تكاثرت الهموم..
وفي كل همٍ أغرق للدرجة التي تجلعني أتوقع كل سيناريوهات
وجوانب هذا الهم وتطوراته المستقبلية والنافع منه والضار..
وأنسى كل الهموم الأخرى..
أغرق في الصحيفة للدرجة التي أنسى معها الثورة..
وأغوص في السياسة للدرجة التي أنسى معها أي أمر آخر..
وأغرق في الثورة للدرجة التي انسى معها اسمي ومن أنا وإلى أين أنتمي...
أو أن لي أهلاً وبيتاً وجسداً وعلى قلبي انتحرت آلاف الأماني..
وأسبح في كل هموم العالم وكأن لا أحد معني بها غيري...
وأتذكر الحب فتصعد نهد القلب وأسبح في الألم والأمل واليأس..
وأريد معالجة كل أخطاء الأرض ولم أتمكن بعد من الانتصار على بعض أخطائي..
وأريد كتابة قصيدة لم يكتبها قبلي أحد.. وليس لدي الوقت الكافي..
وأتذكر أن الصومال بحاجة إلى رجال، فأتذكر كم أن العالم بحاجة إلي...
وأرى جمالاً... فكأنه نصيبي، ولا أستطيع الوصول إليه..
وأحزن بشدة عندما أتذكر أن هناك الكثير من الأمور لا أتقنها..
لا أتقن حتى الآن جميع اللغات.. ولم أقرأ كل ما يستحق القراءة..
ولا أعلم ما يدور في جميع الكواكب والعالم الخارجي بالضبط..
أصاب بالغيرة والإحباط عندما أشاهد فلماً أمريكياً، يحكي بطولة زائفة..
ولدي في اليمن أبطالاً عظام.. ماتواً ولم يسمع أحد عنهم..
أين أنا من أمريكا؟
أحزن عندما أتذكر أن لست أملك طائرةً..
ثم أتذكر أن ليس لدي سيارة..
لا أريد السيارة ولا الطائرة،
إلا لكي تمكنني من أداء عملي بوقت أسرع..
ربما آن الآداة أخذت وقتاً كنت سأنجز خلاله ما ينفع الناس..
أتذكر كم تجاوزت من الصعوبات وأين وصلت..
فأتذكر نعمة الله التي أنعم بها علي.. وكم كنت ضعيفاً بدونه..
اللهم لك الحمد..
أين أنا يا هموم ؟
Bookmarks