رحلتي إلى موطني....... (2) .......
حان الوقت أيها الأحبة لاستكمال الرحلة.........
كان أول يوم بالنسبة لي في موطني غير كل الأيام......... في كل صباح أجد نفسي ..... بلا شعور تنقاد إلى تلك الردهة........ والتي يشرف المنظر منها إلى قريتنا الجميلة..........
في الصباح الباكر .... يخرج الأطفال .... يلهون هنا .... وهناك.......فوق الشجر...... تحت الشجر..... في كل الأرجاء ......
النساء ...... ترى البعض منهن ..... يغدون باتجاه البئر ..... لملئ الماء فمنزلنا يقع بالقرب من بئر ارتوازية..... وكل الشكر لتلك البئر ....... فولاه لم توثقت علاقتي بنساء القرية....... بالرغم من صوت تلك الماكينة المزعج في الليل والنهار ..... ومع الأيام بت أعتاد صوتها..... ولا أنام إلا علية.............؟؟؟؟!!!!!
لم تكن عقارب الساعة قد بلغت الساعة السابعة صباحاً ..........ز حتى سمعت طرقات الباب ...... لم يكن باستطاعتي ...... حتى قول من الطارق ....... فالنتيجة سيان ....... علمت أم لا...... فأنا لا أعرف أحداً ..........
فتحت الباب ........ ؟؟؟ !!!!
جارتنا العزيزة.... ( أم فلان) ......هكذا قالت عند فتح الباب ......ذكرها الله بكل الخير .....حاملةً فوق رأسها ......... ( بنت الصحن) .......؟؟؟ وفي قريتنا تسمى .... ( السبايه) ..... مطعمة بالشهد ......... طبعاً كان ذلك الفطور...... ..سلمت يداك جارتنا العزيزة............
تم التعارف والسلام......... وزال كل خجل الغربة...... وكان كل منا يكلم الآخر باهتمام.........
وهكذا ...... مضى ذلك الصباح........ وأجمل صباح..... تعرفت فيه على كل شي.........
على تلك البئر ...... على ذلك الطريق ...... على بيت فلان ..... وفلان..... هؤلاء هم الجيران .... وذاك أيضاً بيت الجيران....... على الشمس التي أشرقت ...... على الشجر .... على الأرض ..... والزهر ...... وأوراق الريحان.....
( من يعيدني إلى ثرى تلك الأرض )
أذهب أجيء على تلك الردهة....... كان نور الشمس يسطع بإشراق ....... وقفت أتأمل ذلك النور ..... أعاود النظر إلى تلك القرية....... وكعادتي ..... أحلق في الكون البعيد ....... يبقى الجسد ...... ويرحل الوجد إلى البعيد ...... متأملاً روعة اليمن ......... ....... خذي اللبن ..... خذي اللبن..... ... سقطت من كوني فجأة .... إلى عالم اليقضاء ..... خذي اللبن.....!!!!.؟؟؟؟؟؟ هي صابرين .........بنت الجيران......جاءت باللبن........ ابتسمت .... احتضنتها .... وكأنما أحتضن الوطن.....
ما أسمك...... أشرق وجهها بابتسامة..... صابرين....... قرابة الست أعوام...... تعارفنا ....... قدمت اللبن..... شكرتها وقلت .......... بلغي سلامي لوالدتك........واشكريها على اللبن............ ولة مسرعة........ وبكل براءة الأطفال أجابت...... ( أصلاً اللبن مش من أمي ....... من بقرتنا ) ........؟؟؟؟!!!!! ضحكت ....... إذاً كل الشكر للبقرة........!!!!!؟؟؟؟؟
قصة اللبن .......
كم خشيت ذلك اللبن......أعطيته لوالدتي ..... مع عدم التفكير في تذوق ذلك اللبن...... أبداً ولا يمكن....... لم يخضع للتعقيم ....... لا تتوفر فيه أي شروط الصحة الغذائية...........
يوماً بعد يوم...... الكل يأكل من ذلك اللبن ......؟؟؟؟!!!! هممممممم ....شكله جميل ..... رائحته أيضاً...... انقضي ياحنين ........ ...... رائع .... كم هو رائع ذلك اللبن...... أضحيت كل يوم ..... انتظر ... الست صابرين ....... واللبن........!!!
وهكذا كانت تمضي الأيام ...... الأولى..... جميلة .... خفيفة...... زيارات .... تعارف ....... دعوات من هنا وهناك.......
لم يعكر صفوي ......... سوى تغير الأجواء وأضنه الماء ويمكن اللبن..... جعلتني طريحة الفراش .... ... لمدة الأسبوعين ..... بسبب الملاريا .........فقد كانت الأمطار تهطل مسببةً انتشار البعوض المسبب للملاريا........... الحمدلله .... كم إبرة..... على كم حبة دواء........ وصارت الصحة ....تمام التمام.
مرت الأيام وقرر والدي العزيز ... أن نذهب إلى التنزه.......... خارج القرية..... غدونا نسير إلى وجهتنا ..... وبلفقيه بطربنا ..........
يا طائرة طيري على بندر عدن.......... زاد الهوى زاد النوى زاد الشجن........
كانت الرحلة إلى عدن...........
كم هي جميلة عدن....... بنيانها الحديث ............. شوارعها النظيفة....... الشيخ عثمان .... المعلا........... السوق الدولي ......... ظمران ...... الأنفاق .......... وعقود الفل..........وشراب الليمون......... ولا يمكنني أن أنسى شواطئ عدن....... كل شيء فيها جميل ...... لا ينتسى........... استمتعنا بالإقامة.... هناك.........
وينك عني يا عدن..............
بعها عدنا ........ إلى بيتنا الريفي الجميل ....... إلى الهدوء إلى جمال الطبيعة.............
تمر الليالي ..... ويودعها الصباح...... عشقت ذلك الصباح.......أحب أن أتجول ..... في الأرجاء ........ فأبداً لن تفوتني أي جولة صباح............. لمحته..... ناديته........ ليس الصباح.......... بل طفل يقبع خلف الأشجار ........ نظرته حزينة....... عرفت مابه...... فلا داعي لذكر الأحوال ...... ثياب مهترئة........ جهل وفقر ..... هم لا تحمله جبال............. أهديته..... بعض ثياب ....... رحل فرحاً وعلى وجهه بدا ثغره المبتسم......... ليجئ صباح آخر ...... لأرى نفس الطفل .... والحال كما هو الحال .... قلت له لماذا لم ترتدي الثياب ....... قال وياليته لم يقل...........!!!؟؟؟
( خبأها أبي للعيد)...........؟؟؟؟؟؟
سقط القلب مغشياً علية....... تحجر الدمع في المقل........ بالله يا قلمي ....... اكتب .... اكتب ....... مالم يكتمل ..... فهذا هو حال بعض أهلك يايمن.........؟؟؟؟
وددت لو لم أكن .... ايقضت القلب وسقط الدمع ينهمر ...... ضاق بي ذلك الكون.......... عدت وعاد الطفل يلهو..... وكأن شياً لم يكن .................!!
تلك الكلمات باتت كجرح غائر ......لا يندمل ...... ولا أضنه يندمل ....... إلا بعد أن أرى نهوض كل شعب الوطن...........
إلى هنا أقف.........؟؟
فقد أبا القلم............ أن يكمل ويصيغ الجمل........ معلناً فترة الحداد.....
إلى هنا أقف ...... ولكن الرحله بعد لم تقف........
فإن وددتم أحبتي ........ أكمل الرحلة........ وإن لم تودوا هنا أقف........
بادروني بردودكم...........
وأبقى بالانتظار........
حنين الوطن................
Bookmarks