فوز سهل لمنتخب الامارات على منتخبنا الوطني

[بسكوت مالح]

بدأت المباراة حماسية من الفريقين، وذلك في سعيهما لزيادة رصيدهما من النقاط، ولاسيما المنتخب الاماراتي الذي كان يريد ترك المركز قبل الأخير للكويت. ولم تمض أكثر من أربع دقائق، ومن أول هجمة، مرر سبيت خاطر كرة بينية لكابتن الفريق محمد عمر الذي وجد نفسه منفردا بالحارس اليمني سالم عوض، فسدد الكرة على يمينه مسجلا الهدف الأول.

وبدا واضحا مع مرور الوقت ان الاماراتيين يريدون تحسين صورتهم الباهتة التي ظهروا عليها في الدورة رغم الامكانات الكبيرة الموجودة في الفريق، والمواهب الشابة التي يضمها، ويريدون أيضا استثمار الفرصة السانحة لهم والمتمثلة بضعف منافسهم، لذلك شددوا قبضتهم على زمام المباراة وضغطوا على الخصم وانحصر اللعب في ملعبه. وتوغل محمد سرور في منطقة الجزاء ليسقط في حركة تمثيلية الا ان الحكم العماني عبدالله الحراصي كان قريبا منه، فلم ينخدع بذلك وأنذره.

وفي الدقيقة 19 ومن ضربة حرة غير مباشرة رفع حميد فاخر كرة تجاه المرمى اليمني ليستقبلها محمد سرور الذي لعبها خلفية برأسه ـ بعد اندفاع الحارس اليمني ـ الى موسى البلوشي الذي أودعها بكل سهولة وهدوء في المرمى الخالي. ورغم ان المنتخب اليمني لم يكن أمامه شيء يخسره الا انه لعب متكتلا في الدفاع، تاركا منطقة الوسط للاعبي الامارات الذين فعلوا كل ما يحلو لهم فيها، فمرروا الكرة وتناقلوها فيما بينهم بسهولة ودون مضايقة من لاعبي اليمن، مما مكنهم من فرض سيطرتهم خلال الدقائق العشرين الأولى من هذا الشوط. وكان يفترض بالمنتخب اليمني ان يبادر الى الهجوم ويفاجئ خصمه من أجل ترك بصمة واضحة له، كما فعل أمام المنتخب العماني، خصوصا انه ليس لديه شيء يخسره، كما انه كان ضامنا المركز الأخير قبل ان يدخل هذه المباراة، الا ان هجماته كانت خجولة ولم يكن لها أن تعدل من وضعه أبدا.

وفي الدقيقة 25 أجرى مدرب اليمن الصربي ميلان زيدانوفيتش أول تبديل له عندما ادخل محمود الكحصة بدلا من ناصر الوصابي، وهو ما جعل صورة الفريق تتغير نحو الأحسن، حيث بدأ يجاري منتخب الامارات، ويهاجمه وينقل كرات جميلة في منتصف ملعبه، ثم بدأت الهجمات الاماراتية تقل تدريجيا، من دون تشكيل أي خطورة على خصمه.

ومن هجمة مرتدة للامارات سدد حميد فاخر كرة قوية مرت بجوار القائم الأيمن (39) وانحصر اللعب في منتصف الملعب حتى نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني حاول كل فريق فرض سيطرته على الآخر، لذلك ظهرت القوة وبعض الخشونة من اللاعبين، خصوصا من قبل المنتخب اليمني الذي شعر بأن خصمه بدأ الضغط عليه، الا ان حكم المباراة كان قريبا من كل حدث.

ومن ضربة حرة مباشرة سدد سبيت خاطر كرة قوية ارتطمت بالقائم الايسر لليمن، فأبعدها الدفاع في الوقت المناسب (57). وكاد محمد عمر ان يسجل الهدف الثالث لفريقه بعد ان وجد نفسه امام المرمى اليمني، فتردد في تسديدها، وارسلها الى محمد سرور الذي لم يكن يتوقعها، لتذهب الى خارج المرمى (64).

مال اللعب بعد ذلك الى الهدوء، الملل في بعض فترات المباراة، ولم تكن هناك اي هجمة تذكر للفريقين، ويبدو ان لاعبي الفريق الاماراتي ارتضوا هذه النتيجة، فاراد مدرب الامارات الانجليزي هوجسون تنشيط فريقه من خلال اجراء تبديلين دفعة واحدة، حيث اخرج حميد فاخر وسبيت خاطر وادخل بدلا منهما نواف مبارك وخالد علي (80). وكاد نواف يسجل هدفا من اول لمسة له من كرة مرتدة وصلته من الدفاع، لكنه سددها قوية خارج المرمى اليمني.

وفي الدقيقة 86، رفع رامي يسلم كرة عرضية، فسددها محمد سرور برأسه، تهاون الحارس اليمنى سالم عوض في ابعادها لتتجاوز خط المرمى، فأعلنها الحكم هدفا ثالثا للمنتخب الاماراتي. وحاول بعده اللاعبون الاماراتيون زيادة غلتهم، لكن صافرة الحكم كانت اسبق منهم.

أجرى تروسييه ثلاثة تبديلات دفعة واحدة مع بداية الشوط الثاني، فأشرك الحارس محمد صقر بدلا من انياس ولاعب الوسط عبدالله كوني بدلا من محمد أحمد والمهاجم جاسم البوعينين بدلا من مبارك مصطفى أملا في تعديل النتيجة. ولم يشكل اي من الجانبين خطورة على مرمى الآخر طوال العشر دقائق الأولى من الشوط الثاني وانحصر اللعب في وسط الملعب مع تفوق نسبي للجانب القطري بسبب تراجع لاعبي عمان.

وأهدر البوعينين فرصة محققة عندما استغل خطأ مدافعي عمان لكنه سدد أعلى المرمى وهو منفرد تماما بالحبسي (57). ولجأ المنتخب القطري الى تنفيذ هجماته عن طريق الجناحين مستغلا سرعة ابراهيم سالمين جهة اليسار وعبدالله كوني من اليمين الا ان الدفاع العماني كان يقظا وتفوق في الكرات العالية كما أحسن مراقبة مهاجمي قطر.

ووضع بدر الميمني حدا لآمال القطريين في احراز التعادل عندما عزز تقدم عمان بهدف ثان اثر تمريرة ارضية استلمها على خط منطقة الجزاء وتقدم بالكرة ليسدد على يسار الحارس البديل صقر (77). ولم تشهد الدقائق الأخيرة اي تهديد حقيقي ـ سوى كرة جفال راشد التي صدتها العارضة (90) ـ لمرمى المنتخبين فيما تحكم لاعبو عمان بمنطقة المناورات ولجؤوا الى تهدئة اللعب حتى صافرة النهاية.