قال ابن القيم
احذروا من الناس صنفين..
صاحب هوى ...قد فتنه هواه...
وصاحب دنيا...أعمته دنياه...
الذي يفسد العدل..هو الهوى..
والهوى عمل القلب..لذلك نحتاج إلى خبرة الخبير اللطيف..
خلق الله النفس البشرية كملكات متعدةة, ملكة تحب الأريحية..وأخرى تحب الشح..والملكة التي تحب الأريحية إنما تطلب ثناء الناس..والتي تحب الشح إنما تفعل ذلك ليطمئن صاحبها أنه يملك ما يغنيه...وكلتا الملكتين تتصارع في النفس الواحدة, لذلك يقول الحق :"قول أنفسكم" فالنفس تقى النفس..لأن الملكات فيها متعددة, وبعض الملكات تحب تحقيق المتعة والشهوة , لكن هناك ملكة إيمانية تقول : تذكر أن هذه الشهوات عاجلة ولكنها عظيمة المتاعب فيما بعد.
إذن...فهناك صراع داخل ملكات الإنسان..
حفظ الطاعة...أشد من فعلها..
لأن مثلها كمثل الزجاج..سريع الكسر..قال تعالى (يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم)..
من جاء بالحسنة...(فقد يفسدها الشيطان)..والمتربص...ولو بعد حين..
الذي يأخذ بهوى نفسه وبمنهج البشر فإن له معيشة ضنكا ضيقة شديدة..ولا يظن ظان أن الذي يأخذ ويتناول الأمور بهواه قد أخذ انطلاقا بلا حدود وراحة لا نهاية لها..لا ..لأن الذي يفعل ذلك قد يرتاح مرة لكنه يقابل التعب ويعيش فيه ولا ينفك عنه من بعد ذلك..وهكذا يظلم نفسه..
قرأت لأحد العارفين قوله (إن المؤمن أسير في هذه الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عزوجل يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه كلها...فعرفت أننا أسرى..
Bookmarks