أحط بين يديكم عدة وسائل خيرة تتبعها الزوجة الصالحة لا متلاك قلب زوجها
الوسيلة الأولى
اقصر طريق لأسر قلب الزوج اتخاذ حسن الخلق منهجا للتعامل معه
فإذا كان حسن الخلق للمؤمن يؤهله لصحبة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في الجنة فانه بالنسبة للزوجة أجمل زينة تتحلى بها مما يجعل زوجها لا يرى في دنيا النساء إلا زوجته حتى لو كانت ذات نقص في جمال أو مال أو علم أو حسب أو منزلة اجتماعية فان جمال الروح ورقتها وحسن الخلق لا يفوقهما أي جمال وحسن آخرين.
واهم ما في حسن الخلق كظم الغيظ وضبط النفس عن نزواتها ,ولجم اللسان عن قول القبيح, وتعويده الكلمة الطيبة الحلوة الرقيقة التي لا عنف فيها ولا أذى, والتي تعتبر بلسما يداوي كثيرا من الجراحات ويقضي على بوادر المشكلات , وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن من البيان لسحر".
الوسيلة الثانية
اقتداءً بالسيدة خديجة رضي الله عنها إحدى سيدات أهل الجنة, التي جمعت في نفسها في بيتها عدة نساء في وقت واحد وفق مقاييس عصرها
فعلى كل زوجة مسلمة أن تتأسى بها ماامكنها وان تجمع في نفسها بضعة نساء في وقت واحد مما يجعل زوجها يجد فيها كل النساء اللاتي يحتاجهن بيته
إن تكون أما رؤوفا, ومربية فاضلة لأولاده , وزوجة ودودة رحيمة كاتمة لأسراره, وصديقة تتفهم مشاكله وتشاركه مشاعره وترضي ذوقه وتتعاون معه على السرًّاء والضراء, وتواسيه في نفسها ومالها إن احتاج إليه, وسيدة راعية لبيتها تهتم بشتى شئونه وتتجلى لمساتها في كل ركن من أركانه .
لاشك أن زوجة من هذا النوع تجعل زوجها يرى فيها دنياه السعيدة إذا ما أدار ظهره لدنيا الناس.
الوسيلة الثالثة
تفاديا لاختلال التوازن في نظام الأسرة لابد للزوجة الحكيمة الرشيدة من أن تنظم حياتها الأسرية بشكل شامل متوازن
يتمتع كل طرف منه بحقوقه كاملة من زوج وولد ونفس وأهل وزور عملا بتوجيهات النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم في نصيحته لعبدالله بن عمرو بن العاص بان يعطي لكل ذي حق حقه من نفس وزوج وزور وولد.
الوسيلة الرابعة
على الزوجة لا سيما حديثة العهد بالزواج أن تهيئ نفسها لحياتها الجديدة بفطام نفسي عاطفي يؤدي بها إلى فصام تدريجي عن أسرتها وبيئتها السابقة ...
مستخدمة لتحقيق هذا الغرض قوة إرادتها وقناعتها الجديدة للتكيف مع بيئة الحياة الزوجية التي انتقلت إليها, ومع محاولات إشعار الزوج ولو من باب المجاملة في بادئ الأمر بأنها من اسعد الناس في حياتها معه, وأنها قد مفعول السحر في نفسه... كيف لا ؟ وهو يجد أهل مملكته الصغيرة بأسرها يبتهجون لعودته ويشتركون في استقباله.
الوسيلة الخامسة
من الأساليب الذكية اللبقة في معاملة الزوج أن تحقق المرأة ماتريد إن شعرت انه غير راغب فيه ابتداء بطريقة غير مباشرة,
كأن تصرف الموضوع نهائيا إن لم يكن ذا أهمية أو تعيد طرحه بطريقة ذكية غير مباشرة كأن تستعمل أسلوب التساؤل حوله, أو اخذ الرأي مثلا حتى توحي إلى الزوج بأنه هو صاحب الاقتراح وانه لم يفرض عليه... وبهذا يتحقق لها ماتريد دون إثارة مشكلات, وكم من خلافات زوجية تنشأ من اختلاف وجهات نظر حول موضوع ما , مع إصرار كل من الزوجين على موقفة دون تراجع.
الوسيلة السادسة
لا ننسى أن اهتمام المرأة بأنوثتها وزينتها دون مبالغة أو تبذير أمر ضروري للحفاظ على قلب الرجل وقناعته فيها,
علما بان أجمل صباغ يجمِّل فمها ابتسامتها العذبة, وأروع كحل يُزيِّن عينيها نظراتها الحانية الرقيقة, وأبهى لباس ترتديه أنوثتها ورقتها, وأطيب عطر يفوح منها نظافتها ...
لذلك عليها أن تعطي عينه حقها بأن لا يرى فيها إلا جميلا كما تعطي أذنه حقها فلا يسمع منها إلا طيبا, وتعطي انفه وذوقه حقهما فلا يشم أو يذوق إلا زكيا.. وهكذا تملك عليه حواسه كما ملكت قلبه ... هذا مع الإشارة إلى أن اهتمامها بأنوثتها وزينتها يجب إلا يجعلها تهمل الإشراف على بيتها في كل ماحوى من أولاد وأشياء وأمور أخرى كالطهي والنظافة والترتيب فهي كلها أمور داخلة ضمن رعايتها ومسئوليتها كراعية مسئولة عن رعيتها .
الوسيلة السابعة
إن على الزوجة منذ باكورة الحياة الزوجية أن تحترم زوجها وكل مايتعلق به كما تحترم نفسها ولا شك أن التي تحترم كرامة ورجولة ورغبات زوجها وما يمت إليه بصلة تجعله يحترمها ويعاملها بالمثل ,
وان اشد ما يسيء إلى الزوج عدم احترامه, أو تسفيه رأيه أو نقد تصرفاته وكشف عيوبه, بدل سترها ومحاولة مداراتها وإصلاحها بطريقة غير مباشرة, ومما يسبب نفوره أيضا مناقشته من عال وبصوت مرتفع مما يجرح كرامته ويحط من رجولته ويشوه صورة زوجته المحببة لديه . وعلى النقيض من ذلك لابد من تكريم الزوج باعتباره رجلا له القوامة والقول الفصل, ولا أظن أن بيتا يتبادل فيه الزوجان الاحترام والتكريم ومراعاة المشاعر يمكن أن نشم منه رائحة خلاف أو تعاسة, بالإضافة إلى انه على الزوجة أن توطد نفسها وتكيفها على أن يكون هواها من هواه, وان تحب مايحب وتكره مايكره من أهل وصحب وأشياء ضمن طاعة الله وبقدر استطاعتها, دون أن تفقد ذاتيتها أو تمتهنها وفي ذلك راحة وسعادة لها وله ولأسرتهما.
الوسيلة الثامنة
لا يعني كل ماتقدم أن تكبل الزوجة قرينها بقيود الزوجية, بل لابد من أن تترك له هامشا من الحرية في صفحات كتاب حياتهما الزوجية...
فلا تتصور مثلا إنها تتمتع بذكاء حاد إذا ماكشفت لزوجها كل مرة إنها على علم بكل شئونه صغيرة وكبيرة ... أو إنها تعرف لما فعل كذا... أو قال كذا ...بل عليها أن تتغابى إن وجدت إنها بكشفها ماتعرف قد تؤذي شعوره, وتقيد حرية فكره أو سلوكه ... كما أن عليها أن تدع له حرية التصرف داخل بيته وخارجه فيما احل الله من شرابه وطعامه أو منامه إن شعرت أن في ذلك راحة له وسرورا, أو إنها ستصطدم معه لو عارضته. وكذلك الأمر إن أراد أن يخرج للقاء بعض أهله أو صحبه لوصلهم وزيارتهم بين الفينة والفينة, أو لقضاء مصالح بعض الناس... فعليها أن لاتحجر عليه حريته, وان تحاول أن تجد مايشغلها عنه في بيتها وما اكثر ماتجد.
Bookmarks