السلام عليكم
في خضم هذه الثورات التي انتشرت في العالم العربي والتي كان لليمن نصيب منها. أردت أن أكتب هذا المقال لنتدارس الوضع اليمني عن كثب ولنرى إن كان من الممكن تكرار التجربة المصرية والتونسية بنجاح في اليمن .
نظام علي عبد الله صالح كنظام مبارك - إن لم يكن أسوأ - فساد وغياب للتخطيط الإقتصادي ونهب للثروات وسياسة متخلفة قائمة على استجداء المعونات من الآخرين في بلد تكثر به الخيرات إن هي استثمرت بالوجه الصحيح .
لا يختلف اثنان على فشل نظام علي عبد الله صالح طوال السنين الماضية في إدارة اليمن وحل مشاكله. ولكني هنا أريد أن أطرح الموضوع من جانب آخر ألا وهو الشعب اليمني نفسه، فبرأيي إن فشلت هذه الثورة سواء نجحت في الإطاحة بالرئيس أم لا فالسبب هو الشعب، والشعب فقط.
مقارنة بسيطة بين الشعب اليمني والشعبين المصري و التونسي تُظهر لنا الفارق بين شعب اليمن وشعوب الثورات الناجحة، فشعب مصر وتونس كانت مطالبهما واحدة من أقصى الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب بينما في اليمن تتعدد الشعارات والمطالب والكل يريد خطف ثمرة الثورة حتى قبل أن تنجح .
مصر وتونس تغيب عنهما المشاكل الداخلية فلا دعوات انفصالية أو طائفية قبل الثورة أو حتى أثناء قيامها، وكلنا يعلم كيف اتحد المسيحيون مع المسلمين ليحققوا مطالبهم، ولكن الشعب اليمني تسوده مشاكل سياسية حادة وصل التدخل فيها إلى التدخل المسلح وقيام الحروب فمالذي نتوقع حدوثه في حال غياب النظام أو سقوطه؟
الشعب اليمني شعب قبلي بحت، تحكمه السلطة القبلية ويرضخ لها ، أما الشعبين المصري والتونسي فانتمائهما وطني فقط .
الشعب اليمني شعب مسلح يتم فيه اللجوء للسلاح حتى في أبسط المشاكل اليومية في الشارع اليمني فماذا ياترى سيحدث بعد سقوط النظام وكم من ضحايا سيسقطون نتيجة التنازع على السلطة .
الشعب اليمني وللأسف مخدر بالقات فبرأيي لو ظهر علي عبد الله صالح في خطاب وقال في خطابه بأن هؤلاء (يتناولون حبوباً مهلوسة ) فلن يكذبه أحد، فالشخص الذي لايملك سلطة على نفسه ليحررها من القات، لا تتوقع منه أن يحرر وطناً بأكمله .
كلا الشعبين المصري والتونسي على مستوى عالي من الثقافة والتعليم، وهم من بعد الثورة سيبنون بلادهم بقدراتهم، ولكن اليمن من أكثر البلاد العربية في نسبة الأمية والجهل .
لهذا خلاصة القول ، الشعب اليمني لا يستحق ثورة كثورتي مصر وتونس، وهي وإن ازاحت الرئيس فلا أتوقع استقراراً بعدها أقولها وأنا أنتمي لهذا البلد وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه بلدي التي أتمنى ولكن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .
هذا وكفى ~
Bookmarks