يقولون أن القلم لا يقل تأثيراً عن العيار الناري أحياناً إذا أصاب ، و هذا يعني أن القلم إذا لم يُصيب فقد أحدث ضجة قد تُمهد لإصابة مُباشرة و في مقتل ..!!
و أعتقد أنه ليس ببعيد عن علم الجميع أن الإعلام اليوم والأمس عبارة عن عنصر رئيسي من العناصر التي تؤدي إلى نشوب الحروب أو إلى تصالح الشعوب و من المعروف أيضاً أن القلم هو العنصر الرئيسي من عناصر ما يُسمى بالإعلام ..!!
فالقلم هو المُترجم الرئيسي للفكر ، وبواسطته تتحرك الدبابة أو تُزرع الورود ، وقد يعني هذا إما سلبية مُحرقة أو إيجابية مُفرطة .
و إستناداً إلى ما ذُكِر أعلاه ، هناك اسئلة قد تُراود و تُشغل أذهان الجميع ، فمنها يقول ..
أين موقع قلمك اليوم ؟ و أين توجيهه ؟ بل أين توجه صحفنا و إعلامنا اليوم ؟
في رأيي أننا اليوم للأسف نفتقر لقاعدة امتزاج السلبية مع الايجابية لتكوين مزيج من الإيجابية المُعدلة و هنا فقط نستطيع أن نقول أننا قد وصلنا إلى الهدف السامي الصحيح إذا ما طبقنا نظرية المزيج الصحفي و إستراتيجية ( السِلب إيجابية ) على الصحافة ..!!
مُقدمتي أعلاه لكي أصل إلى هذه ألنقطه و حسب ، و التي يعكسها واقع كشكات الصحف في الشوارع و المواقع الإلكترونية الإخبارية في الجمهورية اليمنية .. والتي تقول أن الصحافة أصبحت اليوم قتليه بين سلبية المناهضون و إيجابية المُطبلون المفرطة و التي تصل إلى حد النفاق ..
حتى إن وجدت أقلام موهوبة و صادقة تسعى للإصلاح عن طريق إستراتيجية ( السِلب إيجابية ) و التي تهدف لقول الحق مهما كانت النتيجة سواء إن كانت ايجابية للشكر أو تكن سلبية للانتقاد كي يتم الإصلاح ، فهم يواجَهون بحرب لتهميش قدراتهم و إبداعاتهم و أقلامهم الشريفة .. فإن لم تكن معي فأنت ضدي .. و هذا الحكم من الطرفان ..
هنا فقط أصبحت الأقلام اليوم ما بين ( سلبية المُناهضون أو إيجابية المُطبلون ) أو كما يُقال بين المطرقة و السندان ..
فهل يوجد في اليمن صحف وسطية و تتعامل بالإستراتجية التي تعتمد على الوسطية و التي تذكر الانجازات إن وجدت من باب الشكر و الثناء لمن قام بها ، و في نفس الوقت تقوم بنشر و فضح أشكال الفساد و أنواعه مع وضع الحلول كحرب شاملة على الأخير ؟
أم ستبقى الصحافة تحت براثن استعمار النقد الشرس المفرط فيه مع تغييب الأشياء الجميلة و اقتناص مواطئ الخطأ ليس من باب الإصلاح بل من باب التشهير و بين هوجاء المدح الذي تُثير الغثيان أحياناً و الذي تصل إلى النفاق و العياذ بالله ..؟
و إلى متى ؟
Bookmarks