في جميع أنحاء العالم وعلى مستوى الدول والاقليات نجد دوما بان المسلمين هم دائما الأكثر فقرا والأشد جهلا عن غيرهم من الدول والأقليات الأخرى ...
في لبنان ... يسيطر المارون المسيحيون على منافذ السلطة والمال بالرغم من أن المسلمون هم الأكثرية هناك .. ويعد انتقال رئيس القساوسة من مكان إلى أخر حدث يستحق أن يقوم الأعلام من اجله ولا يقعد في حين أن مفتي المسلمين حتى تصريحاته لا تلقى اهتمام ولو متواضعا من الأعلام ...
في الهند ... يساوي عدد المسلمون أضعاف تعداد سكان الخليج قاطبة في حين انهم يشكلون هناك أقلية .. وهي للأسف الأشد فقرا وجهلا ويسكنون أسوء المناطق ويتلقون اقل الأجور ..
وكذلك حال المسلمون في الصين والفليبين وجنوب أفريقيا وأثيوبيا وأوربا وفي كل مكان .. وما ينطبق على الأقليات المسلمة ينطبق كذلك على مستوى الدول إلا ما ندر وحتى هذه تعاني من المشاكل ما يندى له الجبين .. ولنا أن نتسأل ما سبب ذلك ..؟!!!
وقد يتبادر إلى الأذهان بان السبب قد يعود إلى ما يجمع بين كل هؤلاء وهو الإسلام .. ولكن هذا تبرير مردود على أصحابه لان الإسلام اثبت باعتراف أعداءه قبل اتباعه بأنه كان الأساس الذي تربي عليه خير صناع الحضارة الإسلامية الزاهرة والذين استحقوا أن تخط أسمائهم بالذهب في صفحات التاريخ .. فلا يمكن لهذا الدين الذي بنى تلك الحضارة أن يكون سبب في تخلف أي أمة على وجه الأرض عملت بتعاليمه كما يجب ..
وقد يرى البعض بان دول الغرب استطاعت بناء حضارتها دون أن تكون مسلمة وهذا صحيح ، ولكن تعاليم الإسلام شكلت لهم منبعا لبناء حضارتهم التي بنوها على أسس الحضارة الإسلامية أصلا ، وما سقطت حضارتهم إلا في الجوانب التي لم يركنوا فيها لتعاليم الإسلام ، فقد صدق الذي قال بان الإسلام لدينا مسمى وشعارات ولديهم هم تطبيق فعلي .
إذا فان السبب يعود إلى تركنا للإسلام وعدم الأخذ بتعاليمه وإخراجه من حيز الشعارات إلى حيز التطبيق .. وهنا تكمن الحقيقة كما أراها ...
فان الغربيون اخذوا من الإسلام ما يعينهم على بناء حضارة دون أن يضطروا إلى التحول عن دينهم ، أما نحن فإننا تركنا تعاليم ديننا ولم ننجح في الأخذ من ثقافة الغرب وتعاليمه ما يناسبنا ... وذلك لان الغرب استبدل ما في ثقافته وارثه الحضاري من مساوئ بما هو افضل منها من خلال الإسلام ، أما نحن فإننا عملنا على ترك الأفضل في تعاليمنا الإسلامية وسعينا إلى اقتباس ما هو أسوء من خلال الغرب .. مما جعلنا فاشلين متأخرين بلا هوية إسلامية ولا حتى هوية غربية .
إننا أمة ضاربة جذورها في عمق التاريخ ، يشكل الإسلام روحها وقلبها النابض ، ومحاولات البعض استبدال هذه الروح بأفكار الغرب دون تطويعها لما يليق بتاريخنا ومعتقداتنا هو ما سبب هذا الموت لهذا الجسد العظيم . لنعود إلى الإسلام أولا حتى تدب الحياة من جديد في جسد هذه الأمة وتعود منبعا للخير والرخاء للعالم بأسره كما كانت ، وتعود كما أراد الله لها أن تكون الحاكم العادل الذي لا يفرق بين اتباعه ولا يتعصب لعرق ولا لون ، ثم بعدها لنلتفت إلى أعداءنا الآخرين فليس من الحكمة أن نترك العدو القابع بين أضلعنا وفي رؤوسنا ونلتفت إلى أخر خارج الأسوار .
Bookmarks