منذ بداية أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهناك مؤشرات كان يتّكِئ عليها المحلّلون السياسيّون وقرائن تشير إلى ضلوع أيادٍ إسرائيليّة فيما حدث.. إلا أنّ الجزم بهذا الأمر لابدّ أنْ يستند إلى دلائلَ وبراهينَ قويّة..
وفي هذه الأيّام تناقلت وسائل الإعلام أنّ محلّل وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) "لاري فرانكلين" ،والذي يشتبه في تمريره معلومات بالغة السرّية إلى إسرائيل، خدم كجندي احتياط في سلاح الجوّ الأمريكيّ، مما يسوق إلى تأكيد وإثبات هذا الأمر بالأدلّة الملموسة.
إنّ ما كشفته هذه الأخبار، وما ستنبئ عنه الأيام القادمة ربّما قد يُفضي إلى قطع الشكّ باليقين في مسألةٍ تُعتبَر من مسلَّمات العديد من المحلّلين السياسيّين، أو المتابعين للشأن الدّوليّ، إلا أنّ ما نودّ طرحه في موضوعنا هو ما صرِّح به بكل زهو قائلاً في حديث نشرته مجلّة "تايم ماجازين" : "أنا الشخص الذي يصنع التاريخ".
التناقضات الدوليّة التي أصبحت تطفو على السّطح الأمريكيّ كثيرة بسبب الإدارة الأمريكيّة الجديدة وسياساتها: دعوة إلى السلام، وفي نفس الوقت دعم لبناء المستوطنات الإسرائيليّة، دعوة إلى الديمقراطيّة واحترام الحرّيات، ودعوة العالم إلى التخلّص من الديكتاتوريّة، وفي نفس الوقت فضائح في "جوانتانامو"، و"أبو غريب"، وانتهاكات في أفغانستان والعراق، مظاهرات عارمة تجتاح مختلف الولايات الأمريكيّة ضدّ سياسة بوش لحث الحزب الجمهوريّ على عدم ترشيحه مرّة أخرى..
ما الذي فعله "بوش" بالتاريخ؟ هل فعلاً صنعه؟ أم هدمه؟ هل أعاد بنيانه؟ أم نقض أركانه؟ ما الذي تستحسنه منه؟ وما الذي تستقبحه؟
Bookmarks