شعور بالخوف عند الطفل امر طبيعي.. وغالبا ما يكون هذا الخوف وليد الاشياء الغريبة وغير المألوفة بالنسبة الى الطفل التي لا يفهمها.
ونتيجة لعجز الطفل عن التفريق بين الواقع والخيال ونتيجة لمخيلته النشيطة يتراءى له اشياء لم تكن موجودة تثير في داخله الخوف والرعب.. مثلا يتراءى للطفل ان الوحوش تختبيء تحت سريره متى انطفأ النور في غرفته.. لذا فهو يخشى الظلام.
تسهم بعض العوامل في زيادة خوف الاطفال في الظلام حيث تنشط مخيلتهم في استعادة كل ما أثار مخاوفهم او قلقهم في النهار وتحويله الى وحوش او أشباح مرعبة تحاول الانقضاض عليهم ومن هذه العوامل:
- الحساسية الموروثة نتيجة طبيعتهم الحساسة وعاطفتهم الزائدة.
- خوف احد افراد العائلة كثيرا: حيث يخاف احد افراد اسرته من شيء ما فينقل اليه هذا الشعور السيىء.
- الاحداث المؤلمة او الضاغطة: كطلاق الابوين او مرض احد افراد العائلة او موت احدهما.. وهذه امور تقلق الطفل وتثير مخاوفه.
- تأديب الطفل من خلال تخويفه.. كتهديده بالجن والاشباح والوحوش او بأشياء ملموسة لمنعه من الشيطنة او ليحسن التصرف.
- الافراط في حماية الطفل: اعتماد الطفل كليا على أهله في الحياة يجعله عاجزا عن فعل اي شيء بمفرده ما يؤدي الى اثارة حالة من القلق في شخصيته.
لكن هذا الخوف اذا لم يعالج أو يبدد فانه قد يتحول الى مشكلة مرضية تتطلب علاجا نفسيا.
في امكان الاهل مساعدة اطفالهم في التغلب على مخاوفهم في الظلام من خلال بعض الخطوات:
- تشجيع الطفل على التحدث عن مخاوفه: لأن هذا يساعد في اراحة الطفل وتحسين شعوره.. كذلك يساعد الاهل على تكوين فكرة واضحة عن الاشياء التي تثبت الرعب في نفسه.. وسترشدهم الى الطريق الصحيح لمساعدة طفلهم في مواجهة مخاوفه.
- تعليم الطفل كيفية مجابهة الشعور بالخوف.. ان يعلم الاهل الطفل بعض التصرفات التي يمكن اعتمادها لمحاربة خوفه مثل تخيل الاشياء الجميلة متى شعر باقتراب الخوف لتهدئة مخاوفه من الظلام.
- حثه على التمارين الرياضية.. فالنشاط الجسدي يساعد على تبديد الضغوط والتخفيف من حدة قلق الطفل.
- منع الطفل من مشاهدة البرامج المخيفة: حتى لا تتراءى له الشخصيات المخيفة التي شاهدها من قبل في غرفة نومه واثناء الظلام تحديدا.
- تغيير ديكور غرفة الطفل: فربما توجد لعبة او صورة ما تكون مخيفة في الظلام.
اذا تحول الخوف الى مشكلة مرضية ويستمر خوف الطفل من الظلام مدة طويلة او بدأ يؤثر في نمط وحياة افراد اسرته في هذه الحالة يجب طلب المساعدة من الطبيب المختص.
مع اطيب التحيات