومن بعده الطوفان، عندك زياد بري في الصومال، عندك المارشيال تيتو بيوغسلافيا، عندك صدام بالعراق، كلهم كانوا ماسكين الدنيا إما أجلس فوق رؤوسكم وإما شذر مذر.
الرئيس كان شاطر.. وما زال
الجمهورية أحياناً أسوأ، أذكر أننا أسسنا جمعية المساعدة والبناء حين قام أهل تعز بمظاهرة وضربوا المحافظ محسن اليوسفي، ففي بيت محمد الفسيل تجمعنا من الأحزاب وأبرقنا لهم أننا بصدد الاتصال بجميع المحافظات ليقوموا بمظاهرات وإقناع السلطات بإعادة النظر فيما يجري، الرئيس كان شاطر ولا يزال، كان معه عيون بيننا يبلغوه الدقيقة بالدقيقة، فدعانا لدار الرئاسة ومن جملة ما قلت له: أنتم تتسابقون على مجلس الرئاسة، على البنك المركزي والناس في حالة لا يعلم بها إلا الله، العائدون من السعودية والخليج وصل بهم الحال أن يسترزقوا بأعراضهم، المهم قلت الذي في راسي، ولما خرجنا قال لي أحد الحاضرين: والله يا عم محمد لو أنا الرئيس وتقول هذا الكلام إني لأقتلك وما صح صح، قلت له يا ابن الناس هذا الواقع وإلا لا؟ قال المشكلة إنه الواقع وما يؤلم أصحابنا إلا لأنه الواقع.
الملكية لم تؤسس لأي حياة
الملكية لم تؤسس لأي حياة مش إلا دولة، فهم انتهوا مثل الشجرة التي جفت وسقطت والحمد لله، جاء بني العباس أخذوها وضربوا الهاشميين، انتهت دولة بني أمية فقام بنو العباس بمطاردة العلويين في كل بقعة، مساكين لم يجدوا منفذ إلا لليمن، وجاء الإمام الهادي إلى آخره...، لكن لما قامت الجمهورية كان لها ميزات أهمها أن الناس ابتغوا من فضل الله، ليس من الدولة فضل، الذي يبيع الريحان والمشقر والمسواك، والناس تغيرت ظروفهم الاقتصادية، بينما في أيام الملكية كان الناس إذا حصلوا لقمة من الكدمة يأخذوها ويروحوا يبلوها على صحنة ماء ويأكلوها.
معاناة الناس ناصرت الحوثي
حركة الحوثي عبارة عن تعبير عن الرأي العام كله، وأن الأمور تطورت إلى حد أن الإمامة رجعت في آرائهم وفي أضلاعهم، هذا الأسبوع لقيت واحد في وزارة العدل عجوز يلف على جميع الناس الذين يعرفهم ومن لا يعرفهم يحتفلوا بعيد ميلاد فاطمة الزهراء وهو حوثي، والذي أذهلني أن الهاشميين ليسوا وحدهم قاموا مع الحوثي وليس الشيعة وحدهم أيضا، إنما ناس عندهم تذمر وخوف ووجع من الأوضاع التي لا تسر أحد، لو طرحت أصبعك في أي مؤسسة تجدها أكثر فساداً من الذي جنبها ومسابقة، يوم من الأيام بلغني أن الشركة الإسبانية التي بنت مدينة شيراتون متعاقدة مع البنك اليمني للإنشاء والتعمير، طالبت بالمخلصات حقها فرفض البنك قبل أن تكمل عملها، جاءوا لها الأوغاد قالوا فلان مدير مكتب مهم لو أعطيتوه جني عفري بايخلصكم وبايكفيكم مشكلة خمسمائة مليون دولار، ساروا أعطوه ثلاثة ملايين دولار، وبعملية سمسرة تمكن من استخراج مستخلصات الشركة، بعدها وصلت الحكاية إلى المسئول بطريقة أو بأخرى، توقع ماذا فعل: قال هذا فلان الساقط يهين نفسه على ثلاثة ملايين دولار وبس، أنا كتبت فيا ترى المسئول هذا كم كان يريد للمرتشي هذا أن يرتشي بأي مبلغ بعد الثلاثة الملايين؟ وهل علم أن الثلاثة الملايين خسرت الاقتصاد اليمني والبنك اليمني مئات الملايين من الدولارات؟ أبداً، ولا اهتزت له شعرة.
في أي دولة يحدث هذا!؟
اليوم الأول رحت أصلي في جامع حجر قريب من شارع الزبيري، شفت واحد معاذك الله رجله خشب، قلت مالك؟ قال لغم في الحصار؟ فقال ابن أخي جنينا عليه، كيف؟ قال خليناه يلبس الجنبية حق أبوه وهي غالية تسحر العين، ماشي تجاه الظهر في الزبيري جاءوا خمسة وأخذوا عليه الجنبية، حاول يتملص وطعنوه في ظهره وصدره، والناس ولا أحد ساطي يفتح فمه، أين هيبة الدولة؟ أين النظام والقانون أين القدوة الحسنة؟ وهذا الأسبوع في ملحق قضايا وناس بصحيفة الثورة قالوا أن مجموعة من الشباب بعدما سكروا خرجوا ومسكوا صاحب سيارة مرسديس وقتلوه وأخذوا سيارته، ألقوا عليهم القبض وقالوا لماذا فعلتم هذا؟ قالوا والله احنا ملينا هذا الوضع، شربنا وحششنا ما بش فايدة قلنا نخرج نتواله قتلنا الرجال وشلينا السيارة.. في دولة من هذا يحصل؟
في جدر طريق عمران، واحد حاول يتويسخ على جاره، قام اتشاكل معه، قال له عيب عليك استحي، تقاتلوا فقتل أحدهم، حبسوا القاتل والناس جاءوا شهدوا حكموا بدية، دخلوا أصحاب جدر لعند الإمام وقالوا اتق الله هذا الرجل قتل دفاعاً عن شرفه، وهذاك سفيه بشهاداتنا كلنا، لازم القصاص، قال ما عندي إلا الدية، قالوا والله ما تمشي علينا القبيلة جزء من الشرع، قال أنا عاد أطلقه بكره من الرادع (الحبس) وابصر ما تفعلوا والله لأسحق جدر، يروح الإمام يدي أربعين عكفي ويقول لهم أوبهوا، أهل جدر ما يفعلوا؟ قاموا عقدوا شور إنه جنب العكفة بيتقاتلوا وفلان يطعن فلان وهكذا إلى أن قتلوا القاتل، ويخرج الإمام ثلاثة ألوية ومدفع ويخرب جدر إلى الأرض، قالوا نفذنا الشرع القويم سفيه وقاتل وابن كلب، كان الإمام أحمد يحكمها، كل ليلة يأتي له تقرير فيه دخل الطعام كذا والتبن كذا والمحابيس كذا من جميع المناطق.
القاضي عبدالرحمن الإرياني يوم من الأيام جاء عنده خمسة من الذين لا يستحون، من جملتهم السواق حقه، دخل عليه الأستاذ النعمان بدل ما يقول له السلام عليكم وصباح الخير صرخ وقال «وحف مقامه بالصالحين» قال يا أستاذ الناس يقولوا السلام عليكم وصباح الخير، قال بعد وجود الصالحين حول الوالي ليس هناك خير وليس هناك صلاة، قال الإرياني روحوا لكم.
وزير المالية السعودي في عدن..!
الرئيس حفظه الله -على قول د.الكبسي وإلا القاضي الحجي رحمه الله- يقول في ميدان السبعين أول ما طلع علي سالم البيض إنه لولا الأخ علي سالم ما قامت الوحدة، عبدالعزيز عبدالغني يقول لي ذات يوم والله والله لولا علي سالم ما وافق الحزب ولا قامت الوحدة، إنما إخواننا الإرياني وسنان والعرشي وغيرهم نزلوا مستعدين يقبلوا كونفيدرالية ليفاجئهم البيض ويقول لهم اندماجية وبس، وعبدالعزيز عبدالغني قال كان يجوا له أعضاء الحزب الاشتراكي يا علي سالم، فيرد عليهم ما تثقوا فيني قالوا لا، قال خلوا المسألة علي، قالوا أنت مستعجل، قال لهم ما بالا وحدة اندماجية، وترسل السعودية وزير المالية إلى عدن ويقول لهم باندخلكم اتحاد الخليج وبانفعل، قال لا، سدينا احنا وصنعاء لو تدوا لنا ما تدوا، وفي الحقيقة كان متسرع، لكن الحل أن يعودوا يشاركوا في تحمل المسئولية الوطنية المخلصة النظيفة..
الوحدة في أعماق الشعب كل الشعب، هو الذي يحميها مقابل العدل مقابل الأمان مقابل القدوة الحسنة، أنت داري ما قال الشاعر «لا أذود الطير عن شجر، قد بلوت المر من ثمره»، أنا جدي كان شيعي حارب مع الإمام يحيى لما قال بس، يأتي يوم من الأيام فيقول «ليت والله من يغير الطعم ولو بضفعة»، يعني يتغيروا بيت حميد الدين بأي شيء حتى للأسوأ، يطلعوا إشاعة وأحياناً ينسبوها إلى باجمال أو غيره «الذي ما يغنى في عهدي ما يغنى بعدي»، يغنى كيف؟ الناس بيدورا اللقمة، الناس بيموتوا من الجوع.
وشهد شاهد من أهلها!!
إذا أنت التفت إلى كلام المسئولين والمتسببين في هذا السوء تتذكر قول الله تعالى «وشهد شاهد من أهله» فكيف أنا؟ والله وبالله أن الحال وصل بي أنا شخصياً إني أدعو الله بعد كل صلاة أن يحفظ علي عبدالله صالح لأنه قد اختصر البلاد في شخصه، وهذا قد كتبته مش زعم إنه جرأة، وأنا خايف لا تقع فوضى ويقع انفصالات، وهذا الكلام قلته لعبدالعزيز عبدالغني بأنكم تسرعتم بالوحدة قبل أن تكملوا التكامل والتنسيق، بحيث لا يحصل لها مفاجئات ولا يحصل كذا، وإلا والله سيأتي عليكم يوم لن يحصل انفصال فقط وإنما سلطنات، قال لي أنت متأكد من هذا الكلام، وتقدر تكتبه، قلت له بعيني، هو قام خرج لحقته لداخل السيارة وأنا كاتب هذا بقلمي.
النعمان:لكن العسكري هلّوووه!!
ذات مرة كنا فوق كبري قصر النيل متوجهين إلى ميدان التحرير برفقة الأستاذ نعمان والزبيري والقاضي المعلمي، وصلنا لجنب وزارة الخارجية المصرية في النهار وإذا بالأستاذ النعمان يلتفت إلينا ويقول يا أحباب ليت شعري سيطول بي العمر إلى أن أرى شارع واحد في صنعاء مزفلت ونظيف ومسرج وما فيش عسكري يقول لي «يسك»، تمر الأيام والليالي وإذا يفتتحوا بعض الطرق في صنعاء، فقلت للنعمان: طيب يا أستاذ شوف الطريق مزفلته والشوارع منارة بالكهرباء، فقال ضاحكاً: لكن العسكري هلّوووه!!
ليس في بيت العوران صحافة!!
يوم من الأيام كتبت أن العوران ليس في بيوتهم مرايا، وأن الصحافة مرآة الوطن، الخليفة عمر بن عبدالعزيز كان يخرج إلى الشوارع ويقول هل من فقير؟ هل من محتاج؟ يكتب للأمصار، هل من فقير؟ يقولوا له يا أمير المؤمنين لقد اغتنى الناس من فضل الله في عهدك، هل تعرف كيف اغتنى الناس؟ منع الرشوة والفساد وكان يساوي بين نفسه وبين أي مواطن عادي، أمراء بني أمية جعلهم من جيز الناس، هذه الأيام لما تمر على الشوارع وأبواب الجوامع ترى ما تتمنى معه أن تموت اليوم قبل بكرة، والمجانين والله ما هم مجانين وإنما فقراء ومظلومين ومقهورين.
فالصحفيون هم المرآة وهذه المحكمة حق الصحفيين دليل، والجرم المعهود الذي يدين السلطة، والسلطة لا تعي الرسالة التي تحملتها مطلقا، وإلا فالصحفي هو الذي يستطيع أن يقول للأعور يا أعور، يقول لأكبر مسئول هذا غلط، كنت اقترحت يعملوا خمسة من أهل الخير يقرأوا الصحف ويشوفوا هذا الكلام الذي قالت هل هو حقيقة؟ عن كان نعم، يقولوا روحوا صلحوا هذا الغلط.
المؤتمر يتحمل مسؤولية تاريخية
على المشترك خاصة الاشتراكي أن يتحمل مسئولية توعية الناس بما يجب عليهم من واجبات وما لهم من حقوق، القاضي عبدالرحمن في وثائق أولى قال كنا في عهد الإمام نفهم أن علينا واجبات ولكن لا نفهم أن لنا حقوق..
والمؤتمر والدولة متحملون مسئولية تاريخية، في أيام بيت حميد الدين رحنا إلى عدن نلاعنهم، لكن العهد الحاصل مواجهة من صورة لا صورة، كيف يكون وضعهم لما يحكي التاريخ هذه البلاوي؟ المؤتمر استيلاء على مقدرات الناس، وإجهاض لمبادئ الجمهورية الذي جاء علي يوم من الأيام وكتبت في الثقافية بأنها مجرد نثرة، يقول لهم عبدالناصر أطلقوا أول رصاصة وأنا أكمل الباقي، وهذا الموضوع هو أساس كل شيء، أين المبادئ الستة للثورة؟ أين إلغاء الفوارق بين الطبقات؟ أين الذين تراهم يبحثوا في الزبالة؟ والذي يطلب من هولندا بثلاثة مليون ريال وعود وأشياء لأن بنت أخته عاتتزوج؟ أين الذين بالسيارات التي لا تحصى؟ أين المباني التي تذهل العقول؟
الحكام والكاميرا الخفية
طالبت بقانون من أين لك هذا؟، ويبدؤوا بي، معك بيت هنا وفي البونية وفي تعز، يحاسبوني إذا لم أستطع أن أثبت من أين هذا يصادروها ويحبسوني بشرط أن يكون من الكناس حق البلدية إلى أعلى مسئول.
مرة من المرات الأخ محسن العيني كان نائب عبدالعزيز عبدالغني وكانوا في نادي ضباط الشرطة، ويتكلم العيني وإذا يقول «وحكامنا إذا طال بهم العهد يصوعوا مثل الجمل إذا هاج، فلم يعد يهمهم شيء أمامهم، ويستمروا في إحداث الفضيحة ألعن من أختها حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً»، وقد كتبتها في مقال، والدكتور المقالح يوم من الأيام يكتب في الثورة الحكام العرب والكاميرا الخفية، يعتقدون أنهم يضحكون على الشعب، بالتنمية الذي ما يدري ما يحدها، لكن الشعب يعرف الحكاية، ويطول لهم الحبال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، كتبتها ثلاث مرات، بس لما جيت استأذنته قلت مش بعدا تزعل مني؟ قال الذي قد خرج قد خرج اكتب.
يجب أن نؤدي الضريبة
ما قلته في ندوة التشاور الوطني يكفي، وأنت سمعت كلامي، وذاك أقل ما يمكن قوله على الواقع.. لا ينبغي أن ننتظر الأمور حتى تصل إلينا ويجوا يلغموا بيتي ويغتالوني، يجب أن نكون مؤديين الضريبة من أجل الشعب المسكين الذي نأكل من خيره، كتبت ذات يوم بأن السلطة سيدها الشعب، الذي يصرف عليها، ويجب أن يسمعوا رأي الشعب وأوامره ونواهيه، التركيبة يجب أن تتغير وأن الله يهدي صاحبنا يغيرها، التركيبة كلها غير مناسبة.
عصيان مدني..
الأمور مربوطة بقرنه هو، ما عادهاش مربوطة بقرن الشيخ عبدالله، خطة واتفاق تعال يا علي سالم اتحمل المسئولية، تعال يا عطاس نفعل ونسوي، شوف البدوي هذا حق عمان من لم يعد إلى بلده سنعاقبه، قال سلطان عمان اتركوا المكانس لليمنيين وارجعوا بلادكم، الآن بلغ الحال بالناس إلى أنهم يبيعوا أولادهم، أكثر من ستين ألف طفل يهربوا للسعودية وللخليج، الذي يغتصبوه والذي ينتفوا أعضاءه الداخلية ويبيعوها، والذي يشغلوه في أخس الأعمال لماذا؟ الفقر وسوء الإدارة.
ولا حل غير أن المشترك يبث آرائه الصحيحة المخلصة والوطنية حتى يأتي يوم من الأيام ويقفلوا الناس أبوابهم عليهم على الأقل لمدة شهر، يقولوا ما عاد نشتي هذا الحال..
عصيان مدني حتى تفهم السلطة أن الحال قد أصبح غير الحال، واحد من أقارب الأئمة راح إلى المجزرة وبدأ يتعنت الجزار حتى كان بالعصية يخزه ويقول يا جزار يا كلب يا ابن الكلب، والجزار ضاق منه، قال له يا سيدي آذيتني روح أنت والوجه هذا الذي مثل حق الجمل، الرجل ذهب ليشتكي عند عامل الأوقاف، قال له هذا الجزار قال لي كذا وكذا، قال طيب عانحبسه، قال ما يكفي الحبس وجلس فوق رأسه لما ضاق، التفت عامل الأوقاف وقال يا عبدالملك أما الشبه والله إن فيه شبه وإن وجهك مثل حق الجمل.
FONT][/SIZE][/COLOR]]
Reply With Quote
Bookmarks