إيقاعات يهودية لألحان وكلمات يمنية تنتج في تل أبيب وتوزع في صنعاء
المصدر: جريدة الوطن السعودية-الثلاثاء 18 محرم 1428هـ الموافق 6 فبراير 2007م العدد (2321) السنة السابعة
بعض الألبومات المنتشرة لفنانين يهود
صنعاء: نسيبة عبدالله غشيم
قبل عامين تقريبا قدم التلفزيون الإسرائيلي لفنان يهودي من أصول يمنية أغنية "صنعاء بلادي ثانية"هذه الأغنية لم يشاهدها اليمنيون حينها لكن أحد المنتجين -لم تعرف هويته حتى الآن- قام بتسجيل هذه الأغنية ونسخها وبيعها عبر سيديهات-صوت وصورة- ووزعت في اليمن فنالت إعجاب اليمنيين وكانت هذه بداية لجلب كاسيتات وسيديهات لفنانين وفنانات يهود من أصول يمنية يؤدون الأغاني اليمنية بإيقاعات غربية تجذب الشباب محبي الإيقاع السريع.
ورغم أن هذه الأشرطة ممنوعة كونها تعتمد سرقة كلمات وألحان لفنانين يمنيين إلا أنه يمكن الحصول عليها ببذل القليل من الجهد وإظهار حسن النية لأصحاب التسجيلات الذين يسارعون لإظهار عدد من النسخ التي يبيعون الآلاف منها سنويا كما أكد أحدهم طالبا عدم ذكر اسمه ويقول إن أكثر الفنانات اليهوديات شهرة عند اليمنيين هي الفنانة شمعة تليها الفنانة بنت سالم ثم الفنانة ذات الشهرة العالمية عفراء حسن هزاع.
ويضيف أن الشباب هم أكثر من يأتون باحثين عن هذه الكاسيتات باعتبارها تتماشى مع أذواقهم ويعتبر صاحب التسجيلات أن الفنانين اليهود طوروا الأغنية اليمنية وأدخلوا عليها تحسينات جعلتها مطلوبة في اليمن وإسرائيل وحتى الدول الأوروبية ويدلل على قوله بذكر الفنانة عفراء التي حازت أغنيتها ""ايم ننعيلوا"على جائزة اليوروفيجن في عام 1988 وهي أغنية من التراث اليمني أدتها باللغة العبرية.
من جانبه يقول فؤاد قاسم أثناء شرائه لعدد من الكاسيتات اليهودية إن هذه الأغاني رائعة ويتم أداؤها بصورة حديثة رغم أن اللحن الأصلي من التراث ويعتقد أن من حق الفنان اليهودي أن يؤدي الأغاني كونه يمنياً.
الفنان فؤاد الكبسي اعتبر ما يقوم به الفنانون اليهود استغلالا للأغاني اليمنية بحكم ما لديهم من إمكانيات تبرز الأغنية ولن تطالهم يد المحاكمات حول نسب الأغاني لأنفسهم رغم أنها تراثية يمنية وليست إسرائيلية.
وقال "هم يؤدونها باللهجة الشعبية دون أن يتمكنوا من معرفة ماذا تعني وخاصة أولئك المولودين في إسرائيل.
الباحث عباس علي الشبامي والذي ألف كتابا عن يهود اليمن يقول إن اليهود اليمنيين في إسرائيل شكلوا فرقاً خاصة للرقص والغناء منها "عنبال" وتشرف عليها سارة ليفي تاناي مضيفاً أن الأغنية اليمنية احتلت مكانة بارزة بين الفنون المحلية والمصدرة من إسرائيل كواحدة من الفنون الإسرائيلية.
ويشير الشبامي إلى أن الأغنية اليهودية المعاصرة لا تخرج عن الأصالة وأسلوب الأغنية اليمنية التراثية والفن اليمني لم يخضع لأداء الآلات الموسيقية وأن ما يحدث هو العكس حيث تخضع الآلة الموسيقية للكلمات وللتكيف المزاجي عند الشخص وبالتأكيد فإن محاولات الفنانين الدارسين من يهود اليمن في إسرائيل لإخضاع الأغنية اليمنية قد تجاوز التجربة إلى إثبات قوة الإيقاع العفوي والنغم الأصيل في الأغنية اليمنية يقيد ذلك عدة قيود منها اللهجة المحلية وكذلك كون الكلمات لا تنبع إلا من القريحة الشعبية بقالبها اللغوي.
وكل من يريد أن يقلد يظهر ذلك مثل كلمة عيني تنطق" إيني" وهكذا ويضيف أنه عندما يغني الفنانون اليهود من كبار السن والمواليد في اليمن فإنهم يلتزمون باللهجة كاملة .
علي عبد القادر نائب مدير عام إدارة المصنفات الفنية بوزارة الثقافة يؤكد أن هذه الأغاني محظور تداولها في اليمن وأن الوزارة تنفذ من وقت لآخر حملات تفتيشية على محلات التسجيلات وبيع الأغاني للتأكد من خلو السوق منها كونها تنتهك الحقوق الفكرية للتراث والفنانين اليمنيين حين تنسب الأغاني إلى الفن الإسرائيلي.
ويشير إلى أن الوزارة لا مانع لديها في تداول أغان تأتي بالطرق المشروعة عبر طلب ترخيص بالتسجيل لديها ولكن هذا لا يحدث إلا نادرا.
ومن خلال سماع العديد من الأغاني فإن الملاحظ اختلاف اهتمامات ومواضيع الأغاني التي يغنيها الفنانون في إسرائيل فمنها ما يركز على الحب والغربة والحنين للوطن والتغني بالطبيعة.
وأغان أخرى معروفة لفنانين يمنيين من الداخل يؤدونها بنفس اللحن مع فارق الإيقاع وهذا ما يثير حفيظة اليمنيين أصحاب الألحان كالفنان أيوب طارش العبسي الذي رفع شكاوى عديدة لوزارة الثقافة اليمنية يطلب فيها سحب الألحان المقلدة له من السوق ومنع توزيعها.
Bookmarks