حتى لا تكون فتنه
نعم حتى لا تكون فتنه علينا ان نبادر من الان على معالجة الشروخ والاختلالات التي احدثتها الازمه السياسيه الحاده التي تعصف بالبلاد كونها ستشكل ترسبات خطيره تتمثل في البناء المجتمعي للداخل اليمني في القادم من المستقبل
لذا وجب علينا من الان ان نستشعر وبعيدا عن المماحكات السياسيه مسؤوليتنا من الان في العمل على لملمة جروح الازمات المتواليه حفاظا على النسيج الاجتماعي القائم على الترابط والشعور بالانتماء والمساواه بعيدا عن التصنيفات العرقيه والجغرافيه والدينيه التي تعتبر من مخلفات السياسه التصادميه
ربما نحن من نصنف اليوم على اساس جغرافي اننا اصحاب المحافظات الشماليه ان نعمل على ازالة الخطاب التشنجي المرافق لدعواتنا الوحدويه والتي تطال بدون قصد احبتنا في جنوب وطننا الحبيب مما يخلف شعور بالاستياء لديهم حتى الذين ما زالوا متمسكين بالوحده كخيار استراتيجي رغم الاختلالات التي صاحبتها
علينا في البدايه ان نعطي العذر لاهلنا في الجنوب عندما نجد من بعضهم خطابا تشنجيا يقوم على اساس الاتهامات او التصنيفات المتبادله وان لا نواجهه بنفس النفس التشنجي كونهم لديهم من المسببات ما يدفعهم لذلك ونحن لدينا من المسببات ما يدفعنا ان نكون اكثر توددا في الرد او تلطفا في الخطاب ورغم ان أي خطاب متشنج باتجاه شمال الوطن يقابل باستهجان من قبل الكثير من اهلنا في الجنوب وهناك الكثير منهم من يدافع عن الوحده ويحاول ان يعالج الشرخ داخل تكوينه المحيط بحماس ربما لا يقل عنا لذا فان علينا ان نكون اكثر وعيا وادراكا حينما نحاول ان ننتقد بعض الممارسات التي نراها تصعيديه كون مهمتنا الان تتمثل في عدم الدفع باتجاه التصادم بل على العكس ندفع باتجاه التوائم والتلازم والتلاحم
ان ما دفعني لكتابة هذه الاسطر هو شعور بالاستياء من نفسي اثناء محاولتي الدفاع عن وحدة الانسان والارض على ثرى اليمن الطاهره رايت بنفسي انعكاسات أي خطاب تشنجي مضاد ان الخطاب التشنجي وان كان مضادا يدفع باتجاه تفريغ الصف الجنوبي من الوحدويين والوطنيين الذين هم كثر لكن مقتضى الحال من المحال فنحن بهذه اللهجه الخطابيه الرعناء من كلا الطرفين وكاننا نرسم ملامح وحدوه تقوم على طرف مستفيد يدافع عن الوحده بشراسه وطرف متضرر يناى بنفسه عن الضرر وهذا ليس ما نريد ان يفهمه الجميع عن مقتضى الوحده
وانا بهذا لا اتخلى عن قناعات سابقه او ايدلوجيا تقدس الوحده كثابت ولكنه تغيير في اسلوب الدفاع وتغيير في منهجية الطرح حتى يتسنى لنا ان نجد لانفسنا ظلالا في جنوبنا الحبيب تسير في نفس اتجاهنا وحرصا على ان نسمع لاصواتنا الوحدويه صدى مسموع في الجنوب الطاهر
فلنعمل سويا على معالجة الشروخ الوطنيه والاجتماعيه التي تكون نتاج لحملات اعلاميه محمومه ناتجة بدورها عن ازمات سياسيه متلاحقه علينا ان نعمل سويا ان لا نسمح بالشعور ان هناك ثمة فوارق او اختلافات بيننا كنسيج اجتماعي واحد ان يتسلل الى أي منا نتاج تجاذبات سياسيه لها حساباتها الخاصه
واتمنى ايضا ان لا نتبادل التعابير التفريقيه او الضمائر التبعيديه عندما نخاطب اهلنا هنا او هناك كان نقول انتم ونحن او انتم في الجنوب وانتم في الشمال او ثقافتكم وثقافتنا او اهدافكم واطماعنا علينا ان نظل نخاطب بعضنا بضمير الجمع القريب كنحن وبلدنا وجنوبنا وشمالنا وثقافتنا ومبادئنا وهويتنا فالكل جزء لا يتجزء
وانا كفرد من ابناء المحافظات الوسطى لو لجات الى التقسيم الديموجرافي او الى التكوين الاجتماعي لوجدتني اقرب الى تكوينات المحافظات الجنوبيه من ناحية البناء السكيولوجي او من ناحية التقسيمه الداخليه للتكوين البنائي العام للشخصيه الانسانيه
لذا فاين الجنوب منا واين نحن منه ما نحن الا امتداد للجنوب والجنوب امتداد لنا ونحن ان اسانا بغير قصد وفي لحظة طيش باي تعبير ساذج لاي محتوى من محتويات الجنوب فقد اسانا الى انفسنا والى ذواتنا
لذا فانا ادعو ان ننتهج في الدفاع عن الوحده نهجا تقاربيا ندين ما يستحق ادانته دون تعميم ولا تعتيم ولا تعويم فلنتحدث باسم الجنوب ولندافع عن الوحده باسم الجنوب وليشكل الجنوب الجزء الابرز من خطاباتنا ولندفع باتجاه التلاحم في هذه المرحله
عندما نتحدث عن الحراك فلنتحدث عن الحراك الجنوبي ليس كمحتوى اجتماعي يضم في اطيافه الالاف من ابناء الجنوب بقصد او بغير قصد وجدوا انفسهم في صفوفه علينا ان نشخصن الحراك ونعذر الجمهور ونترحم على الشهداء ممن سقط منهم ونحاول ان نبدو اكثر التفافا حول الجنوب واهلنا هناك علينا ان نكون حاضنه لمطالبهم بعيدا عن من يستثمر حنقهم وغضبهم ويوجهه باتجاه خاطئ وقاتل
اعتقد ان كل جنوبي خرج في مظاهره ليس كراهية في الجزء الاخر منه وانما اعتقادا منه ان الجزء الاخر اهمله حتى كاد يصاب بالشلل هكذا اعتقد او هكذا اراده البعض ان يعتقد
ربما خرجوا لانهم وجدوا في انفسهم الشجاعه اكثر منا ليقولوا لا للفساد ربما خرجوا لانهم اكثر ادراكا منا لعظم الخلل ربما خرجوا لانهم اكثر تضررا منا وليس كل من خرج خرج مناديا بالانفصال وفك الارتباط بل وجد نه فجاة وسط تصنيف واحد وتزييف قاصد لمطالب الاغلبيه من اهلنا هناك
الجنوب اكثر قدرة منا على التحرك واكثر قدرة منا على التمسك واكثر قدرة منا على ادارة الموارد وعلى مكافحة الفساد بشهادة الجميع وكوادر الجنوب الاقدر على تحمل المسؤوليات والاكثر انضباطا في الواجبات نتيجة ثقافة عمة الجنوب ردحا من الزمن فاقصائهم اقصاء لحقنا في حياه حضاريه تقوم على التخطيط والمسؤوليه وتنمية الموارد البشريه وتوسع المدارك الثقافيه والعلوم الانسانيه
في الجنوب كفاءات لا يمكن اغفالها وشخصيات لا يمكن اقصائها ومجتمع يغلب عليه احترامه لنفسه لذا نجده يخرج كلما شعر بالاقصاء لانه يحترم نفسه
علينا ان نستعيد الحراك الجنوبي ونعيد اليه وضائته علينا ان نعيد راية الحراك الى اصحابها حتى ننطوي تحت لوائها في مكافحة الفساد والمحسوبيه والظلم وتوارث الازمات وهذا لن يحدث الا اذا استطعنا الفصل بين الحراك الجنوبي السلمي المطالب بالحقوق وبين الحراك المسلح الداعي للانفصال
صدقوني لو استطعنا ان نعيد الثقه الى حراك سلمي مطالب بالحقوق فسيتجه اليه الجميع وسنستعيد الرايه من البيض الماركسي والفضلي القاعدي والخبجي القاطع للطريق الذين سرقوا الرايه على حين غره
حتى لا تكون فتنه لنعلن الجنوب اليوم موطن احلامنا في اعادة تحقيق الوحدة من جديد ببناء جديد لا يقبل الاختلال
اشكر كل من دق اسفين الخطر حتى لا تكون فتنه
بقلمي
طلال البعداني
Bookmarks