قررت أن أرى........
قررت أن أرى ما خلف النظارة....
نعم أصدرت القرار أخيرا بكل عزم وحزم.....
لا لن يتم تأجيل العملية مهما كانت الضغوط....
والاتكال كله على الله ...
كان حلمي أن اخلع تلك النظارة أرى الدنيا من غير رتوش أو من خلف زجاج النظارة ....
كنت احلم أن تشرق الشمس وأنهض مسرعة أرى روعة الصبح من خلف الستارة وأن لا تمد يدي لتلك النظارة ....
لكم وددت أن اجري ..اقفز...هنا هناك من دون أن أخاف أن تنكسر تلك النظارة .....
لكم حلمت أن أقف تحت زخات المطر واستنشق هواءه من غير أن تتبلل تلك النظارة .....
كم تمنيت أن ينتهي عناء ارتداء العدسات وما يصحبها من الآم بعد ارتداء النظارة .....
وإذا أمرت الأقدار أن تقع يوما وينكسر زجاجها....لتأتي مرحلة جديدة من توقف الحياة المؤقت والانزواء في زاوية لمدة يوم أو يومين إلى ما أن يحين إصلاح أو استبدال تلك النظارة ...
نظـــــــــــارة...نظـــــــــــــــــارة....نظـــ ـــــــــــــــــارة...
أضحت حياتي بكفة ميزان لتكن النضارة بالكفة الأخرى ....آه تصدر قهــــــــــــــــــرا.
اتخذت القرار و لله الحمد ...ذهبت مع وثوق الخطى لإجراء الفحوصات الأولية لما قبل العملية وشعاري كان ...((( لا لن تغلبني تلك النظارة)))
حان وقت سماع نتائج الفحوصات...يدي تحتضن قلبي ...دقاته بطيئة قوية...((( لا لن تغلبني تلك النضارة)))
فحوصاتك ممتازة والحمد لله ( هكذا قال الطبيب) هيا اذهبي للاستقبال ليتم تحديد موعد العملية .
ذهبت و تم تحديدها ....يوم السبت يا حنين الساعة السابعة إلا ربعاً مساءً خذي الإرشادات التالية ولا تنسي الموعد المحدد ....؟؟؟ أضحكتني تلك الممرضة عندما قالت ....لا تنسي....(( لا لن تغلبني تلك النضارة.....)).
جاء السبت أشرقت شمسه وكأنها قد قطعت عهداً على نفسها ألا تغيب...متى يحل ذلك المساء .....وأودع تلك النظارة.
واخيرا ...أقمت صلاتي وارتديت تلك النظارة
وأخذت حقيبتي فقد اقتربت الساعة ...وحان الوعد والموعد وأزيح بكفي تلك النظارة ....
هيا يا أخي كي نرتجل السيارة فقد نفذ الصبر عندي منذ زمن وساعة ....
وصلت وقد تم استقبالي بحفاوة ...
وبدأ التحضير الفعلي للعمليه تماما كما يحدث في المسلسلات من ارتداء الثياب الخاصة وغيره من تعقيمات مطلوبة............. هيا تفظلي آنسه حنين جاء دورك ................؟؟؟!!!
نهضت وفجأة امتدت يد الممرضة وانتزعت عني النظارة ....وصرخت فيها ...كيف ولماذا ......؟؟؟؟
دعيني ادخل إلى غرفة العمليات فقالت لي ..((ألم تأتي كي تتركي النظارة وهذه هي البداية..))
توكلت على الله فتحت الباب ..الدكتور ومساعدته ...لا أنكر تم استقبالي بحفاوة .....
بدأت العملية العين الأولى ....تمت...... العين الأخرى ...تمت.....
نطق الدكتور .............أخيراً ........!!!! افتحي عينيك...
حمدا لله على السلامة تمت العملية بنجاح ...
كانت أروع لحظه عندما فتحت عيناي وبانت ملامح وجه الطبيب جلية لي ....صرت ابتسم ...وابتسم مع السلامة.....مع السلامة ليس للدكتور بل لتلك النظارة ...
مضى شهر بالكامل منذ إن ودعت تلك النظارة .....ولله الحمد وكل الشكر على جميـــع نعمــه.......وان كانت نظــــــــــــــــــــــارة.
تقبلوا فائق تحياتي .....
Bookmarks