الوحدة* أولاًَ* وأخيراً* ولكن* علينا* التمييز* بين*:: الــــــــدفــــاع* عـــــن* السلطــــــة* والــــــدفاع* عــــــن* الوحـــــدة
الوحدوي نت - أشـــــــرف* الـــــريفــــــي
إنها* كارثة* فضيعة* تنتظر* البلد،* ورصاصةُ* موتٍ* حارقة* ستصيب* الوحدة* اليمنية* مالم* ينتبه* عقلاء* اليمن* في* السلطة* والمعارضة* والحراك،* ومختلف* التكوينات* الاجتماعية* والسياسية* والثقافية* لخطورة* الموقف* والعمل* على* تفادي* التمزق* والصوملة*. الوضعُ* جد* خطير،* وعلى* اليمنيين* ترك* خطابات* وسياسات* التصعيد* والمواجهة،* والاعتراف* بالأخطاء* وتشكيل* جبهة* وطنية* واسعة* لتدارك* الأزمة* وحلحلتها*. مالم* فإنَّ* فصول* جديدة* من* الفوضى* والقتل،* والتدمير* ستحل،* ستكون* هي* الملمح* الجديد* لليمن*. تطورٌ* جديدٌ* في* فعاليات* وأحداث* الحراك* الجنوبي* وصل* حد* البواح* بالانفصال،* ورفع* خيار* المواجهة* المسلحة،* إذا* استمرت* السلطة* بقمع* فعالياتهم،* فيما* أعلنت* السلطات* تشكيل* هيئات* شعبية* لحماية* الوحدة* في* إيحاء* لتحويل* الصراع* إلى* صراعٍ* شعبي* تحت* عباءة* الحفاظ* على* الوحدة*. والمرعب* في* الأمر* أن* هذا* التوجه* يعد* الشرارة* الأولى* لصوملة* اليمن*. لا* يمكن* لأحد* إنكار* سياسات* السلطة* عقب* حرب* صيف* 49م،* والتي* استباحت* المحافظات* الجنوبية،* وأقصت* كوادرها،* كما* هي* عادتها* في* التعامل* مع* المحافظات* الشمالية* لصالح* مشروعٍ* غير* وطني،* هو* مشروع* الحفاظ* على* السلطة،* ولا* يمكن* أن* نزايد* على* أبناء* المحافظات* الجنوبية* في* وحدويتهم* ونضالاتهم* من* أجل* تحقيق* الوحدة،* والأمر* ينطبق* أيضاً* على* أبناء* المحافظات* الشمالية،* إلا* أن* نظام* الحكم* منذ* ما* بعد* عام* 09م* وحتى* اليوم،* فشل* في* تحقيق* أهداف* الوحدة* اليمنية* في* تحسين* وضع* المواطن،* ورفع* مستوى* البلد،* وأجهض* دولة* التحديث* والمدنية،* بل* إنه* أقصى* مشروع* الدولة* من* أجل* الحفاظ* على* السلطة*. الأسبوع* الفائت* اشتعلت* معظم* المحافظات* الجنوبية،* وتحولت* إلى* ساحة* مواجهات* تنذر* بمرحلة* جديدة* من* إدارة* الصراع،* والتي* قد* تلجأ* لاستخدام* العنف،* والراسخ* أن* لا* عزة* لليمن* إلا* بوحدة* ترتكز* على* قاعدة* الشراكة* الوطنية* المتساوية* ودولة* النظام* والقانون،* وليس* دولة* الفوضى* التي* أصابت* الوحدة* بحالة* إغماء،* لن* تصحو* منها* إلا* بإعادة* الاعتبار* لمعاني* الوحدة* ومفهومها،* التي* ضحى* من* أجلها* اليمنيون* بالغالي* والرخيص*. نقف* اليوم* أمام* أزمة* ضخمة،* تحتاج* من* الجميع* الاحتكام* للعقل* والحوار،* وجعل* مصلحة* الحفاظ* على* اليمن* وتقدمه* أكبر* من* الحفاظ* على* السلطة،* أو* الارتهان* للحقوق* المطلبية* التي* تضخمت* إلى* أزمة* مخيفة*. اليوم* البلد* بحاجة* لصفحةٍ* جديدةٍ* عنوانها* الأبرز،* تنازل* الجميع* على* السلطة،* و* الكف* عن* سياساتها* غير* الوطنية* التي* تصنع* العزلة* حول* كرسي* العرش،* مدمرةً* أوصال* بلدٍ* موحد* منذ* الأزل،* كما* عليها* أن* تعترف* بأخطائها* وتسير* نحو* معالجة* تلك* الأخطاء* وفق* رؤية* وطنية* علمية،* وفي* المقابل* على* الحراك* الجنوبي* أن* يتمسك* بمطالبه* الحقوقية* والسياسية* على* طاولة* حوار* وطني،* ومعالجة* كل* المشاكل* تمهيداً* لمسيرة* إعادة* الاعتبار* لوحدة* 22* مايو* 09م*. وسط* هذه* الأجواء* وبعد* أن* تتوفر* هذه* الإرادة،* يجب* على* أحزاب* اللقاء* المشترك* أن* تلعب* دوراً* مهماً* في* لملمة* الأوصال* السياسية* والوطنية* والدفع* تجاه* دولة* المؤسسات* والنظام* والقانون*. ما* يعيب* السلطة* أنها* لم* تلتفت* للتحذيرات* منذ* فترةٍ* طويلةٍ* للكف* عن* تدمير* أواصر* الوحدة* الوطنية،* لكن* للأسف* يبدو* أن* نصر* حرب* 49م،* أدخل* النظام* حالة* من* الغرور* وفتل* العضلات* ليقصي* شركاءه* السابقين،* والسير* نحو* إفراغ* محتوى* الشراكة،* ليحل* محلها* مفهوم* الواحدية* في* السلطة*. وهذا* الشعور* العنتري* أضعف* كل* مؤسسات* الدولة* من* هيئات* حكومية،* وأحزاب* سياسية،* لينتج* عن* ذلك* مجتمع* ضعيف* أمام* سلطة* تملك* الثروة* والقوة* وتتمسح* بالديمقراطية*. من* منَّا* يستطيع* أن* ينكر* أن* بعض* الأصوات* الداعية* للانفصال* نمت* وعشعشت* تحت* ظلال* المؤتمر* الشعبي* العام* ونظام* الحكم*. من* منَّا* لا* يعرف* مثلاً،* أن* طارق* الفضلي* حديد* المتشيعين* للانفصال* كان* إلى* قبل* أسابيع* قليلة* أحد* أعمدة* النظام* الحاكم* في* المحافظات* الجنوبية،* واليوم* صار* في* نظر* السلطة* نهاب* أراضي،* وإرهابي،* وكأنها* لم* تكتشف* ذلك* إلا* بعد* انضمامه* للحراك،* أما* قبل* فكان* وطنياً* وحدوياً* بامتياز*. ومن* منَّا* يغفل* أن* من* بين* قادة* الحراك* من* وقفوا* مع* النظام* الحالي* في* حرب* صيف* 49م*. لو* تأملنا* في* إدارة* نظام* الحكم* الحالي* للبلد،* سنجده* يغيِّب* المشروع* الوطني* الجامع* ويبرز* المشروع* الفردي،* كما* سنجده* يغيِّب* سلطة* مؤسسات* الدولة* ويعتمد* المزاجية* في* إدارة* شؤون* البلد*. والأخطر* في* الوضع* اليوم،* أن* تظهر* الدولة* بموقف* مواجه* وصدامي* مع* ما* يحدث* في* المحافظات* الجنوبية،* وتصعِّد* من* خطابها* ضد* رموز* يمنية* في* الخارج،* في* الوقت* الذي* تفترض* المصلحة* الوطنية* أن* تقدم* تنازلات* للوطن،* ولو* حتى* من* باب* التكفير* عن* خطايا* 91* سنة* من* تسخير* اليمن* لصالح* السلطة*. ما* يحدث* اليوم* أن* السلطة* بدأت* بتشكيل* هيئات* شعبية* على* مستوى* القرى* والمديريات* والمدن* للدفاع* عن* الوحدة،* وكأنها* تريد* من* الشعب* أن* يتقاتل* مع* بعضه* دفاعاً* عن* مصالح* النخبة* الحاكمة* وليس* دفاعاًً* عن* الوحدة*. في* عبارة* للدكتور* محمد* الظاهري* رئيس* قسم* العلوم* السياسية* بجامعة* صنعاء،* يجب* أن* نعلقها* في* مكاتبنا* ومجالسنا* وغرفنا* تقول*: *«لاوحدة* مع* استبداد* ولا* ديمقراطية* مع* تشطير*»،* تتجسد* فيها* خيارات* اليمنيين* في* وضع* مأزوم* كهذا،* كما* أنها* تفك* طلاسم* الأزمة،* بمعنى* أن* لا* ديمقراطية* أو* تنمية* في* ظل* التشطير،* وأن* معالجة* الوحدة* تكون* بإسقاط* الاستبداد* وتبديد* النظام* الفردي* الديكتاتوري* بنظام* ديمقراطي* مدني*. لابد* من* حماية* الوحدة* والدفاع* عنها* عن* طريق* التصدي* لكل* الممارسات* المضرة* والأخطاء* المرتكبة* تحت* عباءتها،* وإشعار* الجميع* بخيرات* الوحدة*. لا* شك* بأنَّنا* سنحمي* الوحدة* من* خلال* تحويلها* إلى* مدخل* لإصلاح* أوضاع* اليمن،* وإيجاد* دولة* المؤسسات* والقانون،* وترسيخ* مفهوم* المواطنة* المتساوية* وعدالة* توزيع* الثروة،* سنحميها* من* خلال* إخضاع* النافذين* والنهابين* لسلطة* النظام* والقانون،* وليس* عن* طريق* تأزيم* الأوضاع* واللعب* بتناقضات* الواقع* لتوسعة* شرخ* الوحدة* الوطنية*.
م ن ق و ل
Bookmarks