المهم لقاء الأشقاء !!
---------------------
كما هي قناعتنا في اليمن ، لا تختلف قناعة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق أن الهدف الأسمى من الدورات الرياضية لكأس الخليج لكرة القدم، والتي تستضيف اليمن هذه الأيام نسختها العشرين، هو تعزيز الروابط والأواصر الأخوية بين الأشقاء وتقوية التواصل بين شعوب وشباب الدول المشاركة في هذه البطولة، وتمتين جسور المحبة، بغضَّ النظر عمن يفوز ومن يخسر في المباريات الرياضية، ومن يصل إلى منصات التتويج ويفوز بالكأس، لأن الفائز والخاسر في النهاية رابحون وفائزون بلقائهم واقترابهم من بعضهم البعض، وانصهارهم تحت مظلة القواسم المشتركة التي تجمع بينهم، والتي لا يمكن اختزالها في أمومة الجغرافيا والإرث الحضاري الواحد، ورابطة الدين واللغة، بل أنها تمتد إلى وشائج القربى والرحم والدم والمصير الواحد.
وهذا يعني أن المهم في بطولة خليجي 20التي تحتضن فعالياتها محافظتا عدن وأبين، ليس تعدد المغانم من النقاط والأهداف، أو الحظوة بكأس البطولة وإنما الأهم من ذلك هو لقاء الأشقاء وتشابك أيديهم مع بعضهم البعض وتعارفهم، وتلك هي الغاية السامية والمثلى التي شكلت محور ارتكاز لنا في اليمن - قيادة وحكومة وشعباً، وهي الغاية التي عملنا من أجلها منذ اللحظة الأولى لعملية الإعداد والتجهيز والتهيئة لاستضافة فعاليات خليجي 20.
حيث انصب الاهتمام على نجاح استضافة اليمن لهذه الدورة من خلال تهيئة المناخات المناسبة للقاء الأشقاء على أرض اليمن السعيدة. وبالفعل فقد أصبنا الهدف وحققنا الغاية التي كنا نتطلع إليها، حيث فرنا المناخ الملائم والمناسب لكي تكون فعاليات خليجي 20 ملتقى للمحبة في بلد المحبة والأمن والأمان، فكانت عدن بحق حديقة غناء تعبق بكل أنواع الزهور الجميلة يتوزع الجميع شذاها وأريجها الفوّاح ويلتقون تحت ظلالها الوارفة، ليلتقي الأشقاء من السعودية والكويت وعمان وقطر والإمارات والبحرين والعراق بإخوانهم من أبناء اليمن في حميمية وود وأجواء عبقة بمعاني الصفاء والنقاء.
ولسنا في حاجة إلى التأكيد على ما يكنه أبناء الشعب اليمني من حب لأشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، فقد لمس الأشقاء بأنفسهم تلك السمات عن قرب، أكان ذلك أثناء تجوالهم أو عند حضورهم لمشاهدة مباريات كرة القدم في ملعبي "22مايو بعدن والوحدة بأبين"، وقد تجلت هذه المشاعر في الحضور الجماهيري الحاشد في حفل الافتتاح لبطولة خليجي 20 والمنافسات الرياضية في محطتيها الأولى والثانية، إذ تدفقت الجماهير اليمنية من عدن وأبين ولحج وكافة مناطق اليمن للترحيب بالأشقاء وتشجيع الفرق المتنافسة، بما فيها اللقاءات التي لم يكن المنتخب اليمني طرفاً فيها، وهي ميزة تميزت بها بطولة خليجي 20 عن سواها من الدورات السابقة.
وكان من الطبيعي أن يحوز اليمن على ثقة أشقائه وهو ينجح باقتدار منقطع النظير في عملية التنظيم والتجهيز والإعداد والإيواء، وأن يحقق انتصاراً سياسياً ومعنوياً كبيراً ومؤثراً، أظهر من خلاله للجميع أنه بلد أقوى من كل التحديات والارهاصات والعواصف والشائعات التي أراد أصحابها أن يفشل اليمن في استضافة هذا الحدث الرياضي الكبير، فقد عمل أولئك المرضى والحاقدون والمأزومون على شن حملة إعلامية محمومة لتشويه صورة اليمن تارة بالترويج بأنه بلد غير آمن وغير مستقر وتارة أخرى بتصويره وكأنه واقع بين سندان الإرهاب ومطرقة التطرف، ولكن فقد خيب الله نوايا أولئك الفاشلين والمأجورين فتبددت كل تلك الهواجس بمجرد وصول ضيوف خليجي 20 إلى أرض اليمن الذين تأكدوا تماماً من أن الوضع في اليمن مختلف كل الاختلاف عما ظلت تروج له بعض وسائل الإعلام، وأن ما يعيشه من أمن واستقرار يدحض كل المزاعم الكاذبة.
لقد أسعدتنا كثيراً إشادات الأشقاء من إعلاميين ورياضيين وقيادات ومسؤولين، وهم يتحدثون عن الواقع المستقر الذي يعيشه اليمن كدولة مُهابة الجانب في هذا الإقليم ودولة عظيمة بشعبها الأصيل وقيادتها السياسية الحكيمة ونهجها المتزن والمتوازن الذي ينبع من حرصها الدائم على أن يكون لقاء أشقائها على أرض اليمن لقاء خير ومحبة .
وبلد بهذه الخصال والمقاصد النبيلة فلا غرابة أن يحقق ذلك المستوى من النجاح في استضافته لخليجي 20 وأن يحظى بكل ذلك التقدير من أشقائه الذين وجدوا في هذه الأرض الطاهرة نفس الرحمن متمثلاً في قوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: «بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ» صدق الله العظيم .
------------
كلمة الثورة