مهما أسافر واغيب عن عيونك ..بقلبى أحبك ..بروحى أصونك ..
واعيش كل وقتى اداعب جنونك..
تلك ليست كلمات أغنيه عاطفيه .. قد يتبادر الى ذهنكم انها كذالك ..
انها روح الاغنيه الوطنيه التى اجتاحت نفوس الجنوبيين ذات يوم من غابر الزمن ..
أيام عشنا فيها روحا" ثوريه حبا" فى اليمن الكبير الذى تغنينا فيه أهزوجه من يراع الحنيين ..
تسابق الشعراء والملحنيين والفنانيين من كل الجنوب لتقديم جل ما يجود به وجدانهم الشعرى والفنى ..
هياما" وعشقا" بمنجزنا العظيم والذى لطالما تلهفت له نفوس الجنوبيين لرؤيته حقيقه ساطعه على أرض الواقع ..
قدم الفنان الجنوبى روائع فنيه غايه فى الروعه أعجابا" وتيمنا باليمن العظيم الذى حلمنا به يوما" ..
غنى الموسيقار الكبير أحمد قاسم بعيد أعلان الوحده ..
من كل قلبى أحبكِ يا بلادى ..يا يمن ..
وأفديك بروحى ودمى ..وأولادى ..يايمن ..
حين سمعتها انتابتنى موجه أسى ليس لها حدود وشعرت برغبه كبيره تجتاحنى للبكاء ..
كيف قدر لنا كـ جنوبيين ان ندفع ثمن حسن النوايا التى تميزنا بها ...
ذاك الثمن الغالى الذى كلفنا فقدان وطن بحجم اليمن يوما" وبحجم الجنوب يوما" اخر..
لا أدرى أى سر ألهى يكمن امام أنتكاساتنا المتواليه ..فقدنا عشرات من انبل القيادات التى أنجبها الجنوب صبيحه يناير الاسود..
وما كدنا نفيق حتى دخلنا دوامه أخرى من الغياب وفقدان الوطن..
وكأن قدرنا أن نطلق كل ثلاثين عاما" ثوره من اجل البقاء .. من اجل الحياه ..ومن اجل الجنوب..
فى بحرك حياتى ..فى ريِفك حنينى
وفى الغربه شوقى يُزيد شجونى ..
يحلق بنا احمد قاسم بعيدا" نحو عوالم أخرى من العشق الوطنى الخالد الذى عشناه حين كنا صغارا" فى مدارس
الشيخ وكريتر والمعلا وسيئون والديس والحوطه وتبن وأبين وعتق ..
ليس أحمد قاسم وحده الذى تغنى عشقا" لا متناهيا" باليمن الكبير ..
فالقائمه لا تتسع لذكر رواد الفن الجنوبى ..
والذين حملوا الوحده بين جنبات قلوبهم وحدائق عيونهم تأسيا" ونبلا" وأيمانا" بحلم الجماهير ..
والحقيقه أن ما جعلنى الليله أعود لتذكر تلك الاغانى الجميله هو بكاء الرائع عبدالرحمن الحداد البارحه حين أستضفناه على غرفه عدن على البالتوك ..
وحين أسمعناه مقطعا" من أغانيه القديمه ..اجهش بالبكاء قائلا" أن ما يحدث هو أنتكاسه وتلعثم وفقد القدره
على الكلام وساد الغرفه صمتا" مدويا" فى مشهد من النادر حدوثه فى غرف البالتوك الصاخبه ..
وبقت رائعته ..جميلٌ أنت يا وطنى ..وانسامك تغذى الروح ..
الى صنعاء من عدنٍ... رواحا" طيبُ وشروح ..
وباقه ورد من شمسان ..وماءٌ يروى العطشان ..سلام الله على عيبان ..
ليله أستثنائيه اتحفنا بها عبدالرحمن الحداد وهو يصف الشعور الوطنى الوحدوى الذى اجتاح الجنوبيين منذو فجر ثوره تشرين ..
أختتمت أدارتى لجلسه الامس بسؤال لـ حداد عن شعوره اليوم ..فاكتفى بالقول انا مع أبناء شعبى وسلام الله على الجنوب ..
بعدها عاد كل من فى الغرفه الى تفتيش أرشيف الذكراه الفنيه الوحدويه للجنوبيين فى أستدعاء للمشاهد الاكثر طهر ونقاء" فى تاريخ السريره الجنوبيه المتسمه بالطيبه والنبل والشهامه ..
أ
رجو فى النهايه ان ترحلوا معى مع تلك الاغانى الاكثر من رائعه علكم تصلون الى قناعه تامه بأن.. ما كل ما يتمناه المرء يدركه ..
ذبحت ألامانى ..وخفت وهج الحريه ..وضاعت ألاحلام ..وبقت ألياذه الشر .. و أوكسترا الموت ..و أيقونه الجحيم ..
فذاكم هو الجنوب الخالد ..الماثل أمامكم طهرا" وخلاصه نقاء..عشقا" وأهزوجه غناء ..عطرا" فواحا" ..وأغنيه من تراتيل السماء ..
فسلام الله على الجنوب ..
احمد قاسم .(.من كل قلبى احبك )
عبدالرحمن الحداد (جميل أنت يا وطنى )
حداد (يارايحين الوطن )
أمل كعدل (حققوا مجد الخلود )
أبوبكر سالم ( أمى اليمن )
جمال داؤود (الحب فى صنعاء ..والعشق فى عدنٍ)
******
Bookmarks