قبل سنوات من الأن وتحديدا" فى ذالك الصيف الملتهب من العام 94 م علت صرخات المجاهدين باسم الله عند
بوابه العند تهليلا" وتكبيرا" بالفتح المبين ..فى منظر خاله رجال الله فتحا" لبلاد ماوراء النهر ..
جاء المحررون على دبابات الشرعيه طمعا" فى دخول أهل الجنوب الماركسيين فى دين الله أفواجا ..فدخلت بدلا" عنهم خيرات الجنوب فى جيوبهم العامره بجماجم أهله ..
والجنه للمتقين فى النهايه .. فلم يعد من المجدى الحديث عنها بعد كل تلك الملاحم البطوليه للقادمون طمعا" فى جنه الله ..لكأن قريش عاشت فى الجنوب..
لم يدر بخلد هؤلاء أن هذه المعمده بدماء الجنوبيين عند بوابه عدن لن يكتب لها الحياه طويلا" ..فما كل ما يتمناه المرء يدركه ..
كان الدم الجنوبى ما يزال طريا" تحت رمال العند ينبئ أن الجنوب لا يموت ..وكيف يموت ميلاد" وجيلُ ..
شخصيا" أؤمن بأنه لا يوجد مُنتصر في الحرب* أي حرب... ففي الحروب يخسر كلا الطرفين*و الفرق بينهما أن أحدهما فوق خسارته.. مهزوم
لكن قوات الملالئ فى صنعاء أحالت ذاك النصر المهترئ الى لغه أستعلاء عمدت فيه على تحويل الجنوب بكل ما
فيه من بشر وحجر الى أقطاعيه كبيره لحسابهم الشخصى ..
ظنا" منهم أن للمنتصر كامل الحقوق فى أستباحه أرض المنهزم ..هكذا فكر زعماء صنعاء حسب عقليتهم العقيمه ..
بات الجنوب على وقع أخر طلقه مدفعيه على بئر أحمد .. يسكنه الأنكسار ..ونامت عدن على خطى المحتلين الهمج يقٌضون سطوه هدوئها ..
سارت الأيام لتتسع دائره الألم ..وحياه البؤس لكل الجنوبيين ..فى وقتا" يرفل القادمون الجدد من أعالى الجبال
برفاهيه العيش ..كانت جذوه النار الخافته تؤكد دنو الأشتعال ..
وكان الأنين القادم من تحت ركام القهر يشير الى عنفوان بدء خافتا" ثم ما لبث يعلو صراخا" على أستحياء...ثم
أستحال بركانا" أيقض الحالمون ..النائمون على بساط الوجع لأهل الجنوب..
سنوات مرت مذُ بدءنا هنا حديثنا عن القضيه ..وأتذكر تلك الأيام كيف كانت ردود الفعل تجاهنا .. لم تقف عند حد
التجاهل والسخريه ..بل بالتقليل من أمكانيه فعل شئ..
فأنصفتنا الأيام ..بكل هذا الوهج القادم من زمن الغياب ..
واليوم تعود تلك الأصوات لتصادر معانى الثوره المتوقده فى ذاتنا ..عبر تكميم الأفواه ... والدق على ناقوس الصيانه المهترئ ..
تلك الأسطوانه التى تم عن طريقها أقصاءنا مرارا" وتكرارا" منذو سنوات ..فشاءت الأقدار ألأ أن تؤكد صدق أهاتنا
المكبوته والتى أطلقناها هنا يوما" ما ..
وهاهو الجنوب ...يلملم بقايا جرح ٍ نازفٍ في زوايا المكان.. لينتفض المارد فى وجه الجبروت معلنا" نهايه حلقات الهوان ..
عاد المقاتلين بزهو الأنتصار بعد أن أحالوا مدن الجنوب الى خراب ..عادوا ليقبضوا ثمن دماءنا ..
وهاهم يعودون اليوم للمربع ذاته فى أستدعاء خطير للموقف مع فارق أن من يواجهم اليوم هو شعب الجنوب
العصى جدا" عن الهزيمه..
يحاول رموز الاجتياح فى ذالك الصيف العوده مجددا" الى دائره الأضواء متناسين بأن الزمن قد تغير كثيرا" ..
فلم تعد تجدى خطبهم العصماء للتحرير ونشر دين الله فى أوساط الكفره والمحدين ..
خفت وهجهمم وتواروخلف تابوهات النسيان ..
وبقى الجنوب حاضرا" متوهجا" كالبدر فى سديم الليل.. خابت ضنونهم بموت الجنوب ..
فماتوا هم وبقى الجنوب شامخا" ..
ووحده البردونى قبل أن يترجل الى الرحيل وضعنا فى قلب الحقيقه ومضى غير أسف على قومه ..تقمص فاجعه السقوط وأشار بيده
من ذا هنا غير الأسامى الصفر تصرخ فى خفوت ..غير أنهيار الأدميه وأرتفاع البنكنوت ..
وحدى ألوك صدى الرياح وأرتدى عُرى الخبوت..
فرحمه الله عليك فهكذا تكسرت الأمنيات فى هذا الزمن الردئ..
وهكذا تباكى صاحب كتاب (الف ساعه حرب ) هائما" على ضفاف النيل منشدا" على ليلاه ..
أأذوق فى شفتيك يا حبى العسل ..ما عدت أعرف أى طعما" للقبل ..
أأموت من ظمئ أذا لم ترحمى ..قلبا" تحطم فى هواكِ وما وصل ..
فوداعا" للأمنيات الخضر فى وطنى ..
***********************
همسه : كثيرا" ما تحكمنا العواطف الأنفعاليه لتطغى على كل جماليات الحياه ..ولأنى أهفوا للسلم بالسليقه ..
كجزء من قناعاتى الراسخه .. ونزولا" عند رغبه بعضا" من الأصدقاء بعدم المساس بحرمه المنتدى ..
وأيمانا" منى بضروره الأحتكام للغه العقل والمنطق ..
ليس عجزا" عن فعل ما عزمت عليه ليله أمس .
.
بل حبا" فى هكذا صرح لا أود أن أكون أول من يهد أركانه ..
وليس من الصعوبه بمكان ألحاق الضرر فى عالم الكترونى لا يحتكم
لقواعد وثوابت معينه سوى صحوه الضمير..ونُبل المبادئ ورقيها ..
لذا فأنى أتوقف عن موجه التصعيد الموجه
للأدراه حتى تقنعنا وبطريقه حضاريه عن سر الأقصاء المتعمد للبرنس الخليفى ..
أعود مجددا" للأيمان بأن قيمه الشئ تكمن فى الجوهر ..وفى أنتظار بيان يهدئ من روعه الحدث ..ما لم فلن نظل
فى مكان لم يعد وجودنا فيه مرغوبا" ..وعندها سنرى الى أين تسير الأمور ..
وفى حقيقه الأمر لم يعد لدى أى نيه للمكوث طويلا" هنا لحاله الأنفلات الاخلاقى المتضمن تجريحا" للذات الجنوبيه ..
فى أذن الأداره . . بذره سنبله تموت ..تملاء الوادى سنابل ..
والسلام
Bookmarks