شياطين فوق المنابر

بقلم / عبدالمجيد الحريبي
-------------------------------
الشياطين نوعان شياطين الجن وشياطين الإنس، وتعد شياطين الإنس أخطر بكثير من شياطين الجن، حيث يمكن التخلص من شياطين الجن بقراءة القرآن والأذكار والتطهر والاستغفار، بعكس شياطين الإنس من أهل البدعة والضلال، فهم أمام الناس من البشر الصالحين،ظاهرهم العلم والتقوى والزهد والورع،وباطنهم الجهل والفساد والفتنة والعذاب،وهذا الصنف من شياطين الإنس أخطر بكثير من غيرهم من شياطين الجن والإنس،ولهذا فقد حذر منهم الله تبارك وتعالى حيث قال{وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون }«القصص :آية 41» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عمر بن الخطاب وأبي الدرداء وأبي ذر الغفاري وثوبان مولى رسول الله وشداد بن أوس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم قالوا:قال:رسول الله صلى الله عليه وسلم “أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون” وعن أبي عثمان النهدي قال: كنت عند عمر وهو يخطب فقال في خطبته مرفوعاً “إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان” وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن بين يدي الساعة سنين خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة»قيل وما الرويبضة؟ «قال المرء التافه يتكلم في أمر العامة» ولو نظرنا إلى واقعنا في البيت والسوق والمدرسة والجامعة والمسجد وفي كل مكان سنجد كم وكم من الناس تنطبق عليهم هذه الآيات والأحاديث، فكم من منحرف وضال وجاهل ومغرور وتافه نصب نفسه إماماً ومرجعية ومفتياً للمسلمين وهو مجرد شيطان من شياطين السياسة، وثعلب ماكر وشخص كاذب يكذب على الله وعلى رسول الله وعلى الناس، قال أحد الخطباء المنتمين سياسياً لحزب الإخوان المفلسين وهو يحرض المصلين ضد رئيس الجمهورية وضد مصالح الدولة ويذكي نار الفتنة بين المسلمين بأدلة باطلة وقصص وروايات ضعيفة أو مكذوبة عن الصحابة والتابعين وأكثر ما كان يستدل بقصص ووقائع وأقوال منسوبة للخلفية الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رعيته من المسلمين، ومن ذلك أن عمر خطب فقال: “اسمعوا وأطيعوا” فقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: “لاسمع لك علينا ولإطاعة!!” فقال له ولمه؟ قال سلمان: حتى تبين لنا من أين لك هذا البرد الذي لبسته؟ فنادى عمر ابنه فقال بن عمر: هذا بردي أعطيته أبي، فقال سلمان “الآن نسمع ونطيع” هذه القصة قصة مكذوبة لا أساس لها ولا سند في كتب السنة والسير وذلك بسبب مخالفتها لقوله صلى الله عليه وسلم«من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية» رواه البخاري ومسلم، ولم يكتفِ هذا الخطيب المنحرف بتنزيل الآيات في غير موضعها وسرد الأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص المكذوبة،بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير وتحول من خطيب حزبي متعصب إلى شيطان ناطق فقال نقلاً عن شيخه سيء الذكر«القرضاوي»وقد كان في قمة الخطاب والحماس الثوري والسخط العارم ضد الحكام المسلمين فقال:«لو أن الله عرض نفسه للعباد ما حصل على الأصوات التي يحصل عليها الحكام العرب!!»ونص هذا الكلام الخطير هو ما قاله الشيخ الإخواني يوسف “القرضاوي” في الطعن برب العالمين في إحدى خطبه في العاصمة القطرية الدوحة حيث قال:«قبل أن أدع مقامي هذا أحب أن أقول كلمة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، العرب كانوا معلقين كل آمالهم على نجاح بيريز وقد سقط بيريز وهذا ما نحمد لإسرائيل، نتمنى أن تكون بلادنا مثل هذه البلاد من أجل مجموعة قليلة يسقط واحد والشعب هو الذي يحكم ليس هناك التسعات الأربع أو التسعات الخمس التي نعرفها في بلادنا 99.99 %ما هذا؟ إنه الكذب والغش والخداع ولو أن الله عرض نفسه على الناس ما أخذ هذه النسبة نحيي إسرائيل على ما فعلت».
وقد نُشر هذا الكلام في الصحف واستفتي فيه العلماء من أهل السنة والجماعة فمنهم من قال أنه ردة عن الإسلام ومنهم من قال أنه ضلال مبين، قال سماحة الإمام بن عثيمين رحمه الله عندما سئل عن هذا الكلام : “ نعوذ بالله يجب أن يتوب وإلا فهو مرتد لأنه جعل المخلوق أعلى من الخالق فعليه أن يتوب إلى الله فإن تاب فإنه يقبل منه ذلك وإلا وجب على حكام المسلمين أن يضربوا عنقه”.
مثل هذا الخطيب المعتوه وأمثاله من خطباء الأحزاب يجب أن يحاسبوا ويزاحوا من فوق المنابر فهم رأس كل شر وبلية في الدين والمجتمع، حتى أنهم انحرفوا برسالة المسجد من رسالة سامية تدعو للوسطية والاعتدال والإتباع والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من الصحابة والتابعين، إلى رسالة تدعو للتطرف والغلو والإرهاب الفكري والسياسي والفوضى في المجتمع، وفوق هذا تحويل المساجد من أماكن للعبادة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار، والدعوة إلى الله، إلى أوكار ودهاليز للمؤامرات والاستقطابات للأحزاب والتنظيمات السياسية السرية والعلنية وذلك بحجة تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية والدعوة إلى الله وهذا مخالف لقول الله تعالى{وإن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحد}الجن آية 18 وسبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك...