أكد فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، أن كلامه عن الحجاب كان رأيا شخصيا ودردشة في حديث ودي مع إحدى الصحف، معبر ا في الوقت ذاته عن احترامه للمحجبات باعتبار أن قرارهن بارتدائه رأي شخصي ولا تشكل آرائه الشخصية حجرا عليهن.
وقال فاروق حسني في تصريحات نشرتها صحف مصرية الأحد 19-11-2006 إن كلامه عن الحجاب "كان رأياً شخصياً، لم يتطرق أبداً إلي كون الحجاب حلالاً أو حراماً أو فريضة أو غير ذلك، فالأمر يرجع في ذلك إلي رجال الدين، مؤكداً أنه علي أتم الاستعداد لطرح الثقة فيه في مجلس الشعب".
وأضاف وزير الثقافة في تصريحات لـ "وكالة أنباء الشرق الأوسط" إن "ا لتصريحات الشخصية ليست حجراً علي المحجبات، فلهن كل الاحترام، لأن ذلك اختيارهن، وأكبر دليل علي ذلك، أن وزارة الثقافة لديها المئات من السيدات العاملات من المحجبات، يمارسن عملهن بكل الحرية والمساواة مع زملائهن، ولا أحد يتعرض لهن بأي سوء".
وأشار الوزير إلي أن تصريحاته هذه لم تكن للنشر، وكانت أشبه ما تكون بدردشة ودية خلال اتصال هاتفي، مؤكداً حزنه لاستغلالها في محاولة لإقحامه لإثارة بلبلة، وإظهارها علي أنها تصريحات علي لسان مسؤول من لا شيء.
وكان فاروق حسني وهو عضو بالحزب الوطني ويشغل منصبه الوزاري منذ ما يزيد عن 15 عاما قد ذكر في تصريحات نشرت الخميس ان مصر لن تتقدم مادام شعبها يستمع الى فتاوى شيوخ "بتلاتة مليم. وقال "نحن عاصرنا امهاتنا وتربينا وتعلمنا على ايديهن عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب..فلماذا نعود للوراء الان".
من جهته، قال المفكر جمال البنا لصحيفة "المصري اليوم" المستقلة الأحد، إن "الحجاب أمر شخصي يخضع لإرادة المرأة، نافياً أن يكون فريضة أو يدخل في عقيدة أو شريعة". وأضاف أن "وزير الثقافة لم يأت بجديد، فخروج المرأة سافرة في مصر، ليس أمراً طارئاً في تاريخ مصر منذ عهد رفاعة الطهطاوي".
وفي المقابل قالت الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ بجامعة الأزهر إن "الإسلام يحترم حرية الرأي، ويعطي لكل فرد الحق كاملاً في التعبير عن رأيه، بشرط ألا يصطدم مع ثوابت الدين". وأكدت أن الحجاب "فرض علي المرأة، لأنه ستر لها، وهو ثابت شرعاً بنصوص قطعية الدلالة"، ودعت إلي إجراء مناظرة علنية مع فاروق حسني للرد عليه بالحجة.
وفي سياق متصل، قالت جماعة الاخوان المسلمين وهي اكبر جماعة معارضة في مصر الجمعة انها تطالب باستقالة وزير الثقافة فاروق حسني بعد ان نسب اليه قوله ان الحجاب "عودة للوراء".
وقال حمدي حسن المتحدث باسم كتلة نواب الاخوان في البرلمان "تقدمنا ببيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء لاقالة هذا الوزير".
وتشهد مصر تصاعدا في التوجه الديني المحافظ منذ التسعينيات وترتدي غالبية النساء المسلمات فيها الان الحجاب.
وقال حسن ان تصريحات الوزير اهانة لشيخ الازهر وللمفتي. وقال "افكار سيادته وتصرفاته الشخصية كثيرة ومثيرة وهذا شأنه وحده يحاسبه ربه عليها اما ان يقرر ان تتبنى وزارة الثقافة هذه التصرفات والمفاهيم فهذا ما نرفضه وبشدة ونتعجب من التمسك به كوزير للثقافة طوال هذه المدة".
وتابع قائلا "اذا لم يعتذر الفنان وزير الثقافة عن هذه الاساءات بتقديم استقالته فليقدموا هم (شيخ الازهر والمفتي) استقالتهم ..فما جدوى مناصب لايساوي شاغليها مهما كان قدرهم ومهما علا علمهم عند الحكومة سوى ثلاثة مليمات".
وفي بيانه حث حسن الوزير على الا يشجع على "ثقافة خلع الملابس". وقال "نهيب بك ان تحتفظ دائما بملابسك وان ترغب وتشجع الناس على ارتداء الملابس لان عدونا الصهيوني والامريكي مصمم على نزعها قطعة قطعة".
Bookmarks