تتثاءبين وتسكبين مرارة حوليحنين
وتغادرين أكلما حان الوصولتغادرينْ
وأنا المدله بالغــــــــــــــروب . . وكله ألم دفـــــــين
أشتاق مركبكالجميلَ وأنت غربًاترحلــــــــــــينْ
يومًا رأيتك تغمضين وراء غاباتالنخيلْ
والطائر النشوان يرحل جاهلًا معنىالرحيل
والدرب أسكرهالأصيل مرفّهٌ بين الحقول
وأنا المردد دائمـا . . لا ينتهي دربييطول
في كل يومٍقصةٌ ! . . تسقينني وَلَهَ الشفقْ
وهناك كل مشاعرالعشاق تستجدي الورق
لو يعلمون ! .. وأنتِ عشقٌ قد تولى واحترقْ
كالصبح كالآصال . . كالعمر الشهي المنطلقْ
يغريني إن جاءالغروب حديث حب منسكبْ
لم يــــروِ قبــــــــــــل لقـــــــــــائنا إلاصبابــــــــــــات عتبْ
فمتى أُروِّيه الحروف لعله يبقىيتبْ
من هجرةٍ طالت . . وأنى أن يعود بماطلبْ
تغفو الشموسغريبةً في كف ألحان البحار
وأنا المشتتههنا . . أطوي الشتاء بلا دثارْ
إلا مواويلتدلتْ . . من بين أنوار الفنارْ
في الحب يكفيدفئنا . . لحنٌ بريء وانتظارْ
حتى أرى ليلًايسافر بين أصواتٍ تموتْ
وارى النوافذ تستفيق لتملأ المرفايخوت
فأعود أرقع مافتقت على بيوت العنكبوت
من بعض أوهام الهوى . . والعمر من حولييفوتْ
وأرى المغيبيزور طاولتي . . وذا المقهى نغم
ويعيدرســـــــــم خــــــــــرائط التفكير في قـــدحالألم
لا قهوتي تدري . . ولا بنٌ ولا شايٌبِهَمّ
فهناك أدفن لوعتي . . ويموت فيالغرب الندمْ
ضحكت حروفي مننشيجي من بكائي في السفوحْ
والشـــــــــــمس تلتثِمُ الجبـــــــــــــــال جــريحةً وأناجــــــــريحْ
مــــا ودعتْ أمـــــــــــــلًا بقبضٍ من ترانيـــــــــــــــــمٍتنوحْ
وتبعــــــــــــــثرتْ في الأفقِ أدعيـــــــــة وآذانا وروحْ !
وأناالوحــــــــــيدُ بدرب قافيتي ينـــــــاجينيالوتر
في دفتري أسرجتُ شمسًا كي تطيل ليَالسهرْ
وأزيدها من وشوشات الصحب إن طيفعبرْ
فإذا الغروب يذيبني . . ويذوب فيالدرب الأثرْ
وإذا بأياميحديثًا من أحــــــــــــاديثالمسا
متفكرًا . . لكن قلبي في تفكره رسا
إني الصغير بحلمه . . فالغيم أحملهكسا
وأنام في عينالغـروب ، وأبني فيهالمجلسا
وأتى المساءمضمخًا بالعطر مسحور الصدى
لبسالغـــــــرامُ عباءة واعتمَّ يوميموعــــــــــــــــدًا
واستبشرتْ فيهالغيوم . . وبحر عشقي غردا
بغرامناومسيرنا . . كان الغــــــــرام ُالأوحدا
أوهمتُ حرفيبالدروب الرائعات ولم أزلْ
متوهمًا بالعشق ينثر . . في دروبيوالغزلْ
وتوهمت أطيافعشقي ليلة كُتبتْ ، فهلْ
أوهمتُ نفسي . . والغروبُ يزيدني وهمًا . . أملْ
فعلى الغيومجداولٌ ليست لعشقي والقصيدْ
ليست سبيلَالوالهين بطيف حسناءٍ شريدْ
ليست لقلبيقصةً ، أحتاجها حلمًا جــــــديدْ
لكنها ألميالقديم أزوره ، ضيفًا وحــــــــــــيدْ
لملمتُأشيـــــائي وغادرتُ المكان ولامكانْ
إني هنا . . ولربما ما كان يومي في الزمانْ
لملمتُ أشيائي الهوى خلفي . . وكان الحبكانْ
يكفيني أني قدكتبتُ . . ويبقى للزمناللسانْ
وغدا يعودالصبح يا قلبي ونرتشف الضياءْ
أحلاه ما لثمالستائر وارتمى وسط الفناءْ
ليُلون الحرفالمعتق بين أحلامي بهاءْ
ويزيد ظل الحرفتشكيلًا وينسكبُ الغناءْ
وغدا .. لناذكرى .. وأشواق ستسألنيالرجوعْ
وأناالــــــــــمودع كل ذاكرتي على تلكالربوعْ
لم يبقَمنــــــها غير هذا السطر . . أوجاعٌوجوع
وهنا تجفبراسمي . . حتى الدموع ولادموعْ
\
وهي للشاعر محمد عبدالرحمن آلعبدالقادر
\
المفضلات