(( حكمتكم خالدة مدى الدهر)) ** هذه هي حياتي **

[حنــــان]

سلام الله عليكم قرائي الأعزاء ورحمة منه وبركاته .


في هذه الصفحة أحببت أن أسلط الضوء على جزء من حياتي افتخر بها ..

.. دائما نسمع ويقال ان الطفوله هي البراءة .. وكل طفل يعيش طفولته على حسب بيئته .. منذ الصغر ربياني امي وابي على الاخلاق والفضيلة وعلى التحكم في زمام الامور ومنها هذه الامور .. تدبر أمور المنزل منذ الصغر ..


لكي أكون قادرة على التحمل والصبر .. وايضا في حدوث بعض المواقف أكون ملمة بها ولا أستعين بأحد ..اليكم هذا الموقف ..
لكم أنْ تَقرؤا سطورها..آملة أن تستفيدوا ولو القليل ..

كان عمري وقتها لايتجاوز الثمان سنوات .. وكانت أمي حامل في الاشهر الاخيرة .. ولي أخ يكبرني من العمر سنتين .. بدأ لديها المخاض وذهبت الى المستشفى .. وقال لها الطبيب بأنها سوف تنوم في المستشفى حتى تولد ان شاء الله .. وقتها ابي ماذا سيفعل بنا انا واخي !! .. كيف سيجهز لنا الفطار قبل ذهابنا الى المدرسة كيف يقوم بتسريح شعري .. كيف يكوي ملابسنا !! ..

قالت أمي قبل ذهابها الى المستشفى : يابنتي .. جهزي الفطور قبل ذهابك الى المدرسة لك ولأخيكي .. وقومي بكي ملابسك وثوب أخيكي .. ولا تنسي بالاهتمام بتمشيط شعرك .. وضعي الشريط والبكلة البيضاء .. واذا احتجتي إلى شيء من أدوات المنزل أخبري أباك .. ولا تنسي الصلاة في وقتها فالله الحافظ ..

توجهت أنظار أبي الي في عجب وحيرة !! وكيف أن أمي استطاعت تعليمي هذه الاشياء وأنا في هذا العمر ..
وذهب أبي متبسما ..

في فترة غيابها عنا .. كنت أجهز الفطار من وقت استيقاظي من النوم .. يأذن الفجر أيقظ أخي لنصلي ثم نقوم بالافطار .. ملابس المدرسة جاهزة .. قمت بتمشيط شعري ولكني لم أعرف كيف أضع الشريطة والبكلة البيضاء .. ذهبت الى جارتنا "أم عمر " صباح الخير خالتي ام عمر فردت علىَ صباح الخير بنتي اتفضلي .. وكنت حاملة معي المشط والشريطة .. فضحكت وقالت : تعالي كي اضعها لكي .. بعد أن انتهيت من وضعها شكرتها ..
ذهبت إلى أبي وقلت له : نحن جاهزان للذهاب إلى المدرسة .. وقام ابي بتوصيلنا ..

بعد رجوعنا الى البيت تفاجئت أن ابي يقوم بالطبخ .. وجهز لنا الغداء ..و تغدينا سوية .. وكنا نسأله متى ستأتي أمي ..يقول: قريبا وسيكون لكم أخ أو أخت جديد بينكم ..

بعد يومين .. ذهبنا الى المستشفى .. وقالوا لنا الحمد لله على السلامة .. أمك أنجبت طفل جميل اذهبا اليها ..
لم اكن أفهم مايجري غير انها انجبت لنا طفل ..!! ونحن فرحين .. وأمي تسألني وتسأل اخي : كيف فعلتم في الدراسة ؟؟ .. كيف تأكلون وتشربون ؟؟ .. أبي قال لها : لاتخافي كل شيء تمام ..

رجعنا الى المنزل جميعا وطفلا جديدا علينا ..!!



موقف آخر حدث عندما كنت في سن الثانية عشر من عمري حينما أرادا أبي وأمي الذهاب الى الحج .. دون أخذهم لنا معهم .. كنت انا وثلاثة من اخوتي أصغرهم عمرا كان يبلغ الثلاث من العمر سنوات .. وكان وقتها عمي موجودا معنا " عمي سعيد الله يذكره بالخير " .. تركتنا أمي وأبي وذهبوا الى الحج بعد الاطمئنان علينا بوجود عمنا ..
وبعد ان جعلتني مسؤلة عن أخي الاصغر وعن شؤون المنزل .. كنت أقول في نفسي كيف سأهتم بأخي الاصغر ؟؟.. كيف سيكون شعوره بعدم وجود أبي وأمي له ؟؟.. كيف سأرضيه ؟؟!! ..





كان عمي "سعيد " يساعدني في تحضير الغداء والعشاء لنا .. وكنت أنظف المنزل وغسل الملابس ..
ولكن كنت أواجه مشكلة مع أخي الأصغر .. كان دائم البكاء .. ويريد امي .. وكنت احضر له رضاعه الحليب واسكته بها !! لااعرف ماالحل .. وكل مايبدأ بالبكاء نلعب معه انا واخوتي .. ونقول له امي الان سوف تاتي ..
وننشدد له " ماما زمنها جايه جاية بعد شوية ".. حتى نلهيه ..



الى أن يبدأ بالنعاس وأحضر له الفراش وينام .. وعند استيقاظه ؟؟ " فين ماما .. يدور عليها في الغرف وفي السطح .. فين ماما فين بابا ويبدأ بالبكاء ".. كنت أحاول جاهدة أن اخفف عنه وأخوتي كذلك ..
كنا نذهب الى البقاله لنشتري له الحلوى .. ونشتري له ألعابا كثيرة ..

فجأة بعد يومين .. حضر أبي وأيضا أمي من الحج .. زيارة لنا وأتوا بهدايا لنا وألعاب .. وكان أخي الاصغر يبكي " فين كنتوا .. ليه مااخذتوني معاكم ".. وبدانا بالضحك جميعا ..

ورجعوا الى الحج مرة أخرى .. دون أن يشعر أخي بهما ..





الخلاصه من هذين الموقفين ..





تعلمت مامعنى أن أكون .. ثقة .. صابرة .. أمسك زمام الامور في المواقف الصعبة .. وكيف التعامل مع الغير ..
وكيف أفيد غيري بما تعلمته ..




همسة ..
أبي .. وأمي .. مهما بقى الدهر ومهما كبرت .. تبقى حكمتكم خالدة مدى الدهر .. ونصائحكم مغروسة في نفسي مدى العمر .. وأخلاقكم تمثل لى أجمل من رائحة العنبر ..
فليجعل الله حياتكم مديدة وعديدة بذكرة .. ويحفظكم من كل سوء .. وييسر لكما الخير كله .. وان أكون عند حسن ظنكم .. رافعة رأسكم أولا بديني وأخلاقي .. وبدراستي التي طالما حلمتم بها ..