اليهـود

1- نشأة اليهود:

الأب الأكبر لشعوب كثيرة ومنها اليهود والعرب إبراهيم عليه السلام. أنجب إبراهيم ابنه إسماعيل الذي تنحدر منه العرب المستعربة، وأنجب إبراهيم أيضاً إسحاق الذي أنجب يعقوب(إسرائيل)، وهو أصل بني إسرائيل. وكان ليعقوب اثـنا عشر ولداً منهم يوسف عليه السلام.

وذكرت قصة هؤلاء الإخوة الاثني عشر في سورة يوسف، وفيها دلالة واضحة على بدء امتداد العرق اليهودي النامي في الحقد والحسد والبغضاء والكذب والبهتان، فأحداث هذه القصة نقرؤها وكأننا نعيش الواقع ونلمس أساليب الغدر والاحتيال اليهودي.



2- بنو إسرائيل في مصر:

عاش بنو إسرائيل في مصر كما جاء في نهاية قصة يوسف عليه السلام ،ولكنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على حب المصريين لهم، فكرههم المصريون لسوء أخلاقهم،حتى وصل كرههم هذا إلى حد الاضطهاد والاستعباد وانتهاك الإنسانية، حتى أن واحداً من فراعنة مصر أمر بأن يذبح كل مولود منهم ذكراً وتسبى الإناث، كان يفعل ذلك سنة ويتركه سنة أخرى.

شاء الله تعالى أن يخرج بني إسرائيل من الذل الذي لم يقعوا فيه إلا لسوء أخلاقهم وأنانيتهم. أرسل الله رجلاً من بني إسرائيل هو موسى عليه السلام بدين اليهودية ومعه أخوه هارون عليه السلام فذهبا إلى فرعون ليدعواه إلى توحيد الله وترك ادعاء الأُلوهية ، وطلبا منه إرسال بني إسرائيل ، وأراه موسى معجزة العصا التي تتحول إلى ثعبان ، ومعجزة اليد البيضاء ، {فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى* فقال أنا ربكم الأعلى} ، ثم كان اللقاء والتحدي بين موسى والسحرة ، فغلبهم موسى فآمنوا به ، وعذبهم فرعون وقتلهم .

ثم أمر الله نبيه موسى أن يسري ببني إسرائيل ليفروا من فرعون وقومه واتجهوا ناحية البحر الأحمر، واتبعهم فرعون بجنوده فأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر ففعل فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم، ومرّ بنو إسرائيل وعبروا البحر ثم عبر وراءهم فرعون وجنوده فانطبق البحر عليهم وغرقوا.



3- مواقف اليهود مع موسى :

1-خرجوا من مصر واتجه بهم إلى صحراء سيناء ليتوجهوا لفتح الأرض المقدسة، فلما ابتعدوا عن حياة الترف ثاروا على موسى وهارون وقالوا : (أخرجتمانا من مصر إلى هذا الفقر ؛ لكي نموت وأولادنا ومواشينا من العطش؟!) { فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين}.

2- { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}.

3- ذهب موسى لمناجاة ربه عند الطور وخلّف عليهم هارون لمدة أربعين يوماً فتمردوا عليه وعبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري من الذهب، {ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً قال بئس ما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين}.

4-{وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثـناكم من بعد موتكم لعلّكم تشكرون}….منتهى المعاندة ، ونعمٌ تتلو نعماً ولكن اليهود هم اليهود.
5- {وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا علنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا لأنفسهم يظلمون} ولكنهم كفروا بهذه النعمة وطلبوا الفول والعدس والبصل فقيل لهم {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} نكران المعروف والمعاندة صفة متأصلة فيهم .
6- وأمرهم الله بذبح بقرة وشددوا على أنفسهم بالسؤال عن لونها وصفاتها فشدد الله عليهم.

7- أُمروا أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كانت آنذاك في أيدي العماليق فقال لهم موسى: {قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها} ثم قالوا له بكل وقاحة : {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } ، فكان عقابهم التيه أربعين سنة : {قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين}.



4- دخول الأرض المقدسة :

توفي موسى صلى الله عليه وسلم ، وبعد مدة التيه أمرهم نبيهم بالقتال فتولى أكثرهم ورضي منهم القليل وهذا هو الانقسام الأول ، {وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً} ، فانقسم القليل مرة أخرى فلم يرض أكثرهم بقيادة طالوت ورضي منهم القليل ، ثم إن طالوت خرج بهؤلاء فقال : {إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا} وهكذا انقسموا مرة ثالثة فمضى طالوت بصفوة صفوة الصفوة من بني إسرائيل للقاء العدو في الأرض المقدسة (العماليق) وكان قائد العماليق جالوت ، ولكن بني إسرائيل انقسموا للمرة الرابعة فقال أكثرهم {لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله }.

ثم قاتل طالوت بهؤلاء فقط جيش جالوت فهزمهم وقـُتل جالوت على يد شاب صغير من اليهود هو داود الذي آتاه الله الملك والنبوة فيما بعد .


5- أنبياء بني إسرائيل :

أرسل الله إليهم أنبياء كثيرين جداً ، فكانوا كما قال الله : { ففريقا كذبتم وفريقاً تقتلون}.

ومن أنبيائهم : ( موسى – هارون – داود – سليمان – يحيى – عيسى....... وغيرهم ) .
ومن الأنبياء الذين قتلوهم :

1- ( حزقيال ) : قتله قاض من قضاتهم لأنه نهاه عن منكرات كان يفعلها .

2- ( أشعيا ) : قتله (منس ) أحد ملوك اليهود بأمر نشره على جذع شجرة ؛ لأنه كان ينصحه ويعظه بترك السيئات .

3- ( أرميا ) : قتله اليهود رجماً بالحجارة لأنه أكثر من توبيخهم .

4- (يحيى ) : قتله ( هيرودس ) أحد ملوكهم ؛ لأنه كان يريد الزواج من ابنة أخيه فعارضه يحيى عليه السلام وبين تحريم ذلك فقتله (هيرودس ) .

5- ( زكريا ) : دافع عن ابنه يحيى وعارض زواج البنت بعمها فقتله ( هيرودس )
أيضًا .

6- حاولوا قتل (عيسى ) وظنوا أنهم قتلوه {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}.

و هذا قليل من كثير جدًا ، فقد قال رسول الله عليه وسلم : ( قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيًا من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة وسبعون رجلا منهم فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوهم جميعًا من آخر النهار).
وأكثر من ذلك ... فقد كانوا السبب الأول في وفاة محمد e فلقد توفي متأثرًا بالسمّ الذي وضعوه له في طعامه يوم خيبر.

هذا هو خلق اليهود مع خير خلق الله الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فكيف بغيرهم ؟



6- صفات اليهود من القرآن الكريم ومن التاريخ :

لا بد لمن يريد دراسة هذا الجنس القذر من الناس أن يعرف صفاتهم وأقوال الأنبياء فيهم ، وقول الله عز وجل عنهم في القرآن الكريم . ويمكننا تلخيص هذه الصفات فيما يلي :

1- موالاة الباطل ضدّ الحق : كما نرى في غزوة الخندق ( انظر الفصل التاسع من هذا البحث ) .

2- نقض العهد : نقضوا عهودهم مع الله ومع الأنبياء ومع محمد e، {أوكلما عاهدوا عهدًا نبذه فريق منهم }.

3- سوء أدبهم مع الله ومع النبيين : ومن الأدلة على ذلك أقوالهم التي ذكرت في القرآن الكريم مثل: {يد الله مغلولة} ،{اذهب أنت وربك فــقاتــلا إنا هاهنا قاعدون}، {إنّ الله فقير ونحن أغنياء } ، ولما قيل لهم : {خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا} وقالوا كلامًا غير لائق على الله وأنبيائه ، كما سيأتي في الفصل التالي إن شاء الله ، وحرفوا التوراة : {كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} ، وحرفوا الإنجيل للنصارى أيضًا كي يضلوا .

4- قتل الأنبياء والصالحين : كما تقدم .

5- الحقد والحسد وعدم الاعتراف بالحق : فهم يعلمون أنّ الإسلام حق وأنهم على باطل ، ولكنه الحسد يملأ قلوبهم أن كان النبي من العرب ولم يكن من بني إسرائيل ، {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًا }.

6-إثارة العداوة والفتن بين الناس : فهم الذين أججوا نار العداوة والحروب الضروس بين الأوس والخزرج، وهم السبب الأكبر في فتنة مقتل عثمان بن عـفان ، وهم سبب الحربين العالميتين أيضًا .



7- معتقدات اليهود وتعاليمهم :

في هذا الفصل نرى ما يقول اليهود عن الله والأنبياء ، وكيف يحقدون على البشرية كلها وبالأخص المسلمين . فاليهود يقولون :
1- الأجانب غير اليهود كلاب .

2- الأمم الخارجة على دين اليهود ليست كلابًا فحسب ، بل حميرًا أيضًا.

3- بيوت غير اليهود زرائب للحيوانات.

4- محرم على اليهودي أن ينجي أحدًا من الأجانب .

5- الذي يقتل أجنبيًا (أي غير يهودي) يكافأ بالخلود في الفردوس .

6- لا يغفر إله اليهود للذي يرد مالا مفقودًا للأجانب .

7- السرقة غير جائزة من الإنسان (اليهودي) ، وأما الخارجون على اليهود فسرقتهم جائزة .

8- الربا محرم بين اليهود ، ومباح تعاطيه مع غير اليهود .

9- مصرح لليهودي أن يقرض أولاده بالربا من أجل تمرينهم ليذوقوا حلاوة الربا ويمارسونه مع غير اليهود .

10- حياة غير اليهودي ملك لليهودي ، فكيف بماله ؟

11- اليمين التي يؤديها اليهودي للأجنبي لا قيمة لها ولا تلزم اليهودي بشيء ؛ لأنه لا أيمان بين اليهودي والحيوان.

12- يجوز لليهودي أن يشهد زورًا .

13- مباح بل واجب غش الأجنبي غير اليهودي .

14- الزنا بغير اليهود مباح ذكورًا وإناثًا .

15- اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية المتزوجة ؛ لأن كل عقد زواج عند غير اليهودي باطل. فالمرأة غير اليهودية بهيمة ولا عقد بين البهائم.

16- لليهود مناسبتان أحدهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية.

17- تتميز أرواح اليهود عن غيرها بأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من أبيه ، وأرواح اليهود عزيزة عند الله، وذلك غير باقي الأرواح.

18- اليهودي معتبر عند الله أكثر من الملائكة فإذا ضرب أممي يهوديًا فكأنما ضرب العزة الإلهية ويستحق الموت.

19- خلق الله الأجنبي على هيئة إنسان فقط؛ ليكون لائقًا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم.

20- إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء !

21- إن تعاليم الحاخام لا يمكن نقضها أبدًا ولو بأمر الله!

22- سأل يعقوب (صلى الله عليه وسلم) ربه: لماذا خلقت غير شعبك المختار؟ قال: لتركبوا ظهورهم وتمتصوا دماءهم وتحرقوا أخضرهم وتلوثوا طاهرهم وتهدموا عامرهم. (تعالى الله عن ذلك).

23- وينسب اليهود لداود عليه السلام قوله في الأرض المفتوحة: أخرج الشعب الذي فيها وضعهم تحت مناشير وفوارج حديد وفؤوس حديد وأمّرهم في أتون ، وهكذا صنع بجميع مدن بني عمون.

24- يقضي الله ثلاث ساعات من نهار يلعب مع ملك الأسماك إلا أنه توقف عن اللعب بعد تدمير الهيكل في أورشليم ، فلم يعد لله جلد على اللعب والرقص كما كان يفعل في الأزمنة السابقة ، وأول رقصة رقصها الرب كانت مع حواء بعد أن برجها وزينها وسرح شعرها بنفسه!!!!!
أما بعد تدمير الهيكل فإنه لم ينقطع عن البكاء والنحيب والصراخ قائلاً: "الويل لي لأني تركت بيتي ينهب وهيكلي يحرق وأولادي يشتتون." (تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا).

25- عيسى بن مريم (صلى الله عليه وسلم) موجود في لجات الجحيم بين القار والنار وأمه مريم أتت به من العسكري باندار سفاحًا، والكنائس النصرانية بمثابة قاذورات وأساقفتها أشبه بالكلاب النابحة، وقتل المسيحي من الأمور المأمور بها ، ومن الواجب دينًا أن يلعن اليهودي ثلاث مرات رؤساء المذهب النصراني.

هذا ما يقوله اليهود وما يطبقونه في حياتهم ، ولكننا إذا تكلمنا عن اليهود فلا بد أن نذكر أن قليلاً منهم معتدلون ، فقد قال الله : {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } وقال: {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ........... وما يفعلوا من خير فلن يكفروه }.

8-الحاقدون على اليهود:

لا عجب بعد الاطلاع على أقوال اليهود في الناس أن يتعرضوا لكثير من الاضطهاد، فقد كرههم الناس واضطهدوهم لسوء أخلاقهم على مر العصور ومن ذلك:

1- استعباد الفراعنة والمصريين لهم كما تقدم.

2 - سلط الله عليهم (بختنصر) فسار إليهم بجيش كبير ودخل بيت المقدس وأمعن في القتل والإذلال والتعذيب لليهود، وقد حكاه القرآن: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرًا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار}، وكانت المرة الثانية على يد (تيطس) الروماني ففعل بهم ما فعل بختنصر ، والطبائع هي الطبائع والنفوس هي النفوس.

3 - الألمان في العصر الحديث عذبوهم وأبادوا كثيرًا منهم في وحشية وضراوة وإذلال وقهر، فآوتهم جمعية الاتحاد والترقي كما سيأتي.



9- اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

كان اليهود قبل البعثة النبوية يتوعدون مشركي العرب بأنه أظل زمان يبعث فيه نبي آخر الزمان وأنهم سيتبعونه وينتصرون به على العرب {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}. وكانت لهم عدة مستوطنات في جزيرة العرب أهمها خيبر ذات الحصون المنيعة ، والمدينة (يثرب) ، وكانوا في يثرب ثلاثة أقسام وهم:

1- بنو قينقاع.

2- بنو النضير.

3- بنو قريظة.

هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب فسميت المدينة المنورة، وكان فيها الأوس والخزرج فأسلم أكثرهم وسمّوا بالأنصار بعدما كادت الحروب بينهم أن تبيدهم وما كان السبب في هذه الحروب غير اليهود. وعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود على ألا يكره أحد على اتباع أي دين وألا يعتدي أحد من اليهود والمسلمين على الآخر، وأن يتعاونوا جميعًا لصد أي اعتداء على المدينة.

ولما سمع اليهود أن نبيًا قد بُعث أتوا إليه يتأكدون من صدقه فأوصافه عندهم في كتبهم، فأسلم قليل منهم ، ومن هؤلاء الحصين بن سلام الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه عبد الله ، وقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود: ماذا تعدون الحصين بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا ، وعالمنا وابن عالمنا، وحبرنا وابن حبرنا. فخرج عليهم وقال: يا قوم اتبعوه فإنكم تعلمون أنه النبي الذي في كتبهم وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا . (منتهى الجحود والكذب، واليهود هم اليهود).

وقد أعرض أكثر اليهود عن اتباع الحق، من ذلك أن سيد بني النضير حيي بن أخطب وأخوه ياسر بن أخطب أتيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذا يسألانه عن صفاته فأجابهم، وسألوه أن يريهم خاتم النبوة بين كتفيه فأراهم إياه ثم ذهبا، فسأل ياسر أخاه حيي: أهو هو؟ قال : نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته ما بقيت!!!!

وقد حارب اليهود المسلمين خفية، فكانوا هم السبب في ظهور المنافقين وإشاعة الشائعات والشبهات، وقد أثاروا الناس عندما حول الله قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرامý وحاولوا كثيرًا إعادة الأوس والخزرج إلى حروبهم الأولى. وكل ذلك كان يسكت عنه المسلمون، حتى كانت الخيانة ونقض العهود والمواثيق.

1- نقض بني قينقاع للعهد سنة 2 هـ:

ذهبت امرأة مسلمة إلى سوق الذهب التابع لبني قينقاع، فراوغها اليهود على خلع الحجاب فأبت، فتحايلوا حتى أسقطوا منها حجابها فبدت سوءتها وجعلوا يضحكون منها، فصرخت وسمعها رجل مسلم فأتى وقتل اليهودي الذي فعل ذلك فتجمع اليهود عليه وقتلوه. وكان هذا بمثابة نقض العهد..

فمضى المسلمون في جيش وحاصروا بني قينقاع خمسة أشهر ثم نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالخروج من المدينة، فخرجوا واتجهوا إلى الأردن وهلك أكثرهم هناك، وكانت هذه الخيانة بعد غزوة بدر في العام الثاني للهجرة.

2- مقتل كعب بن الأشرف:

كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقًا على الإسلام والمسلمين، وإيذاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما سمع بخبر انتصار المسلمين في بدر انطلق يهجو المسلمين (وكان شاعرًا) ويمدح المشركين، وذهب إلى مكة وأخذ يبكي قتلى المشركين ويدعوهم إلى حرب المسلمين فسأله أبو سفيان أديننا أحب إليك أم دين محمد؟ فقال: أنتم أهدى سبيلا. وفي ذلك أنزل الله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}. وأخذ كعب يهجو نساء الصحابة ويؤذيهن بسلاطة لسانه وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله ) فانتدب له محمد بن مسلمة وجماعة معه فقتلوه.

3- نقض بني النضير للعهد سنة 4هـ:

ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بني النضير يطلب منهم معاونة المسلمين في دفع إحدى الديات، فرحبوا به وأجلسوه عندهم، ثم نادوا أحدهم وأمروه أن يلقي عليه صخرة من فوقه ليبدو كحادث طبيعي فأخبر الله نبيه بذلك فخرج عليه الصلاة والسلام كأنما خرج لحاجته، ثم استنفر المسلمين فحاصروا بني النضير وأخرجوهم من المدينة وقد أنزل الله في هذا الحصار قوله {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} وكان المسلمون يتحرجون من قطع النخل فأنزل الله {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} هكذا كان المسلمون أشد رحمة بشجر اليهود منهم ، وتوجه بني النضير إلى أكبر مستوطنة يهودية في الجزيرة العربية وهي خيبر.

4- نقض بني قريظة للعهد سنة 5هـ:

كان بنو قريظة مسالمين لولا أن وفدًا من يهود خيبر قدموا إليهم وحرضوهم على الخيانة ثم ذهبوا إلى قريش فحرضوهم أيضا على قتال المسلمين فجمع المشركون أحزابًا وحاصروا المدينة فكانت غزوة الخندق (الأحزاب) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مطمئنا من جهة الجنوب لأن فيها حصون بني قريظة المنيعة، ولكن لما علم بخيانتهم أرسل نعيم بن مسعود ليوقع بينهم وبين الأحزاب ففعل ،ثم أرسل الله على الأحزاب ريحا قلعت خيامهم فاضطرتهم للرحيل إلى بلادهم وترك المدينة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) فمضى المسلمون إليهم وحاصروهم حتى طلبوا الصلح ونزلوا على حكم سعد بن معاذ فأمر بقتل الرجال وسبي النساء والأطفال، فنفذ فيهم حكمه.

فتح خيبر سنة 7هـ:

بعد صلح الحديبية الذي كان سنة 6هـ تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهود خيبر الذين أثاروا الفتن وأكثروا من الفساد. وفي السنة السابعة من الهجرة سار إليهم في جيش من الصحابة وأعطى الراية لعلي بن أبي طالب، ففتح المسلمون حصون خيبر حصنًا حصنًا، ثم صالح رسول الله عليه الصلاة والسلام أهلها على أن يزرعوا أرضها فتكون لهم نصفها وللمسلمين نصفها.

6- موقـف اليهود مع عبد الله بن رواحة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل عبد الله بن رواحة إلى يهود خيبر ليخرص نخلها - أي يقدر ما تحمله من بلح - فيـجـبي منها حق الدولة كل سنة، وقد حاولوا ذات مرة أن يفسدوا ذمته، فجعلوا له حليًا من حلي نسائهم وقالوا له: هذا لك فخفف عنك، وتجاوز عن بعض ما تفرضه علينا.. فقال عبد الله: [يا معشر اليهود إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذلك بحاملي أن أحيف عليكم. وأما ما عرضتم علي من الرشوة فإنها السحت، وإنا لا نأكلها] فقالوا له : بهذا قامت السموات والأرض.



10- اليهود حتى إنهاء الخلافة الإسلامية :

ظل اليهود في خيبر حتى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرجهم منها، وهكذا طهرت الجزيرة العربية من رجز اليهود.

عاش اليهود بين المسلمين لهم حقوق الذميين وعليهم واجباتهم ولم يظلمهم المسلمون فقد أجرى عمر رضي الله عنه لليهود من بيت مال المسلمين رزقـًا للمحتاج لما رأى يهوديًـا يتسول ولم يثبت أن المسلمين ضيقوا عليهم في عملهم أو عبادتهم، ولكن اليهود لما رأوا ثـلمة في المسلمين بدؤوا في الدس والوقيعة وإثارة الفتن والاختلاف بين المسلمين.

أسلم عبد الله بن سبأ اليهودي نفاقـًا وظل يعمل لفرقة المسلمين واختلاف كلمتهم حتى أدى عمله أخيرا إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومنذ ذلك الحين قامت الفتنة بين المسلمين وكان المسلم يقتل أخاه المسلم لأسباب تافهة، وهذا ما يريده اليهود.

وبعد زمن طويل قامت الدولة العثمانية، التي ظلت تدافع عن الإسلام عدة قرون، و فتحت بلاداً كثيرة في أوروبا وأهمها القسطنطينية التي بشر الرسول صلى الله عليه و سلم بفتحها، ولكن مر على هذه الدولة عصور ضعف استغلها اليهود، فقد حاولوا أن يرشوا السلطان العثماني عبد الحميد بالملايين مقابل أن يعطي لهم فلسطين فقط ليعيشوا فيها بعد تشتت، فقال لهم: لا تحاولوا اتخاذ أي خطوة أخرى في سبيل الحصول على فلسطين فهي ليست ملكي بل ملك لأمتي الإسلامية التي عانت من أجلها و روت الأرض

بدماء أبنائها فلن أتخلى عن شبر من فلسطين، واحتفظوا بملايينكم لأنفسكم.



11- القضاء على الخلافة الإسلامية:

بدأ اليهود في إشاعة الشائعات ضد السلطان عبد الحميد حتى تصوره الناس سلطانـًا ظالمًا فاسقـًا فاجرًا متوحشًا، وأنشأ اليهود جمعية الاتحاد والترقي فخدعوا بها الناس وعزلوا السلطان عبد الحميد، وتولى أمر المسلمين يهودٌ تحت اسم جمعية الاتحاد والترقي، وبدأت الدول الاستعمارية الأوروبية تنهش الدول الإسلامية وتتقاسمها وتقطعها أجزاءً، فضاعت البلقان وألبانيا وليبيا والمغرب دون أن تحرك الجمعية ساكنًا. وبدلاً من أن يرى الناس ما تدعو إليه هذه الجمعية من الحرية والمساواة والعدالة حلّ عليهم الظلم والاستبداد والقسوة، وكانت رأس الأفعى .. اليهودي مصطفى كمال أتاتورك الذي حطم الدولة العثمانية وألغى الخلافة الإسلامية، فصار المسلمون رعية بلا راع وأصبحوا كالقطيع الذي تاه من الراعي فنهبته الذئاب والوحوش.

تعاونوا جميعًا على مخطط رهيب لتدمير الخلافة وتركيا. وقد سارع مصطفى كمال في تنفيذه على الشكل التالي:

1- إلغاء الخلافة الإسلامية وفصل تركيا عن باقي أجزاء الدولة العثمانية، فحطم بذلك الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.

2- أعلن العلمانية وفصل الدين عن الدولة مقلدًا بذلك بعض الدول الغربية ومبعدًا الإسلام الذي يخشاه الغرب واليهود عن الميدان.

3- اضطهد علماء الدين أبشع اضطهاد وقتل منهم العشرات وعلق جثثهم على أعواد الشجر.

4- أغلق كثيرًا من المساجد وحرم الأذان والصلاة باللغة العربية وأجبر الشعب على تغيير الزي الوطني ولبس الزي الأوروبي.

5- ألغى وزارة الأوقاف ومنع الصلاة في جامع أيا صوفيا وحوله إلى متحف.

6- ألغى المحاكم الشرعية وفرض القوانين المدنية السويسرية.

7- فرض العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة حتى لا يصلي أحد فريضة الجمعة ويتجمع المسلمون حول شعيرة إسلامية.

8- ألغى استعمال التقويم الهجري واستبدله بالتقويم الغربي الميلادي.

9- ألغى قوانين الميراث والزواج والأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية وحرم تعدد الزوجات والطلاق وساوى بين الذكر والأنثى في الميراث.

10- شجع المرأة التركية والفتاة والشاب على الدعارة والفجور وأباح النكرات، وضرب بنفسه المثل الأعلى على انحطاط الخلـُق والإدمان على الخمر والفساد والانحلال.

11- قضى على التعليم الديني في الجامعة والمدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية ومنع تأسيس المدارس الخاصة لتعليم الأطفال القرآن أو أي شيء من الدين.

12- استبدل بالحروف العربية التي استخدمها الأتراك طوال ألف سنة الحروف اللاتينية ليقطع ماضي الشعب التركي عن حاضره ومستقبله.

13- سعى إلى حذف الكلمات العربية من اللغة التركية إمعانًا في البعد عن العروبة والإسلام.

14- فتح باب تركيا على مصراعيه ليدخل من علماء اليهود وحاخاماتهم الذين نبذتهم ألمانيا واستقبلهم بكل ما أوتي بحسن الكياسة ونبل الخلق وكرم الضيافة والرفق واللين والإنسانية، واستعان بهم لتنظيم التعليم على الأساليب التي يريدونها. واستدعى ما يزيد على أربعين أستاذًا من اليهود لتوسيع أقسام الجامعة في حين طارد العلماء والمفكرين الأتراك في كل مكان.

15- أسس حزب الشعب ومارس عن طريقه عملية الإرهاب والبطش بالشعب التركي المسلم. ويحسن بنا هنا أن ننقل ما ذكرته دائرة المعارف الماسونية عن مصطفى كمال حيث تقول:

[ إن الانقلاب الذي قام به الأخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد الأمة. فقد أبطل السلطنة وألغى الخلافة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة الإسلام وألغى وزارة الأوقاف... أليس هذا الإصلاح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمّة ناهضة ؟ فمن يماثل أتاتورك من رجال الماسونية قديمًا وحديثًا؟!].



12- القضاء على محاولات الإصلاح في تركيا:

أدرك الشعب التركي الذين يدين 98% منه بالإسلام أن حالة تدهور الأوضاع في تركيا لا حل لها إلا بالرجوع إلى الإسلام، تحقق أول أمل لهم عندما ناصروا (عدنان مندريس) حتى نجح في الانتخابات فأصبح رئيسًا للوزراء، وبدأ يعمل لإعادة الإسلام إلى البلاد تدريجيًا فقام بما يلي:

1- 1- أعاد للشعب حرية الرأي وحرية النقد وحرية الدين.

2- حول أذان الصلاة إلى اللغة العربية بعد أن ظل ربع قرن باللغة التركية. وفرح الشعب كثيرًا بهذه الخطوة، حتى كان الناس يبكون بحرارة عند سماعهم المؤذن يقول: الله أكبر الله أكبر، وينحرون الذبائح فرحًا وابتهاجًا.

3- سمح لرجال الدين بالدفاع عن الإسلام والدعوة إليه بالقلم واللسان.

4- سمح بتعليم اللغة العربية ودراسة القرآن الكريم في جميع مراحل الدراسة.

5- أنشأ عشرات آلاف مسجد في تركيا، وأعاد المساجد -التي حولتها الحكومة السابقة إلى مخازن- إلى أماكن للعبادة.

6- سحب سفير تركيا لدى إسرائيل وأعاد سفير إسرائيل إلى إليها.

أطاح اليهود بعدنان مندريس وبحكومته وقدموه للمحاكمة، فحُكم عليه بالإعدام، وأعدم سنة 1961م. وهكذا قضوا على محاولة الإصلاح الإسلامي في تركيا.

وفي التسعينات قام نجم الدين أربكان بتنظيم صفوف الإسلاميين وكوّن حزب الرفاه الإسلامي وخاض به غمار الانتخابات ففاز فوزًا عظيمًا مما اضطر العلمانيين بالاعتراف بفوز الحزب، وقام أربكان برئاسة الوزارة التركية شهورًا قليلة سمح فيها بالتعليم الإسلامي والحجاب الإسلامي والتقارب مع الدول الإسلامية والحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وقام بإصلاحات اقتصادية كبيرة، فكان رد فعل الجيش التركي والجنرالات الموالية لليهود من أصل الأتراك الدونمة (يهود أظهروا إسلامهم ونخروا في عظام الخلافة العثمانية حتى أسقطوها وأقاموا الحكم العلماني) أن أقاموا له ولحزب الرفاه المحاكم حتى أسقطوا الوزارة وألغوا حزب الرفاه رغم أنه أكثر الأحزاب التركية شعبية وأصواتًا في المجالس البلدية والنيابية، وقد قام أربكان بتشكيل حزب آخر وقام بشكوى لمنظمة حقوق الإنسان الأوروبية لحرمانهم من ممارسة حقوقهم الدستورية الذي تنص عليها كافة القوانين العلمانية في أوروبا وتركيا. وقد أقام وزير الدفاع التركي في الوزارة الجديدة معاهدة دفاع مشترك مع عدو الله والمسلمين الكيان الصهيوني، وبالرغم من ذلك فقد انسحب الرئيس التركي من مؤتمر القمة الإسلامي لما أحس أن الحاضرين قد اتفقوا على إدانة (شفوية فقط) لليهود على ممارستهم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. ،ومازال الصراع السياسي والحضاري بين المسلمين والعلمانيين {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن متم الله نوره ولو كره الكافرون}



13- وعد (بلفور) والاستيلاء على فلسطين:

كان اليهود يتطلعون إلى فلسطين وإلى الاستيلاء عليها، حتى كان وعد (بلفور) رئيس وزراء بريطانيا بإنشاء وطن لليهود في فلسطين سنة 1948م، وتسميته إسرائيل الصغرى، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى سنة 1997م وهي الأرض ما بين النيل والفرات.

بدأت الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وصار اليهود يتوافدون إليها من كل بقاع العالم حتى بلغ عدد المهاجرين اليهود عام 1933م ثلاثين ألفـًا، واستمروا في التدفق حتى بلغ اثنين وستين ألفـًا عام 1935م. وهنا أحس أهل فلسطين بالخطر اليهودي فأعلنوا الإضراب العام سنة 1936م وصارت الأمور تتطور وتتفاقم.



14- إعلان قيام الدولة اليهودية(إسرائيل):

أعلن اليهود سنة 1948م قيام الدولة اليهودية، وفور هذا الإعلان بعث الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) باعترافه بهذه الدولة، ثم سارع الاتحاد السوفييتي بالاعتراف بها أيضًا وتتابع الاعتراف الدولي. وفي عام 1949م أصبحت إسرائيل عضوًا في الأمم المتحدة.

وقفة مع تسمية الدولة اليهودية بإسرائيل:

إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق صلى الله عليه وسلم، والإسرائيليون هم ذريته، فمنهم يهود ومنهم غير اليهود. أما اليهود فهم أصحاب دين قد يتبعه الإسرائيليون أو غيرهم. فليس كل يهودي إسرائيلي، وليس كل إسرائيلي يهودي.. اليهود أصحاب دين والإسرائيليون قبيلة أو عِرق .

والمفروض أن تسمى دولتهم الدولة اليهودية؛ لأنها تستوعب اليهود فقط سواءً كانوا من بني إسرائيل أم من غيرهم، ولكنهم أوهموا الناس بأن دولتهم قومية لبني إسرائيل. فهم إذا سموا دولتهم باسم ديني لقيل لهم: فلماذا لم ترضوا بدولة المسلمين الدينية ورضيتم بدولة دينية أخرى؟!

فاليهود يحاربوننا لأجل ديننا فقط. فقط. فقط. ليس لأننا عرب وهم إسرائيليون.



15- حرب عام 1948م (إخلاء فلسطين):

في اليوم التالي لإعلان قيام إسرائيل قامت خمسة جيوش لخمس دول عربية هي [مصر- سوريا- الأردن- العراق- لبنان] بهجوم عسكري لتحرير فلسطين من عصابات اليهود، فتم اتفاق وقف إطلاق النار وأجري اتـفاق ينص على عودة الفلسطينيين المبعدين إلى ديارهم، وهانحن ننتظر هذه العودة لمدة أربعين عامًا.. حتى الآن!!!



16- الحروب المتلاحقة(1967-1973-1982)م:

1967م:

أراد اليهود توسيع دولتهم، وساعدهم في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. فقد أبلغ هؤلاء العربَ بأن اليهود يستعدون للحرب؛ حتى يتخذ العرب حالة الطوارئ ففعل ذلك العرب، وأعلنت الحرب وتوتر الموقف. وكي لا يبدأ العرب الحرب فقد أرسلت الولايات المتحدة خطابات تهديد لهم بأن لا يبدؤوها فهم سوف يقفون ضد من سيبدؤها، وصدق العرب هذا الكلام فهدؤوا.

وفي صباح يوم الإثنين الخامس من حزيران عام 1967م أغار الطيران الحربي اليهودي على مصر ودمر السلاح الجوي المصري المؤلف من(340) طائرة حربية، ودمر سبع مطارات خلال ثلاث ساعات فقط. وانهزم المسلمون، وسميت هذه الهزيمة المنكرة "نكسة"‍!

1973م:

انتصر المسلمون في هذه الحرب وحرروا أراض محتلة في سيناء؛ وذلك بسبب توكلهم على الله، فقد كان الجنود يكبرون بأعلى صوتهم:الله أكبر فيتبول اليهود في مواقعهم من شدة الخوف ويهربون عند سماع هذه الكلمة.

وبعد الحرب.... بدلاً من أن تسجد الجباه لربها شكرًا، وتنكسر له القلوب ذلاً وخضوعًا وخشوعًا ..... " ولقد كان الفضل الأكبر في هذا الانتصار الساحق كفاءة الجندي المصري الذي يدافع عن وطنه بكل شجاعة، وكفاءة القيادة الحكيمة.. " تردد وسائل الإعلام العربية هذه المقولات ليل نهار!! وهذا ما ينهزم به المسلمون دائمًا.

1982م:

في هذا العام اجتاح اليهود لبنان وقتلوا ودمروا وأحرقوا، واحتل اليهود جنوب لبنان.



17- المسجد الأقصى يحترق:

بعد الحرب المخزية عام 1967م بسنتين ارتكب اليهود جريمة من أعظم جرائمهم التي لا تعدّ. ألا وهي إحراق المسجد الأقصى عام 1969م، وهو المسجد الذي أسرى إليه الله برسوله محمد e وأنزل بهذه المناسبة سورة كاملة -سورة الإسراء- والذي بارك الله حوله والذي تكون الصلاة فيه بخمسمائة صلاة فيما سواه، والذي هو ثالث مسجد تشد إليه الرحال والذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والذي هو عمومًا بيت من بيوت الله له حرمته {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابـها}. لكنهم يعشقون التدمير والتخريب.



18- اتفاق كامب ديفيد:

للأسف بعد حرب عام 1973م تصالح المصريون مع إسرائيل على أن لا تعتدي دولة منهما على الأخرى وتنتهي الحروب والمشاكل على الحدود!!!

عجبًا.. هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرضنا وقتلوا أطفالنا وطردوا المسلمين من أرضهم واغتصبوا المسجد الأقصى وأحرقوه نصالحهم ونقطع لهم جزءًا من أرضنا ونعترف بدولتهم!! هذا الاتفاق ليس اتفاق سلام ولكنه استلام.



19- الانتفاضة:

ظل اليهود يخربون ويقتلون ويشردون، ولم يسلم من أذاهم بشر ولا طير ولا حيوان ولا نبات ولا أبنية ولا مساجد، حتى ضيق بهم ذرعًا. وقام جماعة مـن الأبطال بانـتـفاضة وثورة على المحتلين يوم 8 ديسـمبر عـام 1987م تحت قيادة رجل مشلول! الجسد هو الشيخ (أحمد ياسين) الذي ربى الأطفال والأجيال، وبدأ هؤلاء ثورتهم بأسلحة ضعيفة ولكنها عميقة الأثر وهي الحجارة فقد كان الأطفال المسلمون يجمعون الحجارة ويرمون بها جنود اليهود المدججين بالسلاح، فيخاف اليهود ويرتعدون منهم وتصيب هذه الحجارة منهم قتلى وجرحى..{وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} ، واستمرت هذه الانتفاضة الجريئة تقاوم المعتدين، وتطورت أسلحتهم مع الزمن فكانوا القوة المرهوبة لدى اليهود الغاصبين.



20- المذابح اليهودية في الأراضي المحتلة:

من الجرائم البشعة التي ارتكبها اليهود في الأراضي المحتلة المذابح الجماعية للأبرياء من السكان الأصليين للبلاد، وهذه المذابح لإرهاب الناس حتى يهاجروا فتخلو الأرض لهم.

مذبحة دير ياسين:

من أشهر هذه المذابح مذبحة دير ياسين عام 1948م أثناء الحرب في هذا العام، دخل اليهود قرية "دير ياسين" واستمروا يقتلون أهلها ويذبحون الأطفال بين أيدي آبائهم ويغتصبون أعراض النساء أمام رجالهنّ.

ومما يروى عن هذه المذبحة أنه كان اليهوديان يأتيان إلى المرأة الحامل فيتراهنان : أحدهما يقول: ذكر، والآخر يقول: أنثى. فيشقان بطنها ليعرفا نتيجة الرهان!!! {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}.

مذبحة صبرا وشاتيلا:

هذه مذبحة من المذابح الحديثة، ومما يروى عنها أن اليهود دخلوا مخيم (صبرا وشاتيلا) وأخذوا يطلقون النار حتى نفد الرصاص، فاستخدموا الخناجر والسكاكين وأبادوا السكان عن آخرهم وذبحوهم كما تذبح النعاج.{ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل}.

مذبحة الحرم الإبراهيمي:

الحرم الإبراهيمي هو مسجد في مدينة الخليل بفلسطين دُفن عنده إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم والمذبحة التي كانت عنده لها قصة تقطع نياط القلوب.

في يوم من أيام الجمع من شهر رمضان وفي صلاة الفجر سجد المصلون لربهم فدخل عليهم رجلان من كلاب اليهود وحصداهم حصدًا بالرصاص فقام الناس وقتلوهما، ولما نقل الجرحى إلى المستشفى قام جنود الجيش الإسرائيلي بمذبحة أخرى لما تجمع الناس عند المستشفى، وعند المقبرة التي آوت الشهداء قام اليهود بمذبحة ثالثة. فكان عدد الشهداء في هذا اليوم كبيرًا جدًا. {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.

مذبحة "قانا":

كانت هذه المذبحة الرهيبة بالمدافع الثـقيلة التي أطلقها اليهود على المسلمين في جنوب لبنان أيام عيد الأضحى عام 1416هـ فكان المسلمون في العالم يحتـفلون بالعيد بينما المسلمون في قانا يموتون تقطع أوصالهم، وكانت هداياهم في العيد بعض القذائف التي نالوا بها الشهادة في سبيل الله.{وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.



21-الصلح مع العدو:

استمرت سنوات الاحتلال اليهودي للأراضي الإسلامية المقدسة وتدنيسهم لها واضطهادهم للمسلمين المجاهدين، واستمر أيضًا جهاد المسلمين لهم وإرهابهم وإصابة قتلى منهم وجرحى {جزاءً بما كانوا يعملون}.

وضع اليهود خطة خبيثة ليحاولوا التقليل من مقاومة رجال الانتفاضة. وهذه الخطة تتمثل في استدراج بعض الخائنين لأوطانهم وبلادهم لإجراء اتفاق معهم، فكانت مفاوضات السلام والاتفاقيات والمعاهدات بعدم الاعتداء وبالاعتراف من الفلسطينيين بالدولة اليهودية وأجريت هذه الاتفاقيات تحت إشراف الولايات المتحدة. فصار اليهود أحباءنا وجيراننا بعدما أعطونا 3% من فلسطين وهي غزة وأريحا!!!

بأي حق تقوم جماعة من الفلسطينيين بإقرار اليهود على الاحتلال مقابل دويلة صغيرة (3%) ومقابل الأمان والسلام المزعوم من قبل اليهود؟!!

بأي حق يعاهدون اليهود هذه المعاهدة الدنيئة، والأرض التي باعوها ليست ملكـًا لهم وحدهم .. فلسطين ليست ملكـًا للفلسطينيين، ولا ملكـًا للعرب، بل ملك للمسلمين، والمسلمون يحكمهم دينهم، ودينهم لا يسمح لهم ببيع الأرض والتخلي عنها.

ثم كيف نصالح اليهود وقد فعلوا وفعلوا..؟! فإذا قيل: فلننسى ما مضى. فكيف ننسى؟!

كيف ننسى عداوة اليهود للأنبياء والصالحين؟!

كيف ننسى محاولة بني النضير قتل النبي صلى الله عليه وسلم؟!

كيف ننسى نقض اليهود عهودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم؟!

كيف ننسى أنّ اليهود قتلوه صلى الله عليه وسلم بالسم الذي وضعوه له؟!

كيف ننسى مقتل عثمان بن عفان والفتنة من بعده؟!

كيف ننسى إسقاط الخلافة الإسلامية؟!

كيف ننسى احتلال القدس وفلسطين؟!

كيف ننسى دير ياسين؟!

كيف ننسى صبرا وشاتيلا؟!

كيف ننسى مذبحة الحرم الإبراهيمي؟!

كيف ننسى مذبحة قــــانـــا؟!

كيف ننسى الشهداء والأبرياء؟!

كيف ننسى دمعة الطفل اليتيم والأرملة المسكينة والأم الثـكلى؟!

كيف ننسى السجناء والمعتقلين؟!

كيف ننسى إحراق المسجد الأقصى؟!

كيف ننسى... كيف ننسى... كيف ننسى...؟!!

أولاً: لا عهد بيننا وبينهم إلا إذا عادت فلسطين لنا وسائر الأراضي المحتلة.

ثانيًا: كيف يقبل عاقل 3% من أرضه بينما يأخذ الغاصب الباقي.

ثالثًا: لن يلتزم اليهود بعهدهم أبدًا(مع العلم بأن مذبحتي الحرم الإبراهيمي

وقانا كانتا بعد إبرام الصلح).

مقارنة معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لليهود ومعاهدتنا لهم اليوم:

قد يقول قائل: لماذا لا تريدون الصلح مع اليهود وقد فعله محمد e؟

والإجابة على مثل هذه الشبهة أن محمدًا e أسس دولته في المدينة المنورة وكان من السكان بعض اليهود فعاهدهم على عدم الاعتداء من كلا الطرفين.

أما الحال الآن فمثلها كمثل سارق أتى إليك في بيتك ونـهبه وطردك وأذلك، فطلبت منه الصلح: أن تكون له الحرية في بيتك كله على أن يترك لك ثلاث بلاطات(3%) تجلس فيها بجوار دورة المياه، ولك الحرية في هذه البلاطات ولا يعتدي كل منكما على الآخر!!!!!!!

إذن لا يقاس الحال اليم على حال وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد يقول آخر: إن اليهود كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودًا سيئين لا عهد لهم ولا ذمة؛ لذا نقضوا عهودهم، أما يهود اليوم فهم متحضرون متقدمون يحترمون العهود والمواثيق.

فالرد على ذلك: قال الله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} ، وكلمة [لن] في اللغة تنفي الجملة في المستقبل أي أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا أبدًا في كل وقت (الآن وبعد الآن) والله هو الذي يقول ذلك وهو وحده الذي خلقهم ويعلم طباعهم وأخلاقهم.

لقد كان نتيجة هذا السلام المخزي أن تصادم رجال الانتفاضة مع رجال منظمة التحرير الفلسطينية الذين سالموا اليهود، وصار الفلسطينيون يضطهدون الفلسطينيين الذين لم يرضوا بهذا الذل والهوان، واليهود يوجهونهم ويشجعونهم. ولكن حركة الانتفاضة لم تقلل من نشاطها في باقي أجزاء فلسطين بل ظلت تقاوم اليهود ومن صالحهم وسالمهم كما سنرى في الفصل التالي إن شاء الله.



22- العمليات الاستشهادية المشرفة:

في ظل مفاوضات السلام، وأثناء محاولة إقامة الصلح بين الفلسطينيين واليهود قام رجال الانتفاضة بعمليات رائعة... منتهى الفدائية والتضحية.. منتهى الحب للدين والوطن.. منتهى الإخلاص.. منتهى الإيمان العميق.

لم يرضوا أن يعيشوا واليهود يمزقون أرضهم ويدنسون وطنهم، فنظموا العمليات الاستشهادية.

فكان البطل من أبطال الانتفاضة يحمل عشرات الكيلو غرامات من المتفجرات ويتجه إلى تجمع لليهود فيدخل بينهم ويفجر ما معه من المتفجرات فينفجر وينفجر معه عدد كبير من اليهود الغاصبين. يموت ويموت معه عشرات اليهود.

توالت هذه العمليات، وبعث الرعب في قلوب اليهود الجبناء، فكانوا لا يهنئون بنومهم ولا يأمنون في مشيهم في الشوارع.

ويا للعجب.. بدلاً من أن توضع الأوسمة المشرفة على صدور هذه الأبطال، دعتهم أجهزة الإعلام العربية بالانتحاريين الإرهابيين، واتهمتهم بإفساد عملية السلام!!



23- المذبحة الكبرى:

مهما طال الليل سيأتي يوم يعلو فيه الحق على الباطل ويشرق فجر الإسلام ويعم النور الأكوان.

فالمغضوب عليهم (اليهود) يعلمون أنهم يهاجرون إلى حتفهم ويتجمعون في فلسطين التي لن تكون إلا مقابرهم وحلبة الصراع الذي ستكون به نهايتهم، هذه الأرض التي طالما عذبوا أهلها وأذاقوهم المرارة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم.. يا عبد الله.. هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله) [رواه البخاري ومسلم]

هذا موعد بيننا وبينهم لن يخطئ ولن يجدوا يومها أمريكا ولا روسيا ولن تجدي حينئذٍ مفاعلاتهم النووية وطائراتهم وجيوشهم وأسلحتهم أمام الله وأمام جند الله.

ولن يأتي هذا اليوم إلا برجال عرفوا الله حق المعرفة فعبدوه حق العبادة. ولن ينزل نصر الله علينا إلا حينما نحقق الشرط: {إن تنصروا الله ينصركم}.

وحتى يأتي هذا اليوم سنظل نقاوم اليهود الغاصبين ونجاهدهم باليد واللسان والقلم والدعاء والبغض والمقاطعة.





وبعد الكلام عن هؤلاء المغضوب عليهم علينا أن نذكر أصدق ما قيل عن اليهود وهو كلام الله عز وجل خالقهم والأعلم بنفوسهم:

{ مثـل الذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا}

{ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه}

{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود}

{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}

{ ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}

{ وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ}

{ وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق}


منقول