تاكسي اليوم يختلف عن كل عربات الأجره التي إستقليتها في السابق...
فـ تاكسي اليوم لايعرف وجهته ولم تكن الثرثره هي رغبته...
.
.
فعندما ضاقت بي حجرتي وضاق بي البيت وحتى الشارع خرجت من منزلي لا ألوي على شيء
إمتنعت عن الكلام حتى مع سائق التاكسي الذي إستشفيت حبه للثرثره إلاّ أنني لم أتح له المجال وضلّيت صامته حتى وصلت إلى مكان شعرت بأنه غايتي فطلبت من السائق التوقف وترجلت من العربه...
ووقفت بمحاذاة سور يفصلني عن ((النيل)) بمنظره البديع <<<< الله ماأجمله
وعلى جمبيه تصطف المباني الشاهقه والفنادق البالغة البذخ والمراسي المعدمه والقوارب الصغيره والمراكب الشراعيه الباليه إلى جانب السفن الكبيره المترفه...
كان الجو بارداً لا بل بالغ البروده يكاد يكون صقيعاً تلفّت من حولي فلم أجد أثر لجنس البشر لم أجد أحداً سواي أنا الكائن البشري الوحيد الذي قاوم هكذا جو وخرج إلى الشارع في ضل البروده القاتله...
حينها وسوس لي الشيطان بالتخلص من حياتي وإيقاف أنفاسي التي تخنقني وتجثم على صدري شهيقاً وزفيراً يقطّعان قلبي ألماً وكأنهما زئيراً آه كم أتمنى التخلص من نفسي...
وقفت على سور قصر النيل ساهمه تساورني فكرة الإنتحار مره وأتخلص منها وأبعدها عن مخيلتي المتعبه مراااااااات...
شعرت بيد الضيق تقبض على قلبي وتعتصره بقسوه ودروب الأمل تؤصد أبوابها في وجهي بقووووه
عندها تلفّت حولي من جديد كي أتأكد من خلو الشارع من الماره
<<< بزعم نفسي حتى لايهب أحداً لإنقاذي <<<< يال حماقتــــــــــــــــــي
أردت تنفيذ ماعزمت عليه ووضعت قدمي على طرف السور فإرتفعت قليلاً عن مستوى الأرض من تحتي ودب الخوف في قلبي فبعد قليلاً سيتوقف هذا القلب عن الخفقان بل سيختنق بنبضاته حتى النهايه ودار في بالي جانب مشرق لفكرة الإنتحار أنني لن أتخلص من أنفاسي ونبضات قلبي وحسب بل سأتخلص من الإحساس بالخوف أو الحزن أو الألم والندم...
سأنتهي من كل شيء بحركة واحده ....<<<< بإسقاط نفسي في مياه هذا النهر
ستبتلعني مياه النيل الراكده وتشل حركتي وتكتم أنفاسي...
جلت بنظراتي في أنحاء المكان وكأنها نظرة الوداع للدنيا ومافيها
((وداعاً يادنيا لم أسعد فيها يوماً))
ولكن النظره لم تكن واضحة المعالم فتزاحم الدمع في مقلتي حال دون ذلك...
فنظرت إلى السماء لاأدري مالذي حدث ربما خوفي من عقاب الله إستوقفني للحظه ووقف عائقاً في وجه مآربي إيماني بالله وبالحياه الآخره ردعني فأنزلت القدم التي وضعتها على السور وأنا أتأهب للسقوط نحو الهاويه ومكثت برهه أفكر وسيل الدموع لايكل ولايمل من هول ماكنت مقدمة عليه كدت أسقط أرضاً من صدمة ماأردت فعله لم تعد ركبتاي تقويان على حملي...
تراجعت خطوه لا بل خطوتين إلى الخلف في محاوله للهروب من ضعفي وإنهزامي أمام مشاكلي...
فكرت في حياتي...
ألم تمر بي يوماً لحظات سعيدة ؟؟
هل كانت حياتي على الدوام تعيسه ؟؟
كلنا مرت بنا لحظات مشابهه يتملك اليأس من أفئدتنا إلا أن عدم قنوطنا من واسع الرحمة والمغفره وحسن الظن به يردعنا عن موت الضمير فينا ...
ليست شعارات أو كلمات رنانه أرددها ليزيد عدد الردود أو الزوار أو حتى الإقبال...
بالفعل فصحوة الضمير في ذلك الحين ردتني إلى رشدي...
بعد الخلاص من تلك الأفكار بالإنتحار والتخلص من التعب لملمت أشلاء نفسي الممزقه وإتجهت نحو الشارع وأوقفت تاكسي آخر وأستقليته في رحلة عوده إلى بيتي إلى حضن أهلى ودفء عائلتي...
فمهما كان ماقد حدث فقطار الحياه لايتوقف إلا ليتزود بالوقود لإكمال الرحله ولكنه لايلقي بنفسه في مياه النيل :67:
عزمت الأمر على الإستمرار ومجابهة كل مايعكر صفو حياتي لا بل بالتخلص منه نهائياً
قبل الرحيل .. ألقيت نظره أخيره إلى مياه النيل <<< حبيبتــــي
ركبت التاكسي وأمضيت النصف ساعه في رحلة العوده وأنا أستغفر الله وأعوذ به من شر نفسي وأحمده وأشكره لأنه دائماً معي في قلبي وعقلي وأشعر به وبرحمته متى إحتجت إليها حتى وإن لم أطلبها فالله لايحرمنا عطائه مهما كنا ومهما عصيناه فبرحمته دوماً يتقب إلينا سبحانه وتعالى...
.
.
أعتذر عن الإطاله
ولكن أردت أن أقص عليكم حكاية ربما يعتبر مما جاء فيه البعض...
أحاسيس ومشاعر: يمنيــ ـــ ـــ ـــ ـــه
Bookmarks