Results 1 to 4 of 4

Thread: السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي! (أعلام يمانية 5)

  1. #1

    عادل الأحمدي's Avatar
    Join Date
    Jan 2010
    Posts
    2,481
    Rep Power
    273

    السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي! (أعلام يمانية 5)

    السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي!

    الأربعاء 13 أكتوبر-تشرين الأول 2010 الساعة 01 صباحاً / الجمهورية نت/ أحمد سلام

    مناضلون بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل حرية الوطن وكرامته بالرغم من إمكانهم العيش بترف من خلال مواقعهم السياسية أو الاجتماعية وخاصة أولئك الذي كانوا يعيشون في كنف الاستعمار البريطاني فمن هؤلاء السلاطين والأمراء في محميات جنوب الوطن برز وبشكل مغاير صوت الثائر الشهيد البطل السلطان محمد بن عيدروس العفيفي سلطان سلطنة يافع بني قاصد بأبين قبل انطلاق ثورتي 62سبتمبر 1962م والـ14من أكتوبر 1963م حيث أقدم هذا الثائر الجسور في الـ17من ديسمبر 1957م بقيادة الانتفاضة الباسلة ضد الاحتلال البريطاني وأعوانه.
    وكانت هذه الانتفاضة التي يتذكرها كل من عاشها من أهم الانتفاضات القبلية والمسلحة والتي عرفها وسطرها الكفاح المسلح في جنوب الوطن كانت هذه الانتفاضة من قبل هذا الثائر واحدة من المخاضات لثورة الـ14من اكتوبر والتي فتحت آفاقا ثورية وعزيمة لا تلين أمام المناضلين من أمثال الثائر السلطان محمد عيدروس العفيفي حتى جاءت الثورة الأم صبيحة الخميس الـ26من سبتمبر 1962م ضد الحكم الإمامي الكهنوتي في شمال الوطن فكانت هي السند الحقيقي لنصرة ثورة الـ14من أكتوبر وثوار الكفاح المسلح بمختلف توجهاتهم السياسية وشرائحهم الاجتماعية حتى تم طرد الاستعمار البريطاني في الـ30من نوفمبر 1967م ورحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن وكان هذا البطل الثائر الشهيد السلطان محمد بن عيدروس العفيفي أحد صناع هذا الانتصار العظيم لقيام الثورة الأكتوبرية والاستقلال في الـ30من نوفمبر 1967م..
    وسيظل التاريخ يتذكر هذا المناضل الثائر وغيره من المناضلين الشرفاء لثورتي سبتمبر وأكتوبر بصفحات من النور ولن يغفل تاريخ الانتفاضة المسلحة في 1957م والدور الوطني المشرف لقائدها مثلما يتذكره المناضلون ستذكره الأجيال جيلاً بعد جيل والكثير من أبناء الوطن في الشمال والجنوب تابعوا عن كثب الانتفاضة المسلحة للثائر السلطان محمد بن عيدروس العفيفي ودوره الوطني والمشرف بنصرة ثورة الـ26من سبتمبر 1962م والجمهورية الوليدة من خلال دعوته لأبناء يافع للتوجه إلى البيضاء وتعز وإرسالهم إلى جبهات القتال لمطاردة القوات الملكية ويذكر هذه المواقف العديد من المناضلين الذين أجريت معهم لقاءات صحفية والذين شاركوا في الدفاع عن ثورة سبتمبر والجمهورية حيث أكدوا أن السلطان محمد بن عيدروس العفيفي عندما كان في تعز يستقبلهم ويرسلهم إلى صنعاء للالتحاق بجبهات القتال. كما أنه أيضاً كان يقوم ومن تعز بطباعة المنشورات التحريضية ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن وإرسالها إلى يافع لتوزيعها وتسريبها إلى محميات أخرى ومنها عدن.
    ومن خلال متابعتنا لما نشر عن الثائر واللقاءات الخاصة مع نجله الشيخ فضل محمد عيدروس عضو مجلس الشورى والوزير السابق للمغتربين ومع عدد من المناضلين بالإضافة إلى الوثائق الخاصة التي حصل عليها نجله والتي كانت موجودة في أرشيف الإدارة البريطانية وما تحمله من معلومات تقدم قصة كفاح الثائر الشهيد محمد عيدروس العفيفي ضد الاستعمار البريطاني وقصة اعتقاله واغتياله مع عدد من المناضلين والمشائخ من قبل نظام الحكم الشمولي في جنوب الوطن عام 1972م أثناء فترة التصفيات الجسدية بحق خيرة المناضلين والعلماء والمشائخ والوطنيين وغيرهم.
    مشيخات وسلطنات
    ـ منذ أن وطأت أقدام الاحتلال البريطاني مدينة عدن في 19يناير 1839م لم تهدأ مقاومة صيادي صيرة والمظاهرات والعصيان المدني والانتفاضات القبلية المتفرقة وأهمها الانتفاضة التي قادها الثائر السلطان محمد عيدروس العفيفي عام 1957م التي استمرت حتى يوم الاستقلال الوطني المجيد.بعد ثورة الـ14من أكتوبر ...رافضاً التدخل البريطاني الفعلي والمباشر في الأرياف أي المحميات خارج عدن لدعم سلطة الأمراء والمشايخ والسلاطين التي أصبحت ركيزة البريطانيين الأساسيين؛ إذ كان ما يزيد عن 90شيخاً وأميراً وسلطاناً يسيطرون على المشيخات والإمارات ويكرسون الخلافات والنزاعات العشائرية والقبلية منذ عام 1937م وحين عين لعدن حاكم وانتقلت تبعيتها من سيطرة إدارة كرزون في وزارة الخارجية البريطانية إلى سيطرة شرشل في وزارة المستعمرات البريطانية، المكتب الكولونيالي عام 1920م حيث كانت عدن في البدء منذ احتلالها عام 1839م محمية مباشرة تابعة كجزء إداري من الهند من قبل القبطان هنس.
    فرق تسد
    وعن انتفاضة الثائر السلطان الشهيد البطل محمد عيدروس العفيفي فإن جذور انتفاضته المسلحة تمتد إلى سنوات سابقة أي في 17ديسمبر 1957م؛ إذ كانت الأمور قد توترت وتدهورت مرات عديدة سابقاً بين سلطات الاحتلال البريطاني وبين سلطنة يافع بني قاصد والذي كان يحتلها السلطان عيدروس بن محسن العفيفي والد السلطان الثائر محمد بن عيدروس وقد وصل الوضع فيما بينهما إلى أقصاه في عام 1947م عندما حاولت سلطات الاحتلال تشجيع شخص آخر من آل البيت العفيفي ليحل محله بعد رفض السلطان عيدروس توقيع الاتفاقية الاستشارية مع قوات الاحتلال حينها قامت بريطانيا بتشكيل مجلس للسلطنة لتولي مقاليد الأمور في منطقة سلطنة يافع الساحل، وفي عام 1949توسط السلطان صالح بن حسين العوذلي بين السلطان عيدروس والسلطات البريطانية فاشترطت بريطانيا شروطاً بعودته إلى عامة السلطنة من ضمنها بقاء مجلس السلطنة الذي شكلته السلطات البريطانية عند غياب السلطان عيدروس وكذلك تعيين نائب للسلطان يقوم بإدارة الأمور إلى جانب السلطان حتى يسهل عليها التعامل معه، ثم في عام 1952م زار المندوب البريطاني في عدن المستر هوكم بوتن منطقة القارة بيافع وطلب من السلطان عيدروس تعيين نجله محمد بن عيدروس العفيفي نائباً للسلطنة بدلاً عن النائب الحالي حينها توافق السلطان ووافق نجله الشاب الأمير على ذلك ونزل من القارة بيافع إلى منطقة الحصن مركز السلطان وكان عمر الأمير الثائر محمد حينها “24” عاماً لكنه سرعان ما بدأ الاختلاف بين الأمير النائب الجديد وبين سلطات الاحتلال البريطانية ثم تطور شيئاً فشيئاً إلى المواجهة المباشرة وكانت من أهم أسباب الخلاف مع السلطات البريطانية هي:
    تدخل الإدارة البريطانية في قرارات مجلس السلطنة فقد كان يحضر اجتماعات المجلس الضابط السياسي البريطاني في السلطنة وضابط سياسي عربي وأحياناً ضابطان سياسيان وكان أعضاء المجلس طوع أيديهم يمررون لهم ما يشاءون ويعترضون على ما يشاءون فكان الأمير محمد بن عيدروس يرى أن ذلك تدخل في شئون سلطنته.
    لجنة أبين الزراعية كان يرأس إدارتها شخص إنجليزي بينما هي عبارة عن هيئة زراعية محلية تتبع السلطنتين اليافعية والفضلية وارتباطها بمزارعي دلتا أبين في السلطنتين وقد اتفق الأمير محمد بن عيدروس مع نائب سلطنة آل فضل حينها أحمد عبدالله الفضلي على أن تكون رئاسة لجنة أبين الزراعية متداولة بين الطرفين سنة بسنة ونجح في ذلك الاتفاق وهذا ما أثار غضب المعتمد البريطاني وسلطات الاحتلال؛ لأن هذا الاتفاق اعتبروه مساسا بسياساتهم الاستعمارية ويضر بمصالحهم الاقتصادية المهيمنة على مقدرات شعبنا في جنوب الوطن.
    كما أن السلطان الثائر محمد بن عيدروس كانت له اتصالات بالحركة الوطنية في عدن؛ فقد كان له علاقات بقادة حزب الشعب الاشتراكي وكذا الشخصية الوطنية العالية علي حسين القاضي - رئيس نقابات العمال في عدن والأستاذ المناضل محمد عبده نعمان وغيرهم من المناضلين، كما كانت له أيضاً اتصالات مع الأحرار في شمال الوطن ومصر العربية إضافة إلى رفضه مشروع الاتحاد الفيدرالي وكان يعتبر أن بريطانيا بهذا الاتحاد تريد أن تمدد بقاءها في احتلال جنوب الوطن.
    غير مرغوب فيه من قبل الاستعمار
    وفي يونيو 1957م نزل الأمير محمد بن عيدروس إلى المنطقة الساحلية “الحصن” بعد أن قضى فترة ثلاثة أشهر محتجباً في القارة بيافع الجبل لخلافات مع السلطات البريطانية واتجه من الحصن إلى لحج في طريقه إلى تعز ويحس نبض المملكة المتوكلية حول مدى تقديمها للمساعدة لعزمه على الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال ولكنه عندما وصل إلى لحج كان المعتمد البريطاني في عدن المستر سيجر قد سبقه؛ إذ اتصل بالسلطان علي عبدالكريم سلطان لحج كي يقنع الأمير محمد بن عيدروس بالعدول عن الاتجاه إلى تعز وفعلاً عاد الأمير محمد إلى منطقة الحصن عاصمة السلطنة وعند وصوله إليها استاء جداً بعد أن رأى انتشار قوات كبيرة بين ما كان يسمى بالجيش الليوي في منطقتي الحصن وجعار فحينها شد رحاله مرة أخرى إلى جبال القارة بيافع محتجاً على ذلك بالانتشار العسكري لتبلغ السلطات البريطانية والد السلطان عيدروس بن محسن العفيفي سلطان يافع بني قاصد بأن ولده الأمير محمد غير مرغوب فيه من السلطات البريطانية في المستعمرة وأن عليه البقاء في يافع القارة ويمنع نزوله إلى مركز السلطنة ومناطقها الساحلية.
    الطائرات البريطانية تقصف يافع
    وفي بداية شهر ديسمبر 1957م تحدى الأمير محمد بن عيدروس السلطات البريطانية ونزل إلى منطقة الحصن مركز السلطنة حينها أبلغت السلطات البريطانية والده السلطان عيدروس بأن يأمر ولده محمد بمغادرة المنطقة فوراً والعودة إلى القارة بيافع وإلا ستقصف القوات البريطانية المنزل المتواجد فيه وعندما أخبر السلطان ولده بذلك ظل الأمير محمد متخفياً لمدة أسبوع في الحصن حتى يوم 17ديسمبر 1957حيث أعلن الكفاح ضد المستعمر وأخذ الأسلحة والذخائر التي كانت متواجدة في مخازن السلطنة واتجه إلى منطقة القارة بيافع ومعه “167”عنصراً من الحراسة ومجموعة كبيرة من كبار وصغار الموظفين بالسلطنة ووصل إلى القارة في 20ديسمبر ليقود انتفاضة مسلحة ضد قوات الاحتلال البريطاني التي ردت بقصف الطيران على يافع، روى أحد أقرباء السلطان محمد بن عيدروس وهو الشيخ حمود زين العفيفي رحمة الله عليه الكثير من المواقف الوطنية لهذا السلطان الثائر وما يتمتع به من ثقافة ورؤية و أخلاق رفيعة منذ ريعان شبابه
    مغادرة يافع إلى البيضاء وتعز.
    منذ بدء إعلان انتفاضة العفيفي المسلحة ضد الاحتلال البريطاني وعند وصول الأمير محمد إلى القارة بيافع شهدت القارة تجمع حشود كبيرة من قبائل يافع الساحل ويافع الأعلى معلنين وقوفهم إلى جانبه ضد قوات الاحتلال وحينها بدأ الإعداد والخطط لشن هجمات عسكرية على مركز الحكومة في المنطقة الساحلية لإخراج المستعمرين وأعوانهم من المنطقة وقد كانت أولى هذه الهجمات في 29 يناير 1959م وذلك بالهجوم على مراكز الحكومة الاستعمارية في السلطنة في مدينة الحصن ومنزل النائب الجديد للسلطنة الذي عينته قوات الاحتلال البريطانية بدلاً عن الأمير محمد بن عيدروس وعدد آخر من المراكز الهامة وقد استمرت الهجمات بعد ذلك لعدد من الأهداف ولمدة شهرين ونصف تقريباً ثم في مارس 1959م بدأ القصف الجوي من الطائرات البريطانية لمراكز الأمير محمد بن عيدروس التي أقامها في المنطقة الجبلية من يافع وهو القصف الذي تواصل بعد ذلك باستمرار على المنطقة والتي ظلت خارج سيطرة سلطات الاحتلال إلى يوم الاستقلال الوطني المجيد.
    وفي مطلع عام 1961م تكثف القصف الجوي البريطاني على المناطق الجبلية من يافع المؤيدة للسلطان الثائر محمد بن عيدروس واستمر هذا القصف طوال 57 يوماً متواصلة دمر خلاله عدد كبير من المنازل وضربت الطرقات التي شقها الأهالي وأتلفت مساحات كثيرة من المزارع وكان يصاحب هذه الغارات إسقاط منشورات تؤكد أن القصف لن يتوقف حتى يغادر السلطان محمد بن عيدروس مناطق يافع ولما رأى السلطان أنه لا يستطيع المقاومة خصوصاً في ظل عدم وجود أسلحة مضادة للطيران وعدم وصول أية مساعدة له قرر ترك المنطقة والمغادرة إلى محافظة البيضاء وعين الأمير محسن حمود العفيفي ابن عمه نائباً في السلطنة بالمنطقة وعند وصوله البيضاء في مايو 1961م وبعد أسبوعين توجه إلى تعز وطلب مقابلة الإمام أحمد ولكن طلبه قوبل بالاعتذار حينها قابل الأمير محمد البدر وقد سأله البدر هل يستطيع توحيد المعارضة في الجنوب ضد الإنجليز فأجابه السلطان محمد بالإيجاب وأرسل إلى أصدقائه من الحركة الوطنية في عدن فجاء إلى تعز ممثلو “14” نادياً ثقافياً وعدد من الضباط في الجيش وعندما قابلوا الأمير البدر أخبروه أنهم مستعدون للعمل ضد الإنجليز إذا دعمتهم المملكة المتوكلية بجدية ثم بعد التحرير والاستقلال مستعدون للوحدة في دولة واحدة وأن يكون الإمام هو الملك شريطة أن يكون هناك برلمان وحكومة منتخبة من قبل الشعب أي دولة ملكية دستورية فرفض الأمير البدر هذه الشروط وعاد كل واحد منهم من حيث أتى.
    وبعد عودته إلى البيضاء استمر السلطان محمد بمراسلة أتباعه في يافع وإعطائهم التعليمات وإرسال المنشورات المحرضة لمواصلة الثورة ضد الإنجليز وقد كانت هذه المنشورات واحدة من أهم المميزات للانتفاضة الباسلة عن غيرها من الانتفاضات القبلية المسلحة السابقة وكانت تسمى نشرات محمد بن عيدروس تغطي الجانب السياسي والإعلامي للانتفاضة واستمرت منذ بدء الانتفاضة وحتى عام 1967م يوم الاستقلال وكانت تطبع على الآلة الكاتبة ومن ثم نسخت بآلة “ رونيو”، كانت لدى شخص يدعى المنتصر في يافع منطقة شعب البارع ثم توزع في يافع الساحل بواسطة رجاله هذا عندما كان السلطان محمد بن عيدروس متواجدا في يافع وعندما خرج منها كانت لديه آلة كاتبة رونيو في منزله في البيضاء وتعز فيجهز المنشورات ويرسلها إلى نائبه الأمير محسن حمود العفيفي أطال الله في عمره ويقوم أتباعه بتوزيعها في المنطقة.
    أسفار طلب للدعم
    وعندما يئس السلطان محمد بن عيدروس من دعم الإمام طلب السماح له بالسفر إلى السعودية لطلب الدعم فأرسل ديوان الملك سعود موفداً ونزل في الحديدة استعداداً للسفر ولكنه فوجئ قبل يوم من سفره بوصول برقية من السعودية تشير إلى عدم قدرة الملك سعود على مقابلته في الوقت الحالي؛ كونه يستعد للسفر إلى الخارج للعلاج فرجع السلطان محمد بن عيدروس إلى صنعاء وهناك قابله السفير العراقي وطلب منه زيارة العراق فوافق السلطان محمد بن عيدروس شريطة إخطار السفارة بهذا الأمر لوزير الإمام في صنعاء وأخذ موافقته ولكن ذلك لم يتحقق أيضاً حيث تم عرقلة هذه الزيارة.
    وفي نهاية عام 1961م راسل السلطان محمد بن عيدروس مجلس العموم البريطاني شاكياً من استمرار القصف للطائرات البريطانية على مناطق يافع الجبلية رغم خروجه من المنطقة وطلب وقف هذا القصف الجوي ضد الأبرياء من أبناء المنطقة فجاء وفد مكون من نائبين في مجلس العموم البريطاني في شهر يونيو 1962م إلى البيضاء وقابله هناك وشرح لهم الأوضاع ومطالباته وأراهم الصور الفوتوغرافية لآثار القصف وما خلفه من أضرار جسيمة ومادية بالمنطقة.
    لكن ذلك لم يؤد إلى نتيجة حيث ظل القصف متواصلاً لإخضاع هذه المنطقة لسلطات الاحتلال البريطاني وإزالة سيطرة السلطان محمد بن عيدروس عليها حيث كانت القبائل في يافع قد بايعته بعد موت أبيه السلطان عيدروس في 1960/1/30م سلطاناً ضد رغبة بريطانيا ومجلس السلطنة في المنطقة الساحلية التي نصبت أخاه محمود بن عيدروس البالغ من العمر تسع سنوات سلطاناً للسلطنة.
    ومع قيام الثورة السبتمبرية المباركة وإعلان الجمهورية في 26 سبتمبر 1962م استبشر السلطان محمد بن عيدروس وكل المناضلين في جنوب الوطن خيراً وكان السلطان محمد من أوائل من ناصرها وأيدها وقد وجه أتباعه في يافع للطلوع إلى صنعاء والتطوع للدفاع عن الثورة والجمهورية الوليدة وفعلاً وصل من يافع حوالي “970” مقاتلاً على ثلاث دفعات وتم تنظيم أنفسهم وشكل السلطان محمد بن عيدروس مع المناضل محمد صالح المصلي والمناضل مقبل باعزب وآخرين هيئة تحرير جنوب الوطن المحتل في مطلع عام 1963م وأعطى لهم مقراً في المتحف الحربي حالياً بصنعاء ثم بعد ذلك بأشهر أعلن عن قيام الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل.

  2. #2

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    500

    رد: السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي! (أعلام يمانية 5)

    ايها الفاضل الأحمدي اسمح لي بأن اضع هنا..
    مقال 26 سبتمبر في هذا السلطان الثائر الجسور..

    صحيفة 26سبتمبر

    توجه السلطان محمد بن عيدروس من المنطقة الجبلية من سلطنة يافع بني قاصد الى المنطقة الساحلية منها، وتولى نيابة السلطنة في شهر يوليو 1952م..حدث ذلك مع قيام الثورة المصرية، التي تأثر بها وبزعيمها جمال عبد الناصر تأثراً كبيراً، والذي رأى فيه القائد والقدوة، ورأى في مصر المثال في كل شيء يمكن ان يؤسس له في سلطنة يافع من الإدارة إلى التعليم إلى القضاء والتشريعات إلى الصحة وفي كل مناحي الحياة.

    وبدئ بزخم وقوة حتى جعل من مدينة جعار حينها، مدينة ريفية نموذجيه، لكنه اصطدم منذ العام الأول بإرادة الإدارة البريطانية التي كانت تمارس ما تراه حقاً وضرورياً لإبقاء السيطرة على الأمور تحت يدها.

    تأثير الثورة المصرية، جعله يتواصل مع من يتحدثون بالنفس القومي والوطني، وعن حتمية انتصار الحركات الوطنية ورحيل الاستعمار فكان على تواصل مستمر مع قادة الحركات الوطنية في عدن من الأحزاب والنقابات والأندية.

    في 7 يناير 1954م، أحيت الادارة البريطانية موضوع الاتحاد بين المحميات. السلطان محمد رفضه واعتبر أن ذلك تمديداً لفترة بقاء الاستعمار..في 27 أبريل عام 1954م، زارت ملكة بريطانيا عدن، وقبل وصولها تم عمل بروفة على كيفية الانحناء تحية للملكة وتقديم فروض الاحترام لها. رفض السلاطين والأمراء موضوع الانحناء أمام الملكة، عندما عرض الأمر عليهم ـ كما هو حال الإنجليز عند السلام على ملكتهم لذلك عمد منظمو الحفل إلى الحيلة للخروج من المأزق فوضعوا أعمدة وحبل قبالة مقعد الملكة ليجعلوا المتقدم لتحية الملكة ينحني انحناءه خفيفة بقصد المرور من تحت الحبل فيحقق غرضهم، لكن عندما أتى دور السلطان محمد اخرج جنبيته وقطع الحبل ومر دون انحناء.. بسبب رؤيته، بأن من حقه السيطرة على مقاليد الإدارة في السلطنة دون تدخل من الإدارة البريطانية، فقد طرح على النائب الفضلي أن يقوم برئاسة لجنة أبين الزراعية بالتناوب بينهما بدلاً من ترؤسها من قبل المعتمد البريطاني.

    الإدارة البريطانية كانت تستخدم هذه اللجنة كوسيلة وغطاء للهيمنة على المنطقة ومورد مالي للأعمال السياسية والإستخباراتية، بينما النائب ومجلس السلطنة لا يمثلان اكثر من واجهة اجتماعية.



    إعداد: فضل محمد بن عيدروس العفيفي



    < فضل محمد عيدروس العفيفي

    هذا الأمر لم يلاقِ قبولاً من الإدارة البريطانية على عهد والي عدن (السير هيكن بوثم) وتردد هو والمعتمد البريطاني وضابط الزراعة على السلطان محمد لإقناعه بالعدول عن هذا الموضوع. وفي الأخير، وضع والي عدن مقترحاً اعتقد انه يتناسب مع الأحداث السياسية المتسارعة في الشرق الأوسط بسبب المد الناصري وعرض فيه بأن باستطاعة السلطنتين أن تديرا لجنة أبين ويبقى حق الإدارة البريطانية لتدخل في الحالات الطارئة لتدير اللجنة في حالة توقفها بسبب خلاف نشأ بين السلطنتين أو بسبب عدم الاقتدار على إدارتها. السلطان محمد رفض موضوع تدخل الإدارة البريطانية في الحالات الطارئة التي ذكرها المقترح.

    في ديسمبر عام 1955م، زار بريطانيا وفد من لجنة أبين مكون من السلطنة اليافعية والسلطنة العبدلية والسلطنة الفضلية، ومن ضمن الوفد كان السلطان محمد وقحطان الشعبي و عبدالله علي الجفري، الذين كان لهم هدف من الزيارة على غير ما رسمته الإدارة البريطانية وما يعرفه بقية الوفد.

    وجدوا أن هناك فارقاً في السعر بين ما تدفعه الشركات المشترية وما يستلمه المزارعون من لجنة أبين وعرفوا أن هذا الفارق كان يذهب لصالح لجنة تسمى لجنة عمولة القطن الخام. طالب نشطاء الوفد بإلغاء هذه اللجنة وبدلاً عن ذلك يقوم الراغبون بشراء قطن (أبين بورد) محلوج وجاهز في ميناء عدن حسب نظام (فوب) وعبر سمسار متخصص.

    وبسبب تلك الزيارة ازداد المزارعون من أرباح القطن بما يعادل 150 %، وازدادت شعبية السلطان محمد في منطقته وفي المناطق المجاورة. وبالمقابل هبط رصيده لدى الإدارة البريطانية خاصة وانه اصبح لا يخفي تعاطفه مع عبدالناصر ويشجع الخطباء والمثقفين على التحدث مع المواطنين في مجالسهم واحتفالاتهم في ذلك الاتجاه، وكان بعض من أعضاء الرابطة يتصدرون مثل ذلك الخطب والأحاديث.

    عداء بريطانيا للسلطان

    بدأت الإدارة البريطانية تكيل له وتشجع أعضاء مجلس السلطنة ضده وتشيع أن محمد بن عيدروس يرفض فكرة الاتحاد، لان الإدارة البريطانية رفضت طلبه بان يكون هو رئيس الاتحاد المقترح.

    لقد كان لتأميم قناة السويس وما لحقه من العدوان الثلاثي على مصر، اثر كبير على تأجيج مشاعره ضد الإدارة البريطانية، والتعديل برفع مستوى المواجهة معها، واستدعت الإدارة البريطانية الضابط السياسي الإنجليزي (لاري هوبسن) خصيصاً من لندن باعتباره المرشح الأفضل لإقناع محمد بن عيدروس بالعدول عما هو سائر عليه، لكنه لم يفلح.

    اشتدت الخلافات وانعدمت صيغ التفاهم بينه وبين الإدارة البريطانية، ومواضيع الخلاف متعددة، تبدأ بتدخل الإدارة البريطانية بشئون إدارة السلطنة ومنها إدارة لجنة أبين الزراعية، التي تعارض الوجود البريطاني مع الحس الوطني والتعاطف مع الثورة المصرية إلى عدم الارتياح للقاءاته مع قادة الأحزاب والنقابات والأندية في عدن إلى رفضه المطلق لقيام الاتحاد بالصورة التي ترغب بها الإدارة البريطانية، وانتهاء بمطالبته برحيل الاستعمار.

    وفي جو مشحون بالتوتر والتهديد من قبل الإدارة البريطانية، غادر المنطقة الساحلية إلى المنطقة الجبلية من السلطنة في 17 ديسمبر 9791م ومعه قوة الحرس القبلي اليافعي وكثير من الشخصيات الاجتماعية وموظفو السلطنة وكان هذا التاريخ نهاية فترة الاحتكاك المباشر مع الإدارة البريطانية والتي دامت خمس سنوات ونصف.

    بعد المغادرة، أقام مركز عسكري للمقاومة في (غيل المقيل) في منطقة حطاط وبالتحديد في شعب مكر وقد سجلت إدارة الأمن في المنطقة الساحلية أولى العمليات بتاريخ 29 يناير 1958م.

    كانت تنطلق من (مكر) حرب عصابات متواضعة نظرا لشحة الإمكانات حيث استمرت العمليات لفترة تقارب شهرين ونصف، وكانت موجهة ضد مراكز الجيش الموالية ومنازل الضباط السياسيين وعملاء الإدارة البريطانية وفي العديد من المرات كان المقاومون يتعرضون للكمائن، إحداها التي قتل فيها عبدربه بن محمد بن الحاصل اليهري، وكان ذلك في ليلة 28فبراير1958م.

    في 28مارس 1958م وقعت الحادثة المشهورة في يافع، عندما قام سلاح الجو البريطاني بضرب قافلة من المسافرين في (حطاط) ظاناً أنها من المقاومة، وكانت أول عمليه لسلاح الجو موجهة ضد من كان يعتقد أنه محمد بن عيدروس ورجاله.

    شحة الإمكانات جعلت العمليات العسكرية تتوقف. وقد حاول السلطان محمد الحصول على دعم الإمام إلاَّ أن ذلك لم يحصل فاتجه نحو تأمين الوضع الداخلي في المنطقة الجبلية والذي حاولت الإدارة البريطانية خلخلته من خلال رموزها وقد عززت عملهم بسلسلة طويلة من عمليات قصف سلاح الجو، بدأها بضرب منزل السلطان بجوار القارة في 16يونيو 1958م وانتقل القصف بعد ذلك وعلى مدى حوالى أربع سنوات إلى العديد من قرى يافع ومزارع البن فيها، وذلك بغرض تحطيم الروح المعنوية عند القبائل وبالتالي قتل روح المقاومة لديهم.

    لم يعد في يد محمد بن عيدروس إلا الوقوف موقف الدفاع والمحافظة على الجبهة الداخلية من التصدع قدر الإمكان بينما عملت الإدارة البريطانية وأصدقاؤها على التشكيك بالأهداف المعلنة لخصمها ومارست عمليات الترغيب والترهيب ضد قبائل يافع لتفريقهم من حوله ومدت المال والسلاح وكسبت البعض وحيدت البعض.

    كانت الإدارة البريطانية تمد المال والسلاح والذخيرة لأنصارها واتباعهم وكان على السلطان محمد أن يفعل الشيء نفسه مع من يواجهون أولئك من اتباعه، وقد أرهقه ذلك كثيراً إذ لم يكن رجل عصابات يضرب ويهرب بل رجل دولة يحافظ على حدود دولته، ويترتب على ذلك التزامات كثيرة وثقيلة.

    خيار المقاومة

    خيار المقاومة العسكرية لم يعد في يده، لذلك ركز جهوده على المقاومة السياسية مع الاحتفاظ بسلامة المنطقة الجبلية من الاختراق بشتىء أنواعه، حيث أن الإدارة البريطانية كانت تسعى لتضييق الخناق عليه وإجباره على مغادرة يافع.

    أكثرت الطائرات البريطانية من إسقاط المنشورات التي تصف محمد بن عيدروس بـ (المجرم) و (قاطع الطريق) وتتوعد من يؤيده أو يمد يد العون له بان مصير منزله ومزرعته كمصير من سبقوه، وتعد من يتفاهم مع الإدارة البريطانية ويتجه إلى الجزء الساحلي لذلك الغرض بأنه سيكافئ بصيانة أملاكه بالإضافة إلى الرضى المعنوي والمادي.

    تركز نشاط محمد بن عيدروس في تلك الفترة على مجابهة تلك المحاولات لزعزعة معنويات القبائل في يافع بتوجيه حرب إعلامية مضادة عبر رسائله إلى مشائخ وشخصيات يافع وعبر المنشورات التي يوزعها بين الحين والآخر وعبر البيانات التي كان يرسلها أحيانا عبر إذاعة صوت العرب من القاهرة وعبر إذاعة صنعاء وصحيفة «سبأ» في تعز ويرسل تلك المنشورات أيضا مع رسائل إلى أنصاره ومؤيديه في عدن.

    كما ساعدته في ذلك البرامج والتعليقات التي كانت تذاع من صوت العرب ومن صنعاء وتتكلم عن الثورة في يافع وتشحذ همم أبنائهم على التحدي والصمود في وجه قوة عدوهم وجبروته.

    كان جُل اعتماد السلطان محمد على تمويل الصمود من عائدات أملاكه من الأراضي الزراعية في الجزء الجبلي وهي متواضعة جدا مقارنة بالعمل المفترض وكان يصرف كل عائداته على الصراع القائم ضد الإنجليز ومعظم ما كان يصرفه كان للمؤلفة قلوبهم حتى لا يقعوا تحت إغراءات خصومه.

    قرب نهاية شهر أكتوبر 1960م تأكد للسلطان محمد خبر زيارة وفد كبير إلى (سلب) شمال شرق القارة. وتأكد للسلطان انه تحت غطاء تلك الزيارة سينصب جهاز اتصال وسيعمل على تمركز بعض القوة العسكرية المدربة على استخدام المدافع فيها، وسيمثل هذا المركز إذا ما تم عنق الزجاجة الذي يتحكم بالحركة بين القارة والبيضاء بالإضافة إلى قربه من القارة وتهديده المباشر لها.

    كتب السلطان إلى القبائل وأوضح لهم أن باطن الزيارة غير ظاهرها وعليهم إرجاع الوفد من حيث أتى. جرت معارك بين الجانبين اعتباراً من 27و حتى يوم 30 أكتوبر الذي مع تباشير فجره اغارت طائرات سلاح الجو على المقاتلين كما أغار سرب آخر على منزل السلطان الثاني في القارة وعند المغرب تمت الإغارة على قرية (السورق) في ذي ناخب.

    ماحدث في (سلب) أثار حفيظة الإدارة البريطانية كما يبدو من تكثيف وتنظيم عملياتها الاستخبارية عن خصمهم وأنصاره ومن خططهم التي وضعوها للوصول إلى القارة واحتلالها.



    قصف جوي على يافع



    وفي الفترة بين 13فبراير، إلى 9 أبريل عام 1961م قام سلاح الجو البريطاني بقصف قرى ومناطق يافع بشكل متواصل ليلاً ونهاراً ورافق ذلك القصف إسقاط منشورات تدعو قبائل يافع إلى عدم مناصرة محمد بن عيدروس أو تقديم العون له وان من يفعل ذلك سيتعرض منزله وأرضه للقصف من قبل سلاح الجو البريطاني، ثم تطورت صيغة المنشورات فأصبحت تطالب بخروج محمد بن عيدروس من يافع وهددت بان قصف قرى يافع لن يتوقف إلا بخروجه.

    أصبحت عيون المخبرين مركزةبشكل اكبر على أماكن تواجد السلطان وتيقن من انه اصبح مستهدفاً شخصياً لذلك تجنب السكن في أي منزل مراعاة لأصحابها ولان السكن في المنازل اصبح غير عملي بالنسبة لوضعه كان يتنقل في شعاب الجبال وكان لا يكثر من المرافقين فقط أثنان أو ثلاثة حتى لا يكون وجوده ملحوظاً في أي مكان يكون هو فيه وكان لا يستقر في مكان واحد اكثر من يومين وبعض الأحيان لا يستقر اكثر من ساعات وقد ضربت عدة أماكن بعد أن غادرها.

    عندما وجد السلطان محمد انه عاجز عن مقاومة وردع سلاح الجو البريطاني الذي يسرح ويمرح ويفعل ما يحلو لخصومه ووجد أن بقاءه على هذه الحالة يزيد من تدمير المساكن وحرق المزارع وترويع المواطنين في يافع ويزيد من مآسي أبنائها دون أن يكون قادراً على الرد لذلك قرر المغادرة إلى البيضاء وكان ذلك في 5 شهر يونيو 1961م.

    توجه إلى تعز حيث سعى إلى مقابلة الإمام احمد، ولم يحضَ إلا بمقابلة ولي العهد الأمير محمد البدر. وشرح له أسباب الخلاف مع الإنجليز وما فعله سلاح الجو البريطاني في يافع وطلب مساعدة المملكة المتوكلية اليمنية المادية والعسكرية وخاصة في السلاح الثقيل (مضادات الطائرات) وإذا كانت المملكة لا تستطيع تقديم ذلك، فعلى الأقل أن يطلبوا توقيف القصف المستمر على يافع.

    الأمير محمد البدر طلب منه أولاً أن يوحد المعارضة ضد الإنجليز وأعطاه فرصة لذلك راسل الجهات الوطنية المعارضة في عدن، وحضر منهم ممثلو أربعة عشر نادياً وبعض ضباط الجيش.

    واتفقوا مع السلطان محمد علي ان يرفع للإمام بمطالب المساعدات الضرورية لمقاومة الاستعمار وان محميات الجنوب عند نيلها الاستقلال ستكون ضمن يمن واحد في إطار مملكة «دستورية» واحدة يكون الإمام احمد ملكها على أن تكون لهذه المملكة حكومة وبرلمان منتخبان من الشعب لم يوافق الإمام على ما طرح وعاد القادمون من حيث أتو.

    سبق له مراسلة مجلس العموم البريطاني بعد قدومه إلى البيضاء. وقد زاره إليها نائبان من حزب العمال في مجلس العموم بتاريخ 22 يونيو 1962م.

    عرض عليهما السلطان صور الدمار الذي خلفته هجمات سلاح الجو البريطاني في يافع وطرح لهم مطالبه وتظلمه من التعسف وفرض الارادة التي تمارسها الادارة البريطانية في عدن كما طالبهم بنقل رغبة أبناء المحميات في الحصول على الاستقلال أسوة بالشعوب التي حصلت على استقلالها من بريطانيا.

    مع قيام ثورة 26سبتمبر توقع السلطان محمد وزملاؤه أن ينفرج الضيق والإحباط الذي كانوا يعانون منه وزاد من ذلك الشعور علمهم بقدوم قوات الجمهورية العربية المتحدة لنصرة الثورة الوليدة.

    اندلعت المعارك بين الجمهوريين والملكيين وأوحى السلطان محمد إلى بعض أنصاره لدعوة أبناء يافع للتطوع والقتال مع الجمهورية وقد حضر من أبناء يافع إلى البيضاء وأرسلوا إلى صنعاء على ثلاث دفعات ما يقارب 970متطوعاً.

    جرت محاولات لتكوين جبهة تسمى بجبهة التحرير في بداية عام 1963م إلا أن ذلك لم يتم بسبب اختلاف القوميين والبعثيين والرابطيين على دور الهيمنة على تلك الجبهة مما حدا بالقيادات القبلية إلى الانسحاب وتكوين هيئة تحرير الجنوب اليمني المحتل وكان السلطان محمد من مؤسسيها.

    في 14 أكتوبر 1963م جرت الحادثة المعروفة التي قتل فيها راجح بن غالب لبوزة بعد عودته من قتال الملكيين وأعلن لاحقاً ذلك التاريخ كانطلاقة لثورة الجبهة القومية ضد الإنجليز.

    بدأت القيادة العربية توحي وتضغط على الحركات الأخرى للإنضمام إلى الجبهة القومية، واحضر عبدالله المجعلي والسيد ناصر السقاف (من أعضاء الجبهة القومية) نسخه من نظامها الداخلي لاطلاع السلطان محمد وبعض قيادة هيئة تحرير جنوب اليمن المحتل عليه.

    لم يوافق السلطان محمد وزملاؤه على هذا النظام لأنه مطروح للعرض وغير قابل للتعديل ولأنه تجاهل مكانة وحجم الموجودين في العمل السياسي ضد الإنجليز قبل تكوين الجبهة القومية، فالمجلس الوطني والقيادة التنفيذية المقترحة للجبهة القومية شُكلت معظمها من المنتمين أو المناصرين لحركة القوميين العرب ولم تراعِ وزناً للفصائل والشخصيات الوطنية الأخرى إلا كأتباع، ويؤكد على ذلك ما طرحه الأستاذ علي احمد السلامي في مداخلته التي قدمها في ندوة (الثورة اليمنية آفاق المستقبل الانطلاق.. التطور.. واحدية الثورة) التي أقيمت في شهر أكتوبر عام 2002م..في العاصمة صنعاء بالإضافة إلى أن الأمانة العامة لحركة القوميين العرب التي يرأسها جورج حبش والتي تتبعها الجبهة القومية لم تكن قيادة وطنية محلية وهذا أمر لم يتقبله السلطان محمد وزملاؤه.

    الخلاف مع القيادة العربية

    بدأت غيوم الخلاف مع القيادة العربية والمخابرات المصرية تتلبد. واستدعي السلطان محمد مع زملائه لزيارة القاهرة حيث جرت محاولة أخرى عبر الجامعة العربية لجعلهم ينضمون إلى الجبهة القومية وعند فشل المحاولة تم اخذ المطبوعات من مكتب الهيئة في صنعاء ثم إغلاقه بالشمع الأحمر من قبل المخابرات المصرية.

    مع بداية عام 1965م بدأ الخلاف يدب بين حركة القوميين العرب والقيادة المصرية في اليمن عندما لمسوا أن مرجعية الجبهة القومية كانت ببيروت وليست القاهرة. وبدأ الأخيرون يلتفتون إلى المهملين في الأمس.

    ففي مايو عام 1965م تبلورت اللقاءات في تعز عن تكوين منظمة تحرير جنوب اليمن المحتل ويرأسها عبدالله عبدالمجيد الاصنج وشغل فيها السلطان محمد منصب المسئول المالي.

    بعد اشهر قليله من قيام المنظمة دب الخلاف فيها ربما بسبب عدم التجانس في النهج بين قيادتها ثم التهمه الموجهة بالأساس الى عبدالله عبدالمجيد الاصنج من انه قد استلم معونات عسكرية باسم المنظمة من المانيا الشرقية ويوغسلافيا ودول اخرى ولايعرف مصيرها.

    في شهر ديسمبر من نفس العام بدأت القيادة العربية في اليمن تطرح ضرورة دمج المنظمة بالجبهة القومية وكذلك بقية العناصر من أبناء الجنوب.

    أعضاء المنظمة وافقوا على الدمج بشرط إقصاء قحطان الشعبي وخمسة آخرين من الائتلاف الجديد، وافقت القيادة العربية على ذلك وكذلك الجبهة القومية وكان ذلك في نهاية العشر الأولى من شهر يناير. إلا أن المفاجأة كانت ببيان صادر في 13يناير 1966م بتكوين جبهة التحرير موقع من عبدالله عبدالمجيد الاصنج عن منظمة التحرير وعلي احمد السلامي عن الجبهة القومية بينما الاخرون كانوا في نقاش وتسويات في تعز ويتضح من ذلك ان القيادات الحزبية كانت تنفر من القيادات القبلية بحجة انهم ينطلقون من مواقعهم كسلاطين ومشائخ وشخصيات اجتماعيه إلا إذا تخلوا عن مواقعهم التاريخية.

    ورغم انه قد تم التصريح من قبل السلطان محمد والسلطان علي عبدالكريم بأنهم سيعملون بشخوصهم وإذا تم الاستقلال ولأي منهم رغبة في ممارسة السياسة فسيلتزمون بقبول مبدأ الانتخابات وسيرشحون أنفسهم كأي مواطن عادي له الحق في ذلك. الا ان ذلك لم يحسن من صورتهم لدى من لايرغبون بهم أصلاً.

    كانت نزعة الاستقلالية لدى محمد بن عيدروس أقوى من ان يستطيع تجاوزها، لذلك لم يتوافق مع المخابرات المصرية في اليمن وكان يتهم تلك القيادة بانها وراء كل الخلافات بين ابناء الجنوب ويتهمهم بانهم لايتعاملون الا مع من يتقاسم معهم المعونات المخصصة للثورة أو مع من يجزل لهم الهدايا وكان يصارحهم بذلك وغيره بشده.

    اعتقال العيدروس

    في تعز وفي الأسبوع الثالث من شهر فبراير عام 1967م تم اعتقال السلطان محمد مع اثني عشر من زملائه، ورحلوا الى صنعاء. محمد صالح المصلي يعتقد ان رسالة منه الى السلطان محمد ربما كانت السبب فيما حدث والقيادة المصرية كانت تبحث عن مبررات لمن لايتفقون معها.

    إطلاق سراح السلطان محمد تم بعد حوالى سبعة عشر يوماً من اعتقاله ولولا الضغوط الاجتماعية الكبيرة لكان الأمر على غير ما تم عليه.

    بعد ما حدث، لم يعد ليجد مبرراً لبقائه لذلك اتجه الى الزاهر ومنها الى يافع حوالى منتصف شهر ابريل 1967م.

    حال الوصول إلى القارة ألقى في القبائل التي حضرت كلمة وأعلن فيها عن تنحيه عن السلطنة إلا أن الحاضرين من القبائل رفضوا ذلك وطلبوا منه الانضمام الى جبهة التحرير.

    ونزولاً عند رغبتهم تم تشكيل وفد اتجه الى تعز للتفاوض مع القيادة المصرية هناك وكان تجاوب القيادة المصرية غير مشجع فعاد الوفد دون تحقيق المطلب.

    بدأت الجبهة القومية بدخول المناطق الواحدة تلو الأخرى دون معارضة من الإدارة البريطانية، وتزامن ذلك مع وجود حاملة طائرات بريطانية في ميناء عدن وكانت تقلع منها طائرات حديثة من نوع هوكر هنتر وتحلق فوق مناطق يافع وخاصة فوق القارة بشكل شبه يومي. وفي 28 اغسطس 1967م، أسقطت الجبهة القومية مدينة جعار والحصن (الجزء الساحلي من يافع بني قاصد)، واعتقل السلطان محمود وأخوه الأمير فيصل.

    قام الشيخ سنان أبو لحوم والشيخ احمد عبدربه العواضي باستدعاء الشيخ مقبل باعزب الكازمي ومحمد صالح المصلي والشيخ عبدالله مساعد المصعبي واخوه صالح مساعد إلى مجلس الشورى وطلبوا منهم التوسط بين الجبهة القومية وجبهة التحرير لوقف القتال الذي اندلع بينهم في 8 سبتمبر وبالذات في منطقة الشيخ عثمان والمنصورة.

    كلف المذكورين بالخروج الى البيضاء ومعهم النقيب درهم نعمان. وتم الاتصال عبر محافظ البيضاء.

    وفد الجبهة القومية أفاد بان بين الجبهتين وساطتين الأولى وساطة الشيخ محمد بن سالم البيحاني والثانية وساطة الجامعة العربية ولكن وبما أن الوفد القادم من البيضاء هم من أصدقاء محمد بن عيدروس فان الجبهة القومية تطلب توسطهم بينهم وبينه لفتح حوار معه باعتباره شخصية وطنية.

    وفعلاً قام الوسطاء بمراسلة السلطان محمد وأخطروه بذلك فطلب الاتفاق على بعض الأولويات التي أخذها الموفدان معهما وتشمل ان السلطان محمد لا يطمح في السلطة وانه يرغب أن يعيش كمواطن عادي ويود ان يرى اخوته محمود وفيصل طليقين لعدم ارتكابهم أي جرم يستحقان الاعتقال عليه كما انه يود أن تفرج الجبهة القومية عن أمواله وأملاكه التي منعته عنها الادارة البريطانية.

    وبعد عدة سفرات للوسيط بين الطرفين رافقتها عدة محاولات من القيادة المحلية للجبهة القومية لإسقاط القارة، احضر الوسيط خطاباً موقعاً من الأمين العام المساعد للقيادة العامة للجبهة القومية (حينها عبدالملك اسماعيل) يدعو فيه السلطان محمد للحضور الى عدن ضيفاً على الجبهة القومية وفي وجهها.

    وكانت مغادرته الى عدن بعد آخر معركة وقعت في جبل اليزيدي بين أنصاره وأعضاء الجبهة القومية بقيادة فضل محسن عبدالله يومي 7و8 ديسمبر ورافقه في تلك الرحلة حوالى 130 شخصية اجتماعية ظل الوفد في عدن من 11 ديسمبر إلى 29 منه خلال تلك الفترة أعرب السلطان عن عدم رغبته في البقاء كسلطان وطلب من الوفد المرافق تشكيل لجنة للتفاوض مع قيادة الجبهة القومية وطلب من وزير الداخلية الإفراج عن اخوته وعن ممتلكاته والتفاوض مع لجنة الشخصيات الاجتماعية بدلا من التفاوض معه.

    يوم الجمعة، 29 ديسمبر طلب من الوفد الذهاب لمقابلة رئيس الجمهورية في لقاء تعارفي وبدلا من أخذهم إلى قصر الرئاسة اخذوا الى السجن في أبين.

    يوم الأحد 7 يناير 1968م، دخل رجال الجبهة القومية إلى القارة، بعد أن غادرها أولاد عم السلطان محمد متوجهين إلى الزاهر.

    في 24 أبريل 1972م خرجت مسيرة في مدينة الحصن تهتف ابتهاجاً لمقتل سلاطين وحكام العهد البائد وكان في مقدمتهم منفذو العملية والسيارات التي كانت ملطخة بدماء الضحايا.

    كان عدد من تم تصفيتهم في (سلب حمة) ثمانية عشر، وكان السلطان محمد واخوته محمود وفيصل من ضمنهم.

    لقد كان قدر السلطان محمد انه عاش في زمن كان المد فيه ضد الأنظمة الوراثية، ومهما كان عمله متصفا بالوطنية فهو سباحة ضد التيار.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  3. #3

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    500

    رد: السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي! (أعلام يمانية 5)

    هنا وضعت أحد الثوار الجسار..

    وهو الشيخ محمد عيدروس عفيفي وهو غني عن التعريف..!!

    طبعاً له مواقفه الفذه تجاه الأحتلال البريطاني لجنوب اليمن.
    وله مواقف تجاه الثورة في الشمال.

    والأجمل عزيزي الأحمدي انك وضعتها في سلسلتي (اعلام يمانيه ثائره)
    وهذا الشيخ الثائر يعتبر الخامس من اعلامنا.

    لقد اعجبني اسلوبك في مشاركتك في السلسله..لي شرفاً كبيراً عزيزي الفاضل.

    وموفقاً في طرح موضوعك الأكثر من رائع..

    شاكراً لك ايها الفاضل..

    كن هنا بقربنا ..وكن دائمــاً هكــذا

    لك انت وحدك وافراً من الوداد
    Last edited by شاطئ الوفاء; 13-10-2010 at 12:50 PM.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  4. #4

    عادل الأحمدي's Avatar
    Join Date
    Jan 2010
    Posts
    2,481
    Rep Power
    273

    رد: السلطان الثائر : محمد عيدروس عفيفي! (أعلام يمانية 5)

    أشكرك جزيل الشكر..

    المادة تتناسب مع ذكرى 14 اكتوبر واضافاتك جعلت المادة مرجعا وافيا..

    أصدق الوفاء لشاطئ الوفاء.

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. ثورة البُن ......الثائر : محمد محمد عثرب
    By عميدالعرب in forum ملتقى الشـعــر
    Replies: 8
    Last Post: 28-03-2011, 11:31 AM
  2. وفاة الشاعر محمد عفيفي مطر بعد معاناة مع المرض
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 30-06-2010, 01:20 AM
  3. وفاة الشاعر محمد عفيفي مطر
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 29-06-2010, 11:10 AM
  4. Replies: 1
    Last Post: 03-10-2009, 02:33 PM
  5. ليلي يمانية وموطنها
    By ا.مـ.يـ.ر.ا.لـ.بـ.ح.ـاار in forum ملتقى الشـعــر
    Replies: 3
    Last Post: 29-03-2006, 06:49 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •