الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد: فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى مَايُسَمَّى حُكُومَةَ الْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّةِ: بِطَلَبِ الْحِمَايَةِ رَسْمِيّاً لِلشَّعْبِ السُّورِيِ مِنْ قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الَّتِي تَقُودُهَا السُّعُودِيَّةُ: فَاِنَّ الْحَدِيثَ الَّذِي يَجْرِي الْآَنَ فِي الْاَوْسَاطِ الْمُوَالِيَةِ لِلنِّظَامِ الْمُجْرِمِ: اَنَّهُ يَتِمُّ تَجْمِيعُهُمْ فِي اِدْلِبَ عَلَى اعْتِبَارِهِمْ اِرْهَابِيِّينَ لِتَتِمَّ تَصْفِيَتُهُمْ لَاحِقاً دَفْعَةً وَاحِدَةً مِنَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْجَوِّ: وَنَعْنِي بِذَلِكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ رَفَضُوا مَايُسَمَّى بِتَسْوِيَةِ اَوْضَاعِهِمْ مَعَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ: وَلِذَلِكَ نَنْصَحُ الشَّعْبَ السُّورِيَّ الْمُعَارِضَ وَبِشِدَّةٍ بِعَدَمِ التَّجَمُّعِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَعَدَمِ وُجُودِ الْكَثَافَةِ السُّكَّانِيَّةِ وَالْعَمَلِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ{لَاتَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ اَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَااُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ اِنِ الْحُكْمُ اِلَّا لِلهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون( بعد ذلك ايها الاخوة: سؤال من احد الاخوة يقول فيه: مَاهُوَ دَلِيلُكُمْ عَلَى عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ هُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[يُوشِكُ اَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ مُتَّكِئاً عَلَى اَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ(اَوْ مَشْرُوعِيَّةٍ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ الصَّلَاةِ قَبْلَ التَّسْلِيمَتَيْنِ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ[اسْتَحْلَلَنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ اَلَا وَاِنَّ مَاحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَهُ اللهُ(اَيْ مَاشَرَعَهُ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْفَرْضِ وَالْمَنْدُوبِ مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا شَرَعَهُ اللهُ(نعم ايها الاخوة: مُنْكِرُ عَذَابِ الْقَبْرِ نَحَا مَنْحىً خَطِيراً جِدّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يَعْتَبِرُ الصَّلَاةَ بَاطِلَةً عِنْدَ جَمِيعِ الْمُصَلِّينَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ وَمُنْذُ بِدَايَةِ الْاِسْلَامِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ حِينَمَا يَقُولُونَ فِي الصَّلَاةِ قَبْلَ التَّسْلِيمَتَيْنِ اَللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَتَّهِمُهُمْ بِالْكَذِبِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ وَيَعْتَبِرُهُمْ بِالنَّتِيجَةِ خَارِجِينَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: نعم ايها الاخوة: فَاِنْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الْمُنْكِرُ لِعَذَابِ الْقَبْرِ جَاهِلاً: وَاِنْ لَمْ يَكُنْ مَعْتُوهاً لَايَعِي مَايَقُولُ: وَاِنْ كَانَ يُؤْمِنُ فِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ بِخُرُوجِ مَنْ يُثْبِتُ عَذَابَ الْقَبْرِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: فَهُوَ(اَيْ هَذَا الْمُنْكِرُ لِعَذَابِ الْقَبْرِ( خَارِجٌ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ بِمَا عَادَ عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الْخُرُوجِ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً فَقَدْ كَفَرَ(اَيْ عَادَ عَلَيْهِ وَرَجَعَ هَذَا الْكُفْرُ الَّذِي اتَّهَمَ بِهِ غَيْرَهُ: نعم ايها الاخوة: فَاِنْ كَانَ هَذَا الْمُنْكِرُ لِعَذَابِ الْقَبْرِ جَاهِلاً مَعْتُوهاً وَلَايَدْرِي مَايَقُولُ: وَيُعَانِي مِنْ ضَبَابِيَّةٍ اَوْ تَشْوِيشٍ فِي تَفْكِيرِهِ: وَلَمْ تَتَّضِحْ لَهُ هَذِهِ الْمَسْاَلَةُ: فَهُوَ كَافِرٌ كُفْراً اَصْغَرَ لَايَخْرُجُ بِسَبَبِهِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام: نعم اخي: وَاَمَّا مَا طَلَبْتَ مِنَ الدَّلِيلِ فِي الْقُرْآَنِ عَلَى اِثْبَاتِ عَذَابِ الْقَبْرِ: فَنَحْنُ نُفَسِّرُ الْقُرْآَنَ بِالْقُرْآَنِ: وَلَانُفَسِّرُ الْقُرْآَنَ بِاَقْوَالِ مَعْتُوهٍ كَالْكَيَّالِي: نعم اخي: اَمَّا الدَّلِيلُ الْاَوَّلُ: فَنَحْنُ نَسْتَاْنِسُ بِهِ بِشِدَّةٍ فِي اِثْبَاتِ عَذَابِ الْقَبْرِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْآَيَةِ 93 مِنْ سُورَةِ الْاَنْعَامِ {وَلَوْ تَرَى اِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو اَيْدِيهِمْ اَخْرِجُوا اَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ(وَلَمْ يَقُلْ{يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ(كَمَا يَحْتَجُّ بِهَا الْكَيَّالِيُّ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا الَّذِي اَرَادَهَا اللهُ لَهُ(بَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ{اَلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُون( وَنَحْنُ اَيْضاً نَسْتَاْنِسُ وَبِشِدَّةٍ فِي اِثْبَاتِ عَذَابِ الْقَبْرِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْاِسْرَاءِ{اِذاً لَاَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ( وَنَحْنُ اَيْضاً نَسْتَاْنِسُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ{لَايَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ اِلَّا الْمَوْتَةَ الْاُولَى(وَنَسْتَاْنِسُ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْكَافِرِينَ{فَاِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَايَمُوتُ فِيهَا وَلَايَحْيَا(نعم ايها الاخوة: اَللهُ تَعَالَى الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ: يَمْتَنُّ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِحِمَايَتِهِمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي الْجَنَّةِ اِلَّا عِنْدَ احْتِضَارِهِمْ فِي الدُّنْيَا يَوْمَ وَفَاتِهِمْ: فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْحِمَايَةُ مِنَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُسْتَمِرَّةٍ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ: فَلَا مَحَلَّ لِهَذِهِ الْمِنَّةِ مِنَ الْاِعْرَابِ: وَاللهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ مِنَّةٍ مُنْقَطِعَةٍ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ وَغَيْرِ دَائِمَةٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ الْجَنَّةِ{اُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا(وَهِيَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ فِي الْقَبْرِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ{وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(وَهِيَ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ فِي الْقَبْرِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ( وَنَحْنُ لَانَفْهَمُ مَعْنَىً لِهَذِهِ الْعُقْبَى اِلَّا اَنْ تَكُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُبَاشَرَةً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ صَاحِبِ سُورَةِ يَاسِينْ{اِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُون(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ هُنَا فَقَتَلُوهُ فَمَاتَ وَخَرَجَتْ رُوحُهُ الطَّاهِرَةُ: بَلْ اَسْرَعَ فَوْراً اِلَى الْجَنَّةِ الَّتِي تَشْتَاقُ لَهُ وَلِاَمْثَالِهِ قَائِلاً{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ(فِي رَوْضَةٍ مِنْهَا فِي قَبْرِكَ{قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين(وَاَمَّا اَنْ نَحْصُرَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فِي الشُّهَدَاءِ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: فَهَذَا تَقْيِيدٌ لِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِنَّ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ عَذَابَ الْقَبْرِ: يُؤَدِّي بِهِمْ اِنْكَارُهُمْ لِمَا اَثْبَتَهُ رَسُولُ اللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ اِلَى تَكْذِيبِهِ وَاِلَى تَكْذِيبِ الْمُرْسَلِينَ وَلَوْ كَذَّبُوهُ فِي هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ فَقَطْ مِنْ كَلَامِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَذّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ(وَلَمْ يُكَذِّبُوا اِلَّا مُرْسَلاً وَاحِداً وَهُوَ هُودٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَلَكِنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي مِيزَانِ اللهِ كَذَّبُوا جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ بِتَكْذِيبِهِمْ مُرْسَلاً وَاحِداً فَقَطْ وَالْآَيَةُ تَشْهَدُ عَلَى مَانَقُولُ؟ لِاَنَّ دِينَنَا الْاِسْلَامِيَّ غَالِباً لَايَقْبَلُ التَّرْقِيعَ وَلَا اَنْصَافَ الْحُلُولِ: فَاِمَّا اَنْ نُؤْمِنَ بِجَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ: اَوْ نَكْفُرَ بِتَكْذِيبِنَا لِمُرْسَلٍ وَاحِدٍ فَقَطْ وَلَوْ صَدَّقْنَا جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ فِيمَا يَقُولُون: وَاِمَّا اَنْ نُؤْمِنَ بِمَا ثَبَتَ مِنْ كَلَامِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً وَمِنْهُ عَذَابُ الْقَبْرِ: اَوْ نُكَذِّبَ بِجَمِيعِ كَلَامِهِ بِتَكْذِيبِنَا لِحَدِيثٍ وَاحِدٍ مِمَّا قَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَلَوْصَدَّقْنَاهُ فِي جَمِيعِ مَاقَالَهُ وَلَمْ نُصَدِّقْ هَذَا الْحَدِيثَ وَلَايُوجَدُ حَلٌّ وَسَطٌ اِلَّا اَنْ نُبَيِّنَ لِلْجَاهِلِ الْمَعْذُورِ الْمُصَابِ بِضَبَابِيَّةٍ وَتَشْوِيشٍ فِي تَفْكِيرِهِ: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيْضاً اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَاِنَّ الّذِينَ يُنْكِرُونَ عَذَابَ الْقَبْرِ{اَللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اِنْكَارَهُمْ لِعَذَابِ الْقَبْرِ وَاسْتِهْزَاءَهُمْ بِهِ: يُؤَدِّي اِلَى اِنْكَارِهِمْ لِمَخْلُوقَاتٍ غَيْبِيَّةٍ خَلَقَهَا اللهُ وَهِيَ الْمَلَائِكَةُ: وَلِذَلِكَ جَاءَ الْجَزَاءُ عَلَيْهِمْ فِي قُبُورِهِمْ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهِمْ: فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الْقَبْرِ بِاسْمِ مَايُنْكِرُونَ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ: فَسَمَّى اللهُ مَلَكَيْنِ بِاسْمِ مَايُنْكِرُونَهُ وَهُمَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: وَسُبْحَانَ اللهِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: فَاِنَّ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ عَذَابَ الْقَبْرِ: يُوهِمُونَ النَّاسَ بِرَاحَةٍ طَوِيلَةِ الْاَمَدِ مِنَ الْعَذَابِ فِي قُبُورِهِمْ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ: فَيَحْرِمُونَهُمْ مِنَ الْخُشُوعِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَمْ يَاْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا اَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَانَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَايَكُونُوا كَالَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْاَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون( نعم ايها الاخوة: ظَلَّتِ الْكَنِيسَةُ فَتْرَةً طَوِيلَةً تُخْفِي عَنِ النَّاسِ وُجُودَ جَهَنَّمَ بِحُجَّةِ اَنَّهَا لَاتُرِيدُ اِخَافَةَ النَّاسِ اِلَى اَنْ وَجَدَتْ نَفْسَهَا اَخِيراً مُضْطَّرَّةً اِلَى الِاعْتِرَافِ بِحَقِيقَةِ جَهَنَّمَ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَكَذَلِكَ هَذِهِ الشَّيْبَةُ الضَّالَّةُ الْكَيَّالِيَّةُ الْفِيزْيَائِيَّةُ قَبَّحَهَا الله: مَاذَا اسْتَفَادَتْ مِنْ تَحْصِيلِهَا الْعِلْمِيِّ لِلْفِيزْيَاءِ بِاَعْلَى دَرَجَةٍ بَعْدَ الدِّرَاسَةِ وَالتَّعَبِ وَسَهَرِ اللَّيَالِي الْمُضْنِي: هَلْ جَعَلَتْهَا هَذِهِ الْفِيزْيَاءُ تَصِلُ اِلَى رَاْسِ الْحِكْمَةِ وَهِيَ مَخَافَةُ اللهِ: اَمْ جَعَلَتْهَا حَرِيصَةً عَلَى عَدَمِ اِخَافَةِ النَّاسِ مِنَ اللهِ وَمِنْ عَذَابِهِ فِي الْقَبْرِ وَهِيَ تُدْرِكُ جَيِّداً قَوْلَهُ تَعَالَى فِي اَحْيَاءٍ لَمْ يَكُونُوا مَقْبُورِينَ بَعْدُ وَلَمْ يَكُونُوا مِنَ الْكَافِرِينَ الْمُعَذَّبِينَ بَلْ كَانُوا{فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدَىً{لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَمِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً(وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ اللهُ فِي حَقِّ الْفِتْيَةِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ زَادَهُمْ هُدَىً وَحَمَاهُمْ مِنَ التَّعْذِيبِ فِي الدُّنْيَا وَالْقَبْرِ وَالْآَخِرَةِ{لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً( نعم ايها الاخوة: اَللهُ تَعَالَى يُرِيدُ اَنْ يُخِيفَ النَّاسَ وَيُخِيفَ رَسُولَهُ مِنْ فِتْيَةٍ مُؤْمِنِينَ فِي كَهْفِهِمُ الَّذِي اَصْبَحَ قَبْراً لَهُمْ: وَالْكَيَّالِي لَايُرِيدُ اَنْ يُخِيفَ النَّاسَ مِنَ الْكَافِرِينَ الْمُعَذَّبِينَ اَنْ يَلْقَوْا مَصِيرَهُمْ: بَلْ يُطَمْئِنُ الْكَافِرِينَ قَبْلَ الْمُؤْمِنِينَ اِلَى عَدَمِ وُجُودِ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ: وَنَقُولُ لِلْكَيَّالِي: وَنَقُولُ لِمَنْ يَضْحَكُ عَلَيْهِمْ الْكَيَّالِي وَيَسْتَخِفُّ بِعُقُولِهِمْ: نَعَمْ سَنَتَّفِقُ مَعَكُمْ جَدَلاً فِي عَدَمِ وُجُودِ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ: لَكِنْ مَاذَا يَنْفَعُنَا وَيَنْفَعُكُمْ هَذَا اَيُّهَا الْمُغَفَّلُونَ حِينَمَا تَقْرَؤُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَالَبِثُوا(فِي قُبُورِهِمْ{غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ{كَاَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا(فِي قُبُورِهِمْ {اِلَّا عَشِيَّةً اَوْ ضُحَاهَا(بعد ذلك ايها الاخوة: سؤال من احد الاخوة يقول فيه: مَارَاْيُكُمْ بِهَذَا الْاُسْلُوبِ الْهُجُومِيِّ الَّذِي يَعْتَمِدُهُ بَعْضُ الْمَشَايِخِ وَالدُّعَاةِ اِلَى اللهِ فِي دَعْوَتِهِمْ مِنْ اَمْثَالِ الشَّيْخِ الْكِشْكِ رَحِمَهُ اللهُ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: دِينُنُا الْاِسْلَامِيُّ غَالِباً هُوَ دِينُ الْعَاصِفَةِ الَّتِي يَعْقُبُهَا الْهُدُوءُ: وَلَيْسَ دِينَ الْهُدُوءِ الَّذِي يَعْقُبُهُ الْعَاصِفَةُ: وَلَيْسَ دِينَ الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ عَلَى اَنْغَامِ اُمِّ كُلْثُومَ وَهَيْفَاءَ وَهْبِي وَنَانْسِي عَجْرَمْ وَاَلِيسَّا وَ الْعَنْدَلِيبِ الْاَسْمَرِ وَالْعَنْدَلِيبِ الْاَصْفَرِ اِلَى مَاهُنَالِكَ: وَهَذِهِ الدَّعْوَةُ بِهَذَا الْاُسْلُوبِ الْهُجُومِيِّ الَّذِي ذَكَرْتَ اَخِي: يُؤَيِّدُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ(وَهَذِهِ هِيَ الْعَاصِفَةُ بِهَذَا الْاُسْلُوبِ الْهُجُومِيِّ{ثُمَّ تَلِينُ قُلُوبُهُمْ وَجُلُودُهُمْ اِلَى ذِكْرِ اللهِ(وَهَذَا هُوَ الْهُدُوءُ الَّذِي اَتَى بَعْدَ الْعَاصِفَةِ الْهُجُومِيَّةِ الَّتِي جَعَلَتْكَ تَصْحُو مِنْ غَفْلَتِكَ بَعْدَ اَنْ تَصَارَعْتَ مَعَ الْاَمْوَاجِ الْهُجُومِيَّةِ الْمُتَلَاطِمَةِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ كَالْجِبَالِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ نَافِعَةٌ بِفَضْلِ الَّذِي خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ لِاَنَّهَا جَعَلَتْكَ تَدْعُو اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ مُوصِلَةً اِيَّاكَ اِلَى بَرِّ الْاَمَانِ: وَهَذَا اَيْضاً هُوَ حَالُ الدَّاعِيَةِ اِلَى اللهِ مَهْمَا كَانَ هُجُومِيّاً فِي دَعْوَتِهِ بِشَرْطِ اَنْ يَقُولَ الْحَقَّ الَّذِي يَهْدِي اِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ بِاِذْنِهِ سُبْحَانَهُ: نعم ايها الاخوة: وَمَعَ ذَلِكَ نَحْنُ لَانُؤَيِّدُ الدَّعْوَةَ الْهُجُومِيَّةَ اَنْ تَكُونَ عَامَّةً عَلَى جَمِيعِ الْمَشَايِخِ: بَلْ لَابُدَّ اَنْ تَكُونَ الدَّعْوَةُ هَادِئَةً عِنْدَ طَائِفَةٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الدُّعَاةِ وَ تَسْتَجْدِي خَوَاطِرَ النَّاسِ بِمَا يُرْضِي الَّذِي خَلَقَهَا سُبْحَانَهُ وَغَيْرَ مَائِعَةٍ وَلَامُتَسَيِّبَةٍ كَمَا نَجِدُهَا كَذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِ الْمَشَايِخِ وَالدُّعَاةِ الْمُخْلِصِينَ مِنْ اَمْثَالِ النَّابْلُسِيِّ وَالْعُرِيفِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الدُّعَاةِ؟ لِاَنَّنَا اَحْيَاناً نَحْتَاجُ وَبِشِدَّةٍ اِلَى الْهُدُوءِ الَّذِي يَعْقُبُهُ الْعَاصِفَةُ الَّتِي تَجْعَلُنَا نَصْحُو مِنْ غَفْلَتِنَا: وَبَعْضُ النَّاسِ لَاتَكْفِيهِمْ عَاصِفَةٌ وَاحِدَةٌ بَلْ يَحْتَاجُونَ اِلَى عَوَاصِفَ هَائِلَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ مِنَ الدَّعْوَةِ اِلَى اللهِ تَذْهَبُ بِهِمْ فِي اتِّجَاهٍ مَلَائِكِيٍّ عَكْسِيٍّ لِتُقَاوِمَ اتِّجَاهاً آَخَرَ فِكْرِيّاً اِبَاحِيّاً مَشْؤُوماً تَحْتَ شِعَارٍ بَرَّاقٍ خَادِعٍ كَاذِبٍ مُنَافِقٍ حَقِيرٍ مِمَّا يُسَمُّونَهُ حُرِّيَّةً شَخْصِيَّةً يَجْعَلُ النَّاسَ يَضِيعُونَ فِي مَتَاهَاتِ هَذَا الْكَوْنِ اللَّامُتَنَاهِي لِاَنَّهُمْ تَاهُوا عَنْ خَالِقِهِمْ وَضَوَابِطِهِ الْاِسْلَامِيَّةِ الشَّرْعِيَّةِ: يَرْاَسُهُ شَيَاطِينُ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ تُزْعِجُهُمْ وَتَؤُزُّهُمْ اَزّاً دَافِعَةً اِيَّاهُمْ رَغْماً عَنْهُمْ اِلَى الْمَعَاصِي الَّتِي تُهْلِكُهُمْ : بعد ذلك ايها الاخوة: شكوى من احد الاخوة يقول فيها: فِي مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ السُّورِيَّةِ: كَانَ اِمَامُ الْمَسْجِدِ يَتَحَدَّثُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ فَتَبَيَّنُوا(فَقُلْتُ لَهُ اَمَامَ الْحَاضِرِينَ: هَلْ مَعْنَى هَذِهِ الْآَيَةِ اَنَّ الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِماً كَانَا فَاسِقَيْنِ قَبْلَ اَنْ تُجْمِعَ الْاُمَّةُ عَلَى صِدْقِهِمَا: فَقَامَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَقْعُدْ: وَاتَّهَمَنِي الْحَاضِرُونَ بِالتَّشَيُّعِ وَمُحَاوَلَةِ اِرْضَاءِ الشِّيعَةِ الْاِمَامِيَّةِ وَالْبَاطِنِيَّةِ بِهَذَا الطَّرْحِ لِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الْاَسْئِلَةِ: وَقَدَحُوا وَشَكَّكُوا فِي اِيمَانِي: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: سُبْحَانَ الله: مُؤْمِنُ آَلِ فِرْعَوْنَ اَمَامَ الْحَاضِرِينَ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ الْمُتَشَيِّعِينَ لِفِرْعَوْنَ يَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ: لَمْ يَتَّهِمْهُ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ وَلَاخَالِقُهُمْ وَلَااَحَدٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ بِالتَّشَيُّعِ لِآَلِ فِرْعَوْنَ حِينَمَا دَعَا آَلَ فِرْعَوْنَ اِلَى اَلَّا يُحْسِنُوا الظَّنَّ بِمُوسَى مُطْلَقاً اَوْ تَمَاماً بَلْ دَعَاهُمْ اِلَى اَنْ يَضَعُوهُ عَلَى الْمِحَكِّ: فَقَالَ فِي سُورَةٍ جَعَلَهَا اللهُ بِاسْمِهِ خَالِدَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ وَلَمْ يَقْدَحْ فِيهَا سُبْحَانَهُ بِاِيمَانِهِ قِيدَ اَنْمُلَةٍ: بَلْ اَثْبَتَ لَهُ الْاِيمَانَ فِي سُورَةٍ وَحِيدَةٍ بِهَذَا الِاسْمِ فِي الْقُرْآَنِ وَهِيَ سُورَةُ الْمُؤْمِنِ وَتُسَمَّى اَيْضاً سُورَةَ غَافِر: نَعَمْ اَيُّهَا الْوَهَّابِيَّةُ: يَامَنْ تُقِيمُونَ الدُّنْيَا وَلَاتُقْعِدُونَهَا عَلَى الشِّيعِيِ الْجَاهِلِ وَعَلَى غَيْرِ الْمُسْلِمِ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَخْرُجَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ عَلَى اَيْدِيكُمْ: اِسْتَمِعُوا مَاذَا قَالَ مُؤْمِنُ آَلِ فِرْعَوْنَ لِفِرْعَوْنَ وَحَاشِيَتِهِ عَنْ مُوسَى: نَعَمْ نَظِّفُوا آَذَانَكُمْ جَيِّداً: وَاسْتَمِعُوا بِوُضُوحٍ: فَنَحْنُ لَانَقُولُ مَاذَا قَالَ عَنِ الْبُخَارِي وَمُسْلِمٍ: بَلْ نَقُولُ مَاذَا قَالَ عَنْ مُوسَى كَلِيمِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: نَعَمْ قَالَ{فَاِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَاِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ(نَعَمْ يَفْتَرِضُ الْكَذِبَ عَلَى نَبِيٍّ لَمْ يَبْلُغِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِعْشَارَ مَابَلَغَ مِنَ الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللهِ: نَعَمْ هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي يَجِدُهُ رَسُولُ اللهِ عِنْدَ الْبَعْثِ حَيّاً يُرْزَقُ وَلَمْ يَتَاَثَّرْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْاَرْضِ اِلَّا مَنْ شَاءَ الله(فَلَايَدْرِي رَسُولُ اللهِ هَلْ تَاَثَّرَ بِالصَّعْقِ وَمَاتَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ قَبْلَ رَسُولِ اللهِ عِنْدَ النَّفْخَةِ الْاُخْرَى: اَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ وَلَمْ يَتَاَثَّرْ بِالنَّفْخَةِ الْاُولَى وَصَعْقِهَا وَلَمْ يَجْمَعْ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ صَعْقَتَيْنِ فِي زَمَنِ الطُّورِ الْمَاضِي وَفِي زَمَنِ النَّفْخَةِ الْاُولَى الْمُسْتَقْبَلِيِّ الَّذِي لَايَعْلَمُ مَتَى هُوَ اِلَّا اللهُ: فَاِذَا كَانَ الْحَالُ كَذَلِكَ عَلَى مُؤْمِنٍ وَاعٍ قَدَحَ فِي صِدْقِ مُوسَى اَمَامَ قَوْمِهِ جَدَلاً لَاحَقِيقَةً: وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَقْدَحْ سُبْحَانَهُ فِي اِيمَانِهِ جَدَلاً وَلَا حَقِيقَةً: بَلْ سَمَّى سُورَةً مِنَ الْقُرْآَنِ بِاسْمِهِ: فَكَيْفَ بِكُمْ بِجَاهِلٍ لَايَفْقَهُ مِنَ الْاِسْلَامِ شَيْئاً حِينَمَا يَقْدَحُ فِي صِدْقِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ لَاجَدَلاً وَلَاحَقِيقَةً: وَاِنَّمَا حَيْرَانَ مُتَسَائِلاً عَمَّا اَشْكَلَ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاٍ فَتَبَيَّنُوا(قَائِلاً اِنْ لَمْ يَكُنِ الْبُخَارِيُّ فَاسِقاً: فَلِمَاذَا تَبَيَّنَ عُلَمَاءُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مَانَقَلَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ:نعم ايها الاخوة: مَتَى سَنَتَخَلَّصُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْاَمْرَاضِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ: نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّكَ اَخْطَاْتَ اَخِي بِهَذَا الطَّرْحِ لِاَنَّهُ جَاءَ مُتَاَخِّراً بَعْدَ اِجْمَاعِ الْاُمَّةِ عَلَى اَنَّ اَصَحَّ الْكُتُبِ بَعْدَ الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ هِيَ كُتُبُ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّكَ رُبَّمَا تَجَاهَلْتَ عَامِداً اَوْ نَاسِياً اَوْ جَاهِلاً تَمَاماً بِجَهْلِ الْمَعْذُورِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ(يُنَازِعُ وَيُخَاصِمُ الرَّسُولَ وَيُرِيدُ اَنْ يَتَنَصَّلَ وَيَتَهَرَّبَ مِنْ مَسْؤُولِيَّاتِهِ الَّتِي فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْهِ فِي طَاعَةِ الرَّسُولِ بِحُجَّةِ اَنَّ مَنْ نَقَلُوا عَنْهُ كَالْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ لَيْسُوا بِثِقَاتٍ وَلَاعُدُولٍ مُخَالِفاً لِاِجْمَاعِ الْاُمَّةِ عَلَى تَعْدِيلِهِمْ وَالثِّقَةِ بِهِمْ وَاَنَّ الْعَدْلَ فِيمَا نَقَلُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمُتَّهِماً اِيَّاهُمْ بِالْجَهَالَةِ اَوْ سُوءِ الْحِفْظِ اَوِ التَّعَمُّدِ فِي الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللهِ{مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى(مِنْ عُلَمَاءِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فِي الثِّقَةِ بِهِمْ{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ(وَهُمْ عُلَمَاءُ الْحَدِيثِ وَالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ الَّذِينَ اتَّفَقُوا عَلَى قَبُولِ مَنْقُولَاتِهِمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ قَوْلٍ نَبَوِيٍّ اَوْ فِعْلٍ اَوْ تَقْرِير{نُوَلِّهِ مَاتَوَلَّى(مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ الْمُعَانِدِينَ الَّذِينَ لَايَحْكُمُونَ بِالْعَدْلِ وَالْاِنْصَافِ عَلَى مَانُقِلَ عَنْ رَسُولِ اللهِ بَلْ يَقْدَحُونَ اَيْضاً بِمَنْ نَقَلَ عَنْ رَسُولِ اللهِ{وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرَا(نعم ايها الاخوة: لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ عَلَيْنَا اَنْ نُحْسِنَ الظَّنَّ بِبَعْضِنَا مَهْمَا اَخْطَاْنَا فِي اُطْرُوحَاتِنَا: فَرُبَّمَا نَكُونُ جَاهِلِينَ فِيمَا نَطْرَحُ مِنْ هَذِهِ النَّوْعِيَّةِ مِنَ الْاَسْئِلَةِ الْمُحْرِجَةِ وَالْمُجْحِفَةِ بِحَقِّ الْكِبَارِ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ اَمْثَالِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: وَاَمَّا اَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ مَا لِيَتَحَدَّثَ بِوَقَاحَةٍ رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُهَا عَنِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ مُتْسَائِلاً حِينَمَا اَمَرَ اللهُ بِالتَّبَيُّنِ وَالتَّثَبُّتِ مِنَ الْفَاسِقِينَ: لِمَاذَا فَعَلَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ مَعَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِمَا هَلْ كَانَا فَاسِقَيْنِ: نعم ايها الاخوة: سُؤَالٌ مَنْطِقِيٌّ وَوَجِيهٌ وَفِي مَحَلِّهِ اِنْ كَانَ مِنْ اِنْسَانٍ جَاهِلٍ يُرِيدُ اَنْ يَخْرُجَ مِنْ ظُلُمَاتِ الطَّاعِنِينَ عَلَى اَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ وَتَابِعِيهِمْ وَاَتْبَاعِ تَابِعِيهِمْ اِلَى نُورِ الْاِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ لِيَتَخَلَّصَ مِنَ السُّمُومِ الْفِكْرِيَّةِ الْمُنْحَرِفَةِ الشَّيْطَانِيَّةِ الَّتِي حَشَوْا بِهَا دِمَاغَهُ الَّذِي يَحْتَاجُ اِلَى غَسِيلٍ فِكْرِيٍّ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ لِيُثْلِجَ صَدْرَهُ بِالتُّرْيَاقِ الْعِلْمِيِّ الشَّرْعِيِّ الشَّافِي: نعم ايها الاخوة: بَشَرٌ مِثْلُنَا عَلَى مُسْتَوَى رَسُولٍ يُوحَى اِلَيْهِ يُطَالِبُهُ النَّاسُ بِدَلِيلٍ عَلَى صِدْقِ رِسَالَتِهِ فَيَاْتِي لَهُمْ بِدَلِيلٍ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَايَاْتُونَ بِمِثْلِهِ(فَاْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ(فَاْتُوا بِسُورَةٍ(وَاحِدَةٍ فَقَطْ{مِنْ مِثْلِهِ(مِنْ مِثْلِ سُوَرِهِ( فَكَيْفَ لَايُطَالَبُ بَشَرٌ مِثْلُنَا لَايُوحَى اِلَيْهِ بِدَلِيلٍ عَلَى صِدْقِ مَانَقَلَ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ صَحِيحِ الْحَدِيثِ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فَجَاءَ الدَّلِيلُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[لَاتَجْتَمِعُ اُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ(وَقَدْ اَجْمَعَتِ الْاُمَّةِ عَلَى صِدْقِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ فِيمَا نَقَلَا عَنْ رَسُولِ اللهِ: فَكَانَ الْهُدَى فِيمَا نَقَلَا حَاصِلاً مِنْ اِجْمَاعِ الْاُمَّةِ الَّتِي لَاتَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فِي تَعْدِيلِهِمْ وَالثِّقَةِ بِهِمْ وَتَصْدِيقِهِمْ:وَهَذَا مَاكَانَ غَائِباً عَنْ بَالِ هَذَا السَّائِلِ الْمِسْكِينِ الْمُتَخَبِّطِ الَّذِي يَبْحَثُ عَمَّنْ يُنِيرُ لَهُ دَرْبَهُ وَطَرِيقَهُ بِهَذَا الْجَوَابِ الَّذِي قُلْنَاهُ: وَالَّذِي هُوَ مِنَ الصُّعُوبَةِ بِمَكَانٍ اَنْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِهِ: فَاَقَمْنَا الدُّنْيَا وَلَمْ نُقْعِدْهَا ضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى{وَاَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ(جَزَاءً وِفَاقاً عَلَى هُدَى اللهِ لَكَ وَاِنْقَاذِهِ لَكَ مِنَ الضَّلَالَةِ( فَنَهَرْنَاهُ مُتَكَبِّرِينَ مُتَعَجْرِفِينَ عَلَيْهِ وَعَلَى اَمْثَالِهِ بِسَبَبِ سُؤَالٍ جَاهِلٍ بَسِيطٍ: فَكَيْفَ لَوْ اَشْكَلَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى{لَمْ يُولَدْ{هُوَ الْاَوَّلُ(ثُمَّ سَاَلَنَا: مَنْ خَلَقَ اللهَ: هَلْ سَنَعْتَبِرُهُ مُكَذِّباً بِسُورَةِ الْاِخْلَاصِ الصَّمَدِيَّةِ الَّتِي تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآَنِ: اَمْ نَقُولُ لَهُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ لِاَمْثَالِهِ مِنْ قَبْلُ: هَذَا صَرِيحُ الْاِيمَانِ: فَاِلَى اَيْنَ اَنْتُمْ ذَاهِبُون: ونترك القلم الآن لمشايخنا الموالين قائلين: يَقُولُ السَّائِلُ اَنَّهُ يَقْرَاُ كَثِيراً عَنْ فَوَائِدِ الْكَمُّونِ وَالْيَانْسُونِ وَالْبَابُونِجِ وَالزُّهُورَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْاَعْشَابِ وَيَشْرَبُ كَمِّيَّةً كَبِيرَةً مِنْهَا وَلَاتُجْدِي مَعَهُ نَفْعاً: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهَا تُعْطِي مَفْعُولاً عَكْسِيّاً بِكَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةٍ: وَرُبَّمَا تَضُرُّكَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ: وَيَكْفِيكَ اَخِي كَاْسٌ وَاحِدَةٌ مِنْ نَوْعٍ وَاحِدٍ يَوْمِيّاً: وَرُبَّمَا تَنْفَعُكَ عَلَى الرِّيقِ: وَرُبَّمَا تَضُرُّكَ: فَالْكُولُونُ وَالْمَعِدَةُ وَالْاَمْعَاءُ يُصَابُونَ بِضَعْفٍ كَبِيرٍ وَشَيْخُوخَةٍ: وَلَاتَعُودُ الْمَعِدَةُ وَالْكُولُونُ وَالْاَمْعَاءُ قَادِرَةً عَلَى الْهَضْمِ بِنَفْسِ الْقُوَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ بِهَا فِي فَتْرَةِ الشَّبَابِ: وَلَاتَتَقَبَّلُ كُلَّ مَايُلْقَى اِلَيْهَا مِنْ طَعَامٍ اَوْ شَرَابٍ: وَ رُبَّمَا تَتَاَثَّرُ الْمَعِدَةُ وَالْكُولُونُ وَالْاَمْعَاءُ مِنَ الْمُرِّ اَوْ مِنَ الْحُلْوِ اَوْ مِنَ الْحَامِضِ اَوْ مِنَ الْمَالِحِ: وَرُبَّمَا يَتَاَثَّرُ الْجِهَازُ الْبَوْلِيُّ اَيْضاً وَيُصْبِحُ تَصْرِيفُ الْبَوْلِ ضَعِيفاً جِدّاً: وَرُبَّمَا يَرْتَفِعُ ضَغْطُكَ بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلِّهِ اَوْ يَنْزِلُ: وَخَاصَّةً عِنْدَ كِبَارِ السِّنِّ: وَلِذَلِكَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى خِبْرَةٍ عَالِيَةٍ جِدّاً فِي الطِّبِّ الْبَدِيلِ تَتَنَاسَبُ مَعَ كَافَّةِ الْاَعْمَارِ لِكُلِّ اِنْسَانٍ: وَتَتَنَاسَبُ مَعَ جِسْمٍ مَرِيضٍ يُعَانِي مِنْ اَمْرَاضٍ شَتَّى فِي اَعْضَاءٍ شَتَّى مُخْتَلِفَةٍ: وَتَتَنَاسَبُ اَيْضاً مَعَ الْكَمِّيَّةِ الْمَحْدُودَةِ الَّتِي يَجِبُ اَنْ يَتَنَاوَلَهَا كُلُّ اِنْسَانٍ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ النَّافِعِ اَوِ الطَّعَامِ: كَالْحُبُوبِ الدَّوَائِيَّةِ الَّتِي لَايُنَاسِبُكَ اَخِي اِلَّا اَنْ تَتَنَاوَلَهَا بِانْتِظَامٍ حَبَّةً حَبَّةً كُلَّ ثَمَانِي سَاعَاتٍ: وَهَذَا هُوَ حَالُ الطَّعَامِ النَّافِعِ وَالشَّرَابِ النَّافِعِ اَيْضاً فِي الطِّبِّ الْبَدِيلِ: وَصَدَقَ اللهُ تَعَالَى اِذْ يَقُولُ{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَاتُسْرِفُوا اِنَّهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِين(لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَمَايَنْفَعُهُ وَمَايَضُرُّهُ وَيَعْلَمُ سُبْحَانَهُ الَّذِي{جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً(اَنَّ مَنْ خَلَقَ مِنَ النَّاسِ تَضْعُفُ قُوَاهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ: فَيَجِبُ عَلَيْهِمْ اَنْ يَنْتَبِهُوا اِلَى طَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ جَيِّداً: وَلَا يَاْكُلُوا وَلَايَشْرَبُوا اِلَّا بِحَذَرٍ وَدُونَ اِسْرَافٍ وَلَامَخِيلَةٍ: نعم ايها الاخوة: وَاِخْوَانُنَا فِي الْبَادِيَةِ: يَعْلَمُونَ بِالْفِطْرَةِ مَضَارَّ الْقَهْوَةِ: وَلِذَلِكَ لَايَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا اِلَّا كَمِّيَّةً قَلِيلَةً جِدّاً كُلَّمَا عَنَّتْ اَوْ خَطَرَتْ عَلَى بَالِهِمْ وَاشْتَهَوْا شُرْبَهَا: وَقَدْ بَعَثَ اِلَيْنَا اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِالرِّسَالَةِ التَّالِيَةِ قَائِلاً: اَشْعُرُ بِالْقَرَفِ وَالِاشْمِئْزَازِ حِينَمَا اَكُونُ جَالِساً مَعَ الْبَدْوِ وَيَشْرَبُونَ مِنْ كَاْسٍ اَوْ فِنْجَانٍ وَاحِدٍ مِنَ الْقَهْوَةِ يَتَنَاقَلُونَهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ اِلَى اَنْ يَاْتِيَ الدَّوْرُ عَلَيَّ: فَاَرْفُضُ اَنْ اَشْرَبَ مَعَهُمْ مِنْ نَفْسِ الْفِنْجَانِ: وَاَشْعُرُ بِالْاِحْرَاجِ: فَيَاْتُونَ بِفِنْجَانٍ آَخَرَ: فَيَصُبُّونَ لِي شَيْئاً مِنَ الْقَهْوَةِ وَاَشْرَبُ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ اِخْوَانَنَا مِنَ الْبَدْوِ: يُؤْمِنُونَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لَايَخُونُهُمْ وَلَوْ خَانَتْهُمْ صِحَّتُهُمْ وَانْتَقَلَتِ الْعَدْوَى اِلَيْهِمْ: وَاَنْعِمْ بِهِ مِنْ اِيمَانٍ حِينَمَا يَكُونُ اِيمَانُهُمْ كَاِيمَانِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا قَالَ: لَوْ رَاَيْتُ الْجَنَّةَ بِعَيْنَيَّ فَاِنِّي لَااُصَدِّقُ عَيْنَيَّ لِاَنَّهُمَا قَدْ تَخُونَانِنِي: وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ الَّذِي اَخْبَرَنِي عَنِ الْجَنَّةِ وَلَمْ يُرِنِي اِيَّاهَا لَايَخُونُنِي: وَلِذَلِكَ لَااُصَدِّقُ عَيْنَيَّ وَاُصَدِّقُ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: نعم ايها الاخوة: وَاِخْوَانُنَا مِنَ الْبَدْوِ يُؤْمِنُونَ اِيمَاناً لَوْ وُزِّعَ عَلَى اَهْلِ الْيَمَنِ لَوَسِعَهُمْ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[سُؤْرُ الْمُؤْمِنِ(رِيقُهُ(شِفَاء[وَلِذَلِكَ يَشْرَبُونَ الْقَهْوَةَ مِنْ فِنْجَانٍ اَوْ كَاْسٍ وَاحِدٍ مَهْمَا كَانَ عَدَدُهُمْ كَبِيراً: وَاللهُ تَعَالَى اَيْضاً يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ : خَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ اَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ: فَكَيْفَ لَايَكُونُ فِيهِ شِفَاءٌ: بعد ذلك ايها الاخوة: سؤال يقول:
Bookmarks