طيفها
سالت دموع العين حين رايته و كبر للرحمن حين راني
أقبلت نحوه كي أعانق روحه فقبلني و ضمني بحنان
يا طيف أمٍ صار متواها الترى يا ليتكِ زوجت بالجتمان
حتى الأمس في الحقيقة صدرها و أشتكي من كل ما أضناني
و أبكي بكاء الشوق في أحضانها و أرتوي من عطفها الروحاني
فهي الحنون و هي الحضن الدافي هي نور عيني راحتي و أماني
يا ليت امي حية ما ودعت يا ليتها ما فارقت أجفاني
يا ليتني ما بقيت بعدها يا ليتني خارت بي أركاني
قيل صبرا قلت من ذا يصبر و يرى الحنان يلف في الأكفان
قيل صبرا قلت لست بقادر و العطف في اللحد مع الديدان
قيل صبرا قلت الله اكبر و الله يجزي الأم بالغفران
تشتعل نيران الحنين لذكرها و من غير أمي يطفئ نيراني
و من لي اذا جن الظلام و لفني بسواده و تفتقت أحزاني
و من الذي اذا ما الدمع ترقرق في العين يمنعه من الميعلان
و يضمد جرح الفؤاد بعطفه و يمسح عني كل ما أشجاني
لا أحد غير الأم يكفكف أدمعي فلا أخت تنوب و لا أخواني
و لا فرح يلد لي من بعدها فالحزن قد سكن بكل مكاني
من فوقي و من تحتي و بين أضلعي و عن الشمال التف و الأيمان
يا من راى الأم الحنون تودع و تنطق بالشهادة في ايمان
و راى المنايا تقتل أعضاءها و القلب يمتنع عن الخفقان
لأيقن أن الحياة ذليلة و كل ما فيها فان
قل للذي رام الحياة و ذلها { إن الحياة دقائق و تواني }
فالله اكبر يا أماه بقدر ما أشتاق العزيز إلى عزيز حاني
الله اكبر ما حنت خواطرنا و ما سكنت ذكراكِ في وجداني
سلام من الله عليكِ معطر بالزهر و الورد و بالريحان
Bookmarks