بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك مسار حضاري للأمة المسلمة؟ وما هي طبيعة ذاك المسار إن وجد؟
ماهية الحضارة الإسلامية؟ وما هي طبيعة مسار هذه الحضارة؟
هناك حضارة مختلفة شعوبها مقتنعة بتفوقها الثقافي وواعية بدونية موقفها!
إن الإسلام بطبيعته الشاملة يصنع للفرد وللأمة مساراً حضارياً متميزاً، فهو يضع في الإنسان العزة الإيمانية ويبين له السبيل الراشد ويعطيه الدافع والمحفز القوي ويتغلغل بعد ذلك داخل مفردات حياته بإحاطتها بألقاب شرعية للفعل اليومي -مباح أو مكروه أو حرام أو فرض أو مندوب- إن مثل هذه الهيمنة القوية والشاملة تعطي المسلم شارته الخاصة وكذا سمته الحضاري وتفرض على الآخر التعامل مع المسلم بعيداً عن سياسات الاحتواء والهيمنة والإذلال. وإلا تحول الأمر إلى معركة قائمة أو مؤجلة وفق الظروف والملابسات.
إن فهم المسار الحضاري لهذه الأمة يعني التعامل معها داخل أفقها الحضاري والثقافي وعدم المحاولة لإخراجها من هذا المسار وهذا قد يتم مع شعوب وحضارات أخرى ولا يعني هذا إمكانيته مع هذه الأمة لطبيعة منهجها ودينها وهذا ما ينبغي أن تلتفت إليه الأمة أيضاً ليصبح جزءا من وعيها الحضاري، ويعطيها القدرة على الفرز بين قيم الحداثة الإنسانية ومعارضة (الغربنة الحضارية) والتي في حقيقتها صورة من صور الاستعمار المعاصر.
ما هي المكونات الأساسية التي تشعل الصراع بين الإسلام والغرب؟
المكونات الأساسية التي تشعل الصراع بين الإسلام والغرب تتمثل في مشكلة الغرب كونها حضارة مختلفة بشعوبها مقتنعة بعالميتهاو ثقافتها واعتقاد هذه الشعوب بتفوقها من حيث القوة التي تجبرهم على الالتزام بتوسيع ثقافتهم خلال العالم .
غير أن المصالحة مع الحداثة تعني العمل الجاد والمشاركة بفعالية وقوة في تلك الحداثة وإلا فإن الطغيان الحضاري سوف يتسرب من أبواب الحداثة سلماً أو حرباً.
Bookmarks