السلام عليكم
سائق الإسعاف كان فضاً غليظاً, لا يتذكر اذا ذكر, ولا يتعظ اذا وعظ ,يباشر الحوادث الشنيعة فيحمل أشلاء المصابين, رأس المصاب في يد, ورجل المصاب الآخر في اليد الأخرى, فلا يهزه ذلك المنظر ولا يؤثر فيه, كان تاركاً للصلاة, مرتبكاً للموبقات .....
يقول السائق: في الساعة الواحدة ليلاً, انطلقت مسرعاً نحو أحد الحوادث , ووصلت الى موقع الحادث فاذا بي أجد سيارة بيضاء قد ارتطمت بأحد أعمدة الكهرباء.
قال: وأدت الى انطفاء الكهرباء في تلك المنطقة, والغريب أني أرى نوراً خافتاً ينبعث من السيارة, فانطلقت متوجهاً إلى باب السيارة, وكان في يدي سيجارة.
فاذا بي أرى رجلاً كثيف اللحية, مستنير الوجة, قد ملأ نور وجهه السيارة, وقد ارتطمت أجزاؤه السفلى بمقود السيارة.
فحاولت أن أعيد المقعد إلى الخلف لأنقذه.
فقال: أتريد أن تنقذني يا بني؟ قلت: نعم.
قال: إذا سمحت أطفئ سيجارتك, واتق الله - جل وعلا..
فما كان مني أن أطفأتها, ورجعت أحاول إنقاذه..
قال: أتريد أن تنقذني فعلاً..
قلت: نعم..
قال: فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من صنع إليكم معروفاً فكافئوه, والله يا بني لا أملك لك مكافأة على إنقاذي إلا نصيحة أوجهها إليك, فهل تقبل ذلك؟
قلت: تفضل.
قال: عليك بتقوى الله, عليك بتقوى الله, عليك بتقوى الله, وإياك ورفقة السوء..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, ثم مات...
فارتجفت مكاني, وأخذته الى قسم الحوادث في الساعة الثالثة ليلاً..
ولم أستطع النوم, كلماته لا زالت ترن في أذني..
وقمت إلى صلاة الفجر وتوضأت, وصليت, وأخبرت إمام المسجد الذي بالحي بما حصل..
فقال: احمد الله الذي أحياك بموت ذلك الرجل, وادع الله له, فخير ما تكافئه به هو الدعاء..
لقد تاب السائق لله سبحانه بسبب ذلك الرجل ......
فائدة:
أرأيتم رجلاً يلفظ أنفاسه الأخيرة, وعلم أنه مسئول أمام الله أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر...
وبعضنا يرى المنكرات أمام عينيه فلا تهتز فيه شعرة, ويذهب ويخرس كالشيطان لا يتكلم بكلمة.
فاتقوا الله, وقولوا كلمة الحق, ولا تخشوا في الله لومة لائم........
Bookmarks