الجوهر أم المظهر
--------------------------------------------------------------------------------
إن أكبر أسباب شقاء العالم اليوم هو الأهتمام الكبير بالمظهر في المشاعر والتعاملات فأغلب تعاملات البشرية اليوم هي في المظهر ولا تمس الجوهر إلا من بعيد ..
خذ مثلا ...
الأمومة اليوم ... وأنا أسف أن أضرب بها مثلا لكن هي الحقيقة التي أعيت عقلي أن يفهمها ... تصرخ الأم ليلا ونهاراً أن أولادها أحب اليها من نفسها ... أليس كذلك ... وانها تفديهم بالغالي قبل الرخيص من أجل راحتهم .. اليس كذلك ...
حسن .. هذا هو المظهر .. فدعونا ناتي على الجوهر والمخبر ... وهو ماتفعله لا ماتقوله .
فا الأم التي تخاف على صدرها من التهدل فلا ترضع ولديها هي عندي ليست أما حقيقية وإن زعمت ... والأم التي توكل أمر وليدها إلى الخادمة تنظفه وتطعمه ... لخ .ز فهي ليست أما حقيقية وإن ادعت ... والأم التي تلعن أولادها وتسبهم في اليوم مئة مرة هي ليست أما حقيقية ولو أصرت ... والأم التي تحن على كل الأولاد إلا أولادها هي ليست أما حقيقية وإن أنجبت .
والأم التي تقدم راحتها وخروجها وأنسها على أولادها فهي ليست أما وإن قالت ما قالت .
أنا أعلم أن هناك ظروف لبعض الأمهات من مرض وغيرة لكن أرجو أيته الأم أن لا يخدعك الشيطان فيسول لك أن ظروفك هذه تمنعك من تأدية واجباتك نحو فلذات كبدك ... ولو أن الأمهات قدمن الأولويات لكان حال أولادنا غير مانرى ..
ايضاً :-
نسمع عن رجل يحب زوجته ( مووووت ) ثم يهينها في الليل والنهار .. يصبحها بك ويمسيها بشتيمه هو الرجل مشيته رجولة وكلامة رجولة وأفعالة رجولة بل وسكناته رجولة إلا مع القارورة التي في بيته فهو يكسرها مرار وتكرار بل وربما أنس بكسرها وابتهج فهل هذا حب .
وأخرى تقول أنها تحب زوجها ( مووووووووت ) ثم هي تقدم علية كل أحد كيف ؟ تلبس للناس أحسن ثيابها .... ولهم تقدم أحسن طعامها .. و لاتراها إلا مبتسمة في وجوههم تستحي أن تسيء اليهم .. هي كما يسمونها ( نشمية ) ( بنت أجاويد ) إلا مع الغلبان زوجها فيأخذ منها عكس ذلك تماماً... فهل هذه صدقت في كلامها عن حبها ( مووووت ) ؟ لا وألف لا وأن صخت آذاننا بحبها .
واخر يتشدق بأني أحبك في الله ... ثم هو لايقدم برهانا على هذه المحبة _ فربما رأيته يتهرب من احتياجك له _ بل على العكس تماما ... يقدم سوء بعد سوء .. فهل يصدق حب هذا ؟ كلا ..
وغيره يصخ أذنيك بأنه حريص على تحليل راتبه ثم هو يأكله سحتا ..
وآخر يقول :- أمي وأبي أحب إلي من نفسي .. ثم هو يبخل عليهما بماله ؟
أتدرون أخوتي من أولى الناس بأن يرى جمال جوهرك ؟ أنت أنت ..
فما الفائدة أن يعلم الناس عنك مظهرا ناصعا جميلا وأنت تعلم أن جوهرك فيه دخن ؟
فالجوهر لا المظهر هو المهم أيها الأحباب
Bookmarks