يضيقُ الأهل من صمتي وصبري
كأني قد جنيتُ عظيــــــــــــمَ وزرٍ
وتسألني الشقيقة باندهـــــاشٍ
لماذا تسكن الأحزان صــــدري؟؟
لما العبراتُ بادية بجفنــــــــــــي
تودُّ تفرُّ من سجـــــنٍ وأســــــــرِ
وآهات الأسى والــــــهم دومـــاً
بصوتي كلما حدثتُ * تســــــري
فيا من لامني في الحزنِ مـهلاً
تأمل حجتي وأسمعْ لعــــــذري
سأحكي قصة الاحزان عنـــدي
وكيف اليأسُ يجثمُ فوق صـدري
بــأمسي كنت باسمة طروبـــا
ملأتُ الكونَ من ضحكي وهزري
وكم أفعمت بالآمال قلــــــــــبي
تذيبُ متاعــــبي وتشـــــدُ أزري
معاذ الله ماقصّـــرتُ يومــــــــا
ولا فوق الرمال بنيتُ قصــــري
لإصرارُ الطموحِ علـــــى منـــاهُ
أشدُ صلابةً من كـــــل صخـــــــرِ
قضيتُ العمرَ في سعيٍ دؤوبٍ
وحين دنوتُ من أحلام عمــــري
وعند توقعي نيــــــــل المـــرادِ
ويومَ تصوّري تحقـــيق نصـــري
إذ الأيامُ تسخرُ من ظنـــــوني
وعند الأمن ترميني بـــــــــغدرِ
وتسلبُ كل أحلام الحيـــــــاةِ
وتغلقُ دونَ فرحي كلَ ثغــري
فتسقطُ حوليَ الآمالث صرعى
بأثقال الهموم ينوء ظهــــــري
ويا عظمَ الكوارثِ إن تداعـــت
تقطّع للهناءةِ كـــل جســـــرِ؟؟
وترُغمني لأجرَعَ كل صــــابٍ
و أحني بالمذلةِ - هامَ كبــرِ
سمعتُ من الطبيب قرار حكمٍ
أكاد لهـــوله أعيــــــا بأمــري
سيغدو كل ماحولي ظــــلاماً
ويوشك أن يكفَ ضياءُ بصري
وارنو للكتابِ على اشـتياقٍ
وسيفُ الحزن لــلأضلاع يفري
وتحتدمُ المشاعرُ بانفـــعالٍ
وبحرُ الفكرِ في مدٍ وجـــزرِ
أهمُ اصوغُ ماأبغي قصــيدا
أخطُ عن الشعورِ سطورَ نثرِ
يضيعُ السطرُ خلفَ ظلامِ عيني
وتصبحُ صفحتي كسوادِ حبــرِ
وأقبعُ بين عجزي وانتظاري
تُرى سيتمُ هذا اليوم قهري؟
أيمهلني القضاءُ لبعضِ يومٍ
وأجرعُ بانتظاري كــل مـــرِ
وياويلي غداة نفاذِ حكمي
وعجزي أن أرى نفعي وضري
أمدُ الكفَ كي أطهو طعامي
فأقلبُ دون قصدٍ مابقِدري
وقد أحتاج للشيء القريبَ
أظلُ عليهِ في كـــرٍ و فـــرِ
وألبثُ في إنتظار العون دهراً
كما لو كان يبْعُدُ ألف متــــرِ
ولو أني ملكتُ بصيصَ ضوءٍ
مددتُ الكف أمسكُهُ بيسرِ
وأجمد في مكانيلستُ أخطو
وأخشى عثرةً في كلِ شبرِ
وأحذرُ مرةً من بعدِ أخـــــرى
كأني قد هممتُ بخوضِ بحرِ
وكنتُ -لحسرتي- للغير عوناً
فصرتُ بغيرِ حولٍ دون غيري
هُمُو حقاً رأوا البادي بوجهي
وكم جهلوا بأعماقي وسِري
فخلفُ الصمتِ بركانٌ غضوب
يفتت مهجتي ويشلُ فكري
ويدفع بالقذائفِ من لهـــيبٍ
ويوقدُ بالفؤادِ سعارَ جمــــرِ
فيوشكُ أن يحولني رمـــادا
إذا لم أحتمِ بظلال شِعري
ببحرِ الشعرِ ينطفىء اللهيبُ
وأنظمُ جمرةً في كل شطرِ
وقد تشتدُ آلامي بلَيْلِــــــي
فأُطلَقُ دمعَ أحزاني ليجري
وأرسل زفرتي كالنارِ حرِّيٌ
وغيرُ اللهِ لم يسمعْ بزفــري
أظلُ الليلَ ساهرةً وأدعـــو
فهل علمو بنَوْمِهُمُو وسهــري
ومافي الرأس من ألمٍ رهيبٍ
يُرَوِعُني ويُذهِبَ كلَ صبــري
يجرعني عذاباً لا يــــــطاق
ويدنيني لفاجعةٍ أشــــــــرِ
أموت بكل يومٍ ألف مــوتٍ
لِما ألقاهُ من عجـزٍ وقـهرِ
ولولا قوةُ الإيمانِ عنـــدي
وعفو الله يغريني بأجـــرِ
لريعَ الكون من صيحاتِ حزني
إذا أطلقت زفراتي بجهرِ
فهل من بائعٍ بسمات فرح
واشراق الهناءِ * لكنت أَشرِي؟
وهل من آخذ قلباً جريــــحاً
ويمنحني السليم بنصفِ عمري
ونفساً ضعضعتها الحادثاتُ
بأُخرى دون تمزيقٍ وكسرِ؟
ويا من كاشفٍ لظلامِ ليلي
فأبصرُ بعدهُ أنوارَ فجــــري
و من يرضى بدنيايَ جميعاً
ويقدرُ أن يعيدَ إليَّ بصري
عدوني أن يردَ إليَّ ضوئي
فأشدو عبرَ أنغامي بسحرِ
ولو أني رجعتُ إلى سطوري
لأقرأ أو أُسجلَ بعضَ فكري
مَنَحْتُ الكون ألحان الهناءِ
غمرتهُ بامتناناتي وشكري
عجبتُ لهم اذا ضاقوا بصمتي
أنا أرجو سؤالُهُمُوا بــــدوري:
وكيف يشنّف الآذانُ صوتـــي
بأغنية السعادةِ* لستُ أدري!
ولو أني فرحتُ لكانَ فرحـــي
مثارَ تندُّرٍ * مدعاةَ سُخــــــــــرِ
صبرتُ على قضائي ماشكوتُ
رضيتُ من الحياة بكلِ عســرٍ
دعوتُ الله بالغفرانِ يمحـــــــو
بقايا آهة ندّت بشعـــــــــــري
Bookmarks