غرباء في هذا الوطن : بقلم.وليد محمد العمري // لو تعلمو كم احزنني ذلك الخبر الذي حدثني به احد الاصدقاء عندما قال لي الاتعلم بأن عدداً من كتب شاعر اليمن واديبها المرحوم عبد الله البردوني وروايه ( الرهينه ) للاستاذ الراحل زيد مطيع دماج تترجم ويقرأها الأوربيون ، وكم اتمنى منكم ان لا تسيؤا الظن بي فأنا لم احزن لسماع هذ الخبر ولكني حزنت لان الكثير من شبابنا وطلابنا في المدارس والجامعات لم يقرئونها او حتى اطلعوا عليها ، بل يكاد معظم شباب اليوم ان سألتهم عن عبد الله البردوني ! يقولون انهُ شاعر ويكتفون بهذة الكلمه التي يحفظونها ويرددونها تلقائياً عند سماعهم لهذا الاسم ، وان سألتهم من هو أ.زيد دماج فمعظمهم لايعرفونه ولم يسمعون حتى عن روايته العالميه ( الرهينه)، ومايفطر القلب هو ان تجد وزارة الثقافه ممثلها بسيادة الوزير او تجد جهه ابداعيه او مؤسسه ثقافيه او اعلاميه لم تعد تدري من تكرم ، فتكرم اما مسؤلاً او وزيراً وذلك لكسب ودة وكرمه المالي ومن ثم تطل علينا وتقول انهُ رجلاً شامخاً وداعماً للثقافه والابداع ، وما يفطر القلب مجدداً هوعندما نسمع من حينً الى اخر عنهجرة عالمً او عقلً او مخترعاً او مفكراً او مناضلاً الى بلد اخر ، ونتسأل لماذا؟ وفي النهايه نكتشف باننا نحن ككتاب وصحفيين والاخ وزيرالثقافه ومؤسسات الثقافيه والاعلاميه ككل قامت بتهميشه وصارت لا تكرم الا اشخاصً ذو مالً وفير كي تشح من كرمهم ، ومن يستحق التكريم لا تكرمه ولا تذكرة، وان تذكرتهُ طبعاً بعد فوات الأوان بعد وفاته ،كشاعرنا المرحوم عبد الله البردوني " اقيمت الارض وقعدت" بعد وفاته وعندما كان حياً يرزق" لا له ولا عليه" حيث كان يذهب للمشاركه في الندوات والفعاليات الشعريه والادبيه العربيه من مالهُ الخاص رغم فقره، وبعد وفاة هذا الرجل الشامخ اقيمت لهُ النوات ببيت الثقافه وحفلات خطابيه تتحدث عن الفقيد واعطي احد اقاربه" درع لا يسمن ولايغني"لو مررت في احد شوارع موسكو المهمه * لاطل عليك رجل الاتحاد السوفيتي السيد النبيل (( بوشكين)) ويقال لك هذا هو شارع (( بوشكين)) وكذلك شارع ((ديستوفيسكي)) وهناك متحف ((مكسيم غوركي)) يحكأى بأنهُ حين اندلعت ثورة 1917م في روسيا هب الناس لنهب متحف "أرميتاج " من اعظم متاحف العالم وبا أشارة من ((غوركي)) قائلاً : هذا حقكم ، توقفوا توقفوا!! فتوقفوا جميعاً ، انظرو كيف تأثير الأديب في الناس وكيف يتم احترامه وسماع كلامه،الا تعلمون بأنكم عندما تقتلون عقلاً مستنيراً او عملاقاً من عمالقه اليمن في الماضي والحاضر والمستقبل، فقد ارتكبتمجرماً بحق هذا العلم وبقدر هذا الوطن وستبقى هناك النقاط السوداء التي ارتكبناها بتهميش كلاً من ((عبد الله البردوني، محمدحسين عامر،الثلايا، عبد الله السلال ، حسن العمري، محمد علي هيثم ، هادي عيسى، محمد الرعيني، العواضي، صبرة،زيد دماج ، الخ....))وامثالهم من الاعلام الماضيه و المعاصرة فهل ستعاقبوا انفسكم وتمحوا كل خطاياكم الكبيرة التي اقترفتموها بحق هذا الوطن وابنائه الراحلون الذين سيظلون إوفياء لمبادئهم ووطنهم وإسرهم ، وستظل ذكراهم عطرة وأعمالهم خالدة في قلوب كل الشرفاء في هذا الوطن ، وهنا اتسأل مجدداً يا وزير التربيه والتعليم لماذا هولاء الرجال العظماء لايدخلو مدارسنا لماذا لايسكنوا عقول شبابنا واطفالنا اليس هولاء هم الذين ضحوا واغترفو القهر والحرمان ليحولوة نوراً يضياء للذين من بعدهم من الاجيال الى يومنا هذا * وياوزير الثقافه الايستحق كل شخص منهم تسميه احد الشوارع او اقامه تماثيل تخليدنا لهم ... فايا وزرائنا اصحو من سباتكم قبل ان يلعنكم الاجيال ويصيح شباب اليوم ((يامذهب التهميش همشتوا تواريخ الامم))...
توقيع وليد العمري:
احبك وانت ما تسأل* ولا مـــرة تواصلني
ترى والله انا اخجل* بحبي هـــل تعاقبني
((وليد محمد احمد العمري))
Bookmarks