عدن – لندن " عدن برس " خاص : 26 – 6 – 2009 
أكد الزميل عبد الرقيب الهدياني رئيس تحرير صحيفة الوطني أن النظام اليمني قد فشل فشلا ذريعا في حشد الناس لتنظيم فعالية مناصرة للوحدة اليمنية التي نظمتها عناصر موالية لنظام للجمهورية العربية اليمنية يوم الأربعاء الماضي بعد استقدام المئات من مديريات تقع خارج محافظة الضالع .
وأشار الهدياني الذي كان أحد الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال على خلفية قيامه بتغطية الحدث وذلك في سياق تصريح مطول خص به "عدن برس" بعد الإفراج عنه أنه كفر بالنضال السلمي في وجه هذه السلطة التي قال إنها استطاعت تعميق مشاعر الانفصال عند أبناء الجنوب، مشيرا إلى أن من حضر لدعم الوحدة اليمنية من أبناء مديريات إب حضروا بعد أن تم الدفع لهم مبالغ مالية بينما حضر أبناء الجنوب بدافع ذاتي عكس الطرف الآخر .
وقال الهدياني في تصريحه :"ما حدث في الضالع الأربعاء الماضي كان حدثا أظهر مدى متانة جماهير الضالع ومواجهتها لجبروت وقمع السلطة والدليل على ذلك خروج الشباب بصدور عارية ليواجهوا ترسانة السلطة الهمجية".
وأضاف:" فشلت السلطة الحاكمة في حشد الناس للتظاهر تأييدا للوحدة على الرغم من التهديد والوعيد وتوزيع الأموال لجلب الموظفين لكن كان احتفالها حزينا جامدا ،لقد خافت وجمهورها من الدخول في وسط الشارع العام لمدينة الضالع الذي كان يسيطر عليه جماهير الحراك الجنوبي ، بل إن السلطة بمظاهرتها عمقت الانفصال عندما قسمت الضالع إلى مربعين الأول في طرف المدينة من الشمال حيث ظلت جماهيرهم تتحرك في نصف كيلو متر مربع فقط ، بينما جماهير الحراك الجنوبي يسيطرون على الشارع الحي بهتافاتهم ( بروح بالدم نفديك يا جنوب ) وظهروا أكثر جمعا وأقوى عزيمة وأصدق تعبيرا كون حضورهم كان بدفع ذاتي عكس الطرف الآخر" .
وتابع بالقول:" نحن الصحفيين تابعنا الطرفين ورصدنا الحركتين بكل حيادية، صورنا مسيرة السلطة وانتقلنا بعدها إلى حيث مسيرة الحراك الجنوبي ، صورنا بعدسة الكاميرا الجرحى وحركة الجند والقمع ،وهو ما جعلنا هدفا بذاته ، كنت حريص كغيري على رصد الموقف كما هو، ولأن الكفة في الواقع أصبحت لصالح جماهير الحراك فقد تعقب أفراد الأمن المركزي حركتنا وهدفهم مصادرة ما جمعنا من صور ومشاهد وانطباعات تدينهم وتكشف قبح ما صنعوه بالمواطنين العزل من جراح وضرب وإهانات .
وقال الهدياني :" انتهت الفعاليتان وبينما كنت متوجها صوب منزلي الكائن بوسط مدينة الضالع استوقفني أفراد الأمن وحملوني إلى القائد ( كما قالوا) وهناك أخذوا كل ما بحوزتي ووضعوني ضمن 40 معتقلا من أنصار الحراك الجنوبي في زنزانة لا تصلح حتى للحيوانات ، لا ماء لا هواء لا طعام ولا حتى دورة مياه ، مأساة لأول مرة أعيشها بحياتي ، وصدقوني من فرط المعاناة كفرت بالنضال السلمي عند هؤلاء ، كفرت بكل ما يمت إليهم بصلة ، خصوصا وقد جلس المعتقلون يحكون لي الضرب الذي طالهم من قبل جنود الأمن والإهانات والسب والشتائم لهم ولآبائهم وأمهاتهم وأسرهم .
واختتم بالقول:"منذ الساعة الحادية عشرة ظهر الأربعاء وحتى التاسعة من مساء اليوم نفسه في تلك الزنزانة وخرجت بعد ضغط كبير من قبل زملائي الصحفيين بالمحافظة ونقابة الصحفيين ، غادرت الأمن المركزي بعد أن أعادوا تلفوناتي والكاميرا بعد ان اخذوا ذاكرتها ، حملت سرا أسماء المعتقلين الذين تركتهم خلفي بالزنزانة وكلي ألم وحسرة ، كيف قبلت أن أترك زملائي يعانون مرارة الحبس بينما أعود أنا إلى منزلي استأذنتهم على أمل أن أوصل خبرهم إلى المعنيين والى أسرهم الذين لا يعلمون عنهم شيئا فكان هذا عزائي
Reply With Quote
Bookmarks