حضرت ليلة أمس حفل احدى الصديقات والزميلات من اخواتنا الطالبات السعوديات
في الجامعة بمناسبة نجاحها وتخرجها وستعود بعدها الى ارض الوطن
وهذه طبعا فرصة لنلتقي بجميع الصديقات والزميلات التي تفصل بيننا مسافات طويلة من مدينة الى
اخرى
شديت رحالي الى مكان الحفل وكلي شوق ولهفة لمقابلة صديقة عزيزة جدا علي حيث تزوجت منذ فترة
وانشغلت بحياتها الجديدة مع زوجها بعد ان توج زواجها بقصة حب جميلة راائعة
من احدى ابناء جنسها شهدت لهم الجامعة بذلك وانهم رمزا لهذا الحب
وتم تواصلي مع صديقتي المتزوجة حديثا لفترات متقطعة احتراما لحياتها الجديدة مع زوجها
وان الوقت لم يعد ملكها وحدها كالسابق علما بأنها تنازلت عن حقها في العمل وفضلت الجلوس
في البيت بناءا على طلب البعل الجديد ضاربة كل سنوات الدراسة والتعب والشقاء ضرب الحائط
والتي كان يشهد لها بالتفوق والتميز في الجامعة
هنا كانت الفاجعة
عند دخولي صالة الحفل ومررت من جنب صديقتي المتزوجة والتي كنت اتوق
لرؤيتها بعد زواجها لانني لم أعرفها فقد ظهر
على ملامح وجهها الشحوب وأنخفض وزنها الى النصف واصبحت ابتسامتها صفراء باهتة
وفجأة سمعت صوتا ينادي بأسمي فألتفتت غير مصدقة مماتراه عيناي
طبعا كذبت نفسي وعيناي وقلت ربما صديقتي حامل وهذه اعراض طبيعية لبداية الشهور الاولى
من الحمل ولكن عندما سألتها كان ردها بالنفي وان زوجها لايرغب بالاطفال الآن وهي تتعاطى
حبوب منع الحمل من بداية ليلة الزواج
طبعا صعقت ولكن حاولت للمرة الثانية ان اتجاهل غرابة ماسمعت خاصة وانها ربة بيت ولاتعمل وليس هناك
اي مانع في ان تنجب من البداية
واصلت تجاهلي الاستغرابي الغير مقنع لما تقوله صديقتي ولكن احسست بمرارة وغصة في صوتها
وان الحب الذي كنا نشهده في الجامعة بينهما والذي توج بالزواج اصبح مرميا على ارصفة
تاريخ جميل مات بمجرد ان توج بالزواج
طبعا لازالت الدهشة تسيطر على ملامحي بالرغم من انني كنت احاول ان اكون فوق العادية الا
ان حبي لصديقتي وزعلي على مارأته عيناي يفوق كل حركات التمثيل التي احاول ان لااؤذي بها
صديقتي العزيزة
وبعد ذلك سألتها بأسلوب يغلفه المرح حتى لاتشعر بهول صدمتي قائلة لها :
كيف الحياة الجديدة ياعزيزتي؟
فردت بصوت حزين ( اني نادمة على التسرع في الزواج وتمنيت لو اني
اكملت ماكنت اطمح اليه على ان اكون عبدة جارية لمشاعري التي سرعان ماانطفأ وهجها
ورأيت الوجه الحقيقي لزوجي الاناني الغيور والذي ليس همه الا تحطيمي وعدم بذل ولو
جهد بسيط لاسعادي وارضائي)
صدمة أخرى حاولت تجاهلها مع انني احسست بأنني بدأت انكشف لان الموضوع
تعدى حده الاستغرابي لتحمل طاقة البشر في التقمص والهروب من الحقيقة ولكن ايضا
حاولت ان اغير من مسار الحديث لانني فعلا مصدومة مما سمعت وشاهدت فأستأذنت
من صديقتي للحظات حتى اقوم بتهنئة صديقتي الاخرى صاحبة الحفل وحتى الملم
اشتات نفسي التي تمزقت بمجرد مارأت عيناي صديقتي العزيزة
وطبعا انتهى الحفل وهناك العديد من علامات الاستفهام في رأسي لم احب ان احرج صديقتي بها
وحتى تلفونيا لم احاول الاتصال بها خوفا من ان تكون ايضا مقيدة من هذا الجانب او انني
اسبب لها ماهي بغنى عنه مع زوجها فأصبحت انتظر الى هذه اللحظة اتصالها حتى اجد
اجابات للأسئلة التي برأسي
ماجعلني اكتب هذه القصة هو قراءتي لدراسة نشرت حديثا هو ان الزواج يرفع من معنويات المرأة
ويجعلها اكثر نشاطا وحيوية وجاذبية وحبا للحياة ولكن ماتمر به صديقتي العكس تماما بل انها اصبحت
وردة ذابلة ومكسورة الجناح وتكاد خطواتها تكون بطيئة جدا وهي لم تكمل ال 24 من عمرها
ايها الرجال الازواج متى ستشعر المرأة بأنها في حمى رجل جدير بالمسؤولية ويخاف ربه في
الامانة التي سلمت له وهي زوجته التي تركت اهلها وعالمها كل طموحاتها لتلحق برجل اناني
بغيض مريض بالشعور بالنقص ويفرغ هذا الشعور في اجمل انسانه احبته وتزوجته ليكون لها
ندا وسببا في شقائها وتعاستها بدلا من ان يجعلها تاجا على رأسه وشمعة مضيئة ينظر الى
الحياة من خلالها خاصة وان هناك حبا جميلا وراائعا جمعهما قبل الزواج في اروقة
ابواب الحرم الجامعي وكانوا مثالا يقتدى به لهذا الحب الذي توج بالزواج
خاصة ان مستواهم الاجتماعي مناسبا لبعضهم الى جانب المستوى
التعليمي ايضا حيث تخرجا من نفس الجامعة
لازلت اسأل نفسي عن الاسباب التي ادت الى انهيار صديقتي بهذا الشكل
وسبب عدم سعادتها ولازلت اضرب اخماسا في اسداس ولم اجد اي
اجابة لكل تساؤلاتي منذ ليلة امس
فهل هنا نصدق المقولة التي تقول بأن الزواج هو مقبرة للحب ؟
ام ان لديكم تفسير آخر لهذه الحالات التي اصبحت منتشرة وبكثر في مجتمعاتنا العربية
والتي شهدت الاحصائيات الاخيرة كثرة نسبة الطلاق في الوطن العربي؟
اين الحل هنا؟
وماهو السبب الرئيسي الذي جعل من صديقتي تعيسة مع انها تنازلت عن كل طموحاتها لارضاء زوجها؟
وماهو السبب الرئيسي الذي جعل الزوج يعامل زوجته التي احبها وعمل المستحيل للزواج منها
ان يتصرف بهذا السلوك الشاذ ويحولها من امرأة سعيدة الى اخرى تعيسة؟
لازلت انتظر اتصال صديقتي لاعرف الاسباب لاني اشعر بأن رأسي يكاد ينفجر من كثر التفكير
ولم تفارق مخيلتي صورتها الذابلة الهزيلة منذ ليلة امبارح ؟================================================== =======
Bookmarks