قبل أيام تمت مناقشة موضوع -مقرر الثقافة الإسلامية بجامعة صنعاء- على احد جروبات الفيسبوك كون المقرر الذي يرتبط بمؤلفيه الأهدل والسروري يحتوي على دعوات طائفية واضحه وجلية للعيان من حيث إضهار وصف الفرقة الناجية على أهل السنة والجماعة (الوهابية) ووصف بقية الفرق بالضلال
كان في أحد المداخلات
ربما أصبح من الضرورة تغيير هذا المنهج إذا لم ترفع قضية ضد المؤلفين بتهمة نشر الطائفية ورفض الاَخر في ضل الصراعات الطائفية التي تشهدها اليمنمقتطفات من مقرر الثقافة الإسلامية.
في الصفحة (11) من كتاب أضواء على الثقافة الإسلامية ورد أن الثقافة الإسلامية تقوم على مصدرين فقط هما، القرآن الكريم والسنة النبوية. وأنا هنا لا أعترض على القرآن الكريم والسنة المطهرة حاشا لله، لكن الإكتفاء بهما كمصدرين لتكوين الثقافة دعوة سلفية نرفضها لأنها تتعارض مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف، وتطمس تاريخ حضارة عربية حافل بالأفكار الإنسانية وزاخر بالإنتصارات، كما أن هذا الطرح اللامنطقي واللامقبول يغيب دور العقل ويقيده بعد أن حرره الإسلام من الأصفاد، ويغلق باب الإجتهاد أمام الآخر وينتهك حرية الإنسان في تبني ثقافته التي يرتائها لذاته بمحض إرادته. فهناك لجانب المصدرين الشريفين التاريخ العربي الإسلامي واللغة العربية أساس هويتنا الثقافية، وسيرة الخلفاء الراشدين والأعلام من الفلاسفة والعلماء والمفكرين العرب والمسلمين الذين أناروا بإجتهاداتهم وإبداعهم الحضارة العربية والإسلام ووصلوا بها إلى أقصى حدود الدنيا، إضافة إلى تراثنا العربي الحافل بالإنتصارات الذي أثرى ثقافتنا العربية والإسلامية.
وعند مقارنة أنواع العقائد في المبحث الثاني من الفصل الأول، (ص30) قسم العقيدة إلى قسمين
عقيدة صحيحة ،لا توجد إلا في الإسلام وعقائد لفاسدة "وهي كل عقيدة تخالف العقيدة الإسلامية – العقيدة الصحيحة – سواء كانت عقيدة أهل الكتاب أم عقيدة الفرق والجماعات والمذاهب والأنظمة المتعددة والمختلفة". ويضيف المؤلفان في الصفحة نفسها " أما بالنسبة للمذاهب والتيارات والفرق والأنظمة المختلفة مثل الشيوعية والرأس مالية والوطنية والقومية، فكل هذه المعتقدات هي عند أصحابها عقيدة يمشون عليها، ويحيون من أجلها ويضحون بالغالي والرخيص من أجلها والذود عنها ونشرها، فهي باطلة فاسدة هابطة، وذلك لأنها من نتاج أفكار وأذهان البشر ومن وضع عقولهم، وحق لها أن تكون عقائد فاسدة لأنها تخالف خالقها وفطرتها وتتمرد على موجدها".
ولم يكتفيا بهذا بل راح يتماديا في إتهام الفرق الإسلامية كالمعتزلة والأشاعرة وغيرها من الفرق الإسلامية بالضلال في أكثر من موضع من الكتاب نفسه. ففي الصفحة (74) وتحت عنوان الفرق الضالة في الأسماء والصفات ذكر العديد من الفرق ومن بينها المعتزلة والأشاعرة. كما أكد على ذلك في الصفحتين (164-165).
ويؤكد المؤلفان في أغلب مواضيع وصفحات الكتاب أن الفرقة الوحيدة الصحيحية من الفرق الإسلامية هي فرقة أهل السنة والجماعة (الوهابية) ويجب إتباعها.
أعتقد أن هذه مبررات كافية لمحاكمة المؤلفان وتغيير الكتاب بما يتلاءم مع العصر الذي نعيشه.
Bookmarks