مع تزايد الإحتقانات وتصاعد الإحتجاجات في محافظات الجنوب ، لازلنا نسمع ونقرأ الكثير الكثير من المقالات .. التصريحات .. البيانات .. التقارير .. الأطروحات ... والتي مع كثرتها وغزارتها إلا أنها تكاد تدور حول ثلاثة أراء وهي :
الرأي الأول : يعتبر ما يجري في الجنوب مجرد أعمال فردية يقوم بها مجموعة من المأجورين المنفذين لمخططات خارجية تسعى لتمزيق الوطن والعودة لعهود التشطير !!
الرأي الثاني : يعتبر ما يجري أمر متوقع ونتيجة طبيعية للسياسات الإقصائية التي يمارسها النظام بحق أبناء الجنوب .. ويؤيد أصحاب هذا الرأي حصول الجنوبيين على كامل حقوقهم ومطالبهم المشروعة !
الرأي الثالث : يعتبر ما يجري شرارة إنتفاضة أو ثورة جنوبية هدفها الأول والأخير تحرير الجنوب من الإحتلال الشمالي الدحباشي ؟!
وهاؤلاء هم أصحاب شعارات ( برع برع يا زيود .. علي ناصر بايعود ) .. وأمثالها ... !!!
ويرى هاؤلاء أن عودة إنفصال الجنوب هو الحل السحري والمفتاح الذي سيفتح الباب لحل كل مشاكل الجنوب !!
أنا شخصياً أعارض بشدة أصحاب الرأي الأول !
وأأيد جملةً وتفصيلاً أصحاب الرأي الثاني !
وأتفهم موقف أصحاب الرأي الثالث رغم إختلافي معهم !
وبناءً على هذه القناعات فقد رأيت أن أضع بين يدي إخواني الجنوبيين بعض المقترحات التي يعرفونها وإنما نذكرهم بها وهي بمثابة نصائح أخوية !
وأعتقد أن أخذ هذه الإقتراحات بعين الإعتبار سيفيد الإخوة في الجنوب ويدعم قضيتهم وربما يعجل بتحقيق كل أهدافهم ومطالبهم المشروعة !
وإليكم بعض هذه المقترحات وهي : -
- مواصلة تصعيد الإحتجاجات و الفعاليات السلمية وجعلها بشكل أسبوعي أو شهري ، وعدم الإنجرار وراء أي إستفزازات أو أعمال عنف قد تصاحب تلك الفعاليات بإفتعال من النظام ليستخدمها مبرر وذريعة لقمع تلك الفعاليات والقضاء عليها !
- نشر وتوضيح وشرح القضية الجنوبية بأبعادها وتفاصيلها المختلفة وعدم إختزالها فقط في قضية المتقاعدين قسراً !
- السعي لكسب أكبر نسبة من المؤيدين للمطالب الجنوبية في عموم مناطق اليمن وذلك عن طريق أمرين :
الأول / الإبتعاد قدر الإمكان عن الشعارات والألفاظ والتوصيفات المناطقية الضيقة والتي تنفر الكثير من اليمنيين في الشمال وتستفزهم وتجعل المتعاطفين منهم تقل حماستهم في دعم أصحاب القضية الجنوبية !
الثاني / الإهتمام والحديث عن معاناة اليمنيين بشكل عام وتبني مختلف قضاياهم وتلمس همومهم ( كقضية إرتفاع الأسعار .. وقضايا الحقوق والحريات .. وقضية صعدة .. وقضية البطالة - العاطلين عن العمل- .. وقضية التوريث .. وقضية الإستفراد بالسلطة والثروة .. وغيرها من القضايا الهامة ؟! ) ...!
- التركيز على توجيه النقد الصريح والواضح والمباشر للطرف أو الأطراف المسؤلة عن وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه في الجنوب والمقصود هنا أركان النظام وزبانيته والمستفيدين والمتفيدين لثروات الجنوب والشمال ، بمعنى عدم حشر كل الشماليين بمختلف فئاتهم وتياراتهم في خانة واحدة مع أركان العصابة الحاكمة ، لأن ذلك سيجعلهم يتبنون مواقف أقرب لمواقف تلك العصابة ؟!!
وأنا شخصياً لا أستبعد أن هناك أشخاص تدفعهم السلطة للحديث بمنطق مناطقي تجريحي إستفزازاي بهدف تشويه مطالب الإخوة الجنوبيين أمام إخوانهم الشماليين !
- عدم التحرج من فضح والتشهير بكل الأطراف والشخصيات الجنوبية التي تآزر أركان النظام الحاكم فيما يقوم به من إضطهاد وإقصاء وتهميش لأبناء جلدتهم !
وللعلم أن تلك الشخصيات هي أحد أهم الأسباب الرئيسية لإستمرار النظام في سياساته وتجرأه على مواصلة السير فيها !
- في حالة إضطرار الإخوة في الجنوب للقيام بأعمال مسلحة – والحمد لله أنه صار هناك جناح مسلح بقيادة الشحتور وغيره – فأعتقد أنه من الضروري التحلي بالوعي الكامل ، وتوجيه تلك الأعمال ضد المسؤلين الحكوميين التابعين للنظام وأعوانهم فقط دون التورط في أعمال ضد أبرياء !!!
تلك بعض المقترحات وربما ستلحقها مقترحات أخرى بعد أن أرى تعليقات المطالعين خاصة من الإخوة الجنوبيين !!!
رسالة !
تحية الحرية والعزة والكرامة لأحرار الجنوب الذين كسروا حواجز الصمت والخوف والذل !
وأعلنوها صرخةً مدوية .. زلزلت عرش الطاغية .. !
وأيقضت مارد الشعب الذي بدأ ينمو ثائراً متنقلاً بين أرجاء البلاد .. يصرخ في وجه الظلم والقهر والفساد ... !
هيهات أيه الناهبون لخيرات الوطن .. المتاجرون بدماء أبناءه ودموعهم وآمالهم وآلامهم .. المجوعون لهم .. لقد طفح الكيل .. وعما قريبٍ سترون نهايتكم بأم أعينكم ؟!!!
تحية الفخر والشموخ لأبناء الجنوب الذين ارتفعت أصواتهم في ساحة الحرية بخورمكسر ووقفت هاماتهم شامخة شموخ شمسان وردفان !
تحية الإعجاب بأولئك الأحرار
تحية الإجلال لجرحاهم ومعتقليهم
تحية المجد لزعيمهم الحر الأبي ( ناصر النوبة ) !
وتحية إلى كل حرٍ أبيٍ غيورٍ في هذا الوطن المجروح ...!!!
ليس بعد الموت موت !
نحن في أوطاننا صرنا سبايا
ومطايا للمطايا
وعراةً في العراء
وجياعاً فقراء
ننزفُ الثروة والزاد لأصحاب الحوايا
ولأصحاب الثراء
وكفاهم كرماً
أن يمنحونا الذل مجاناً
وأن يحتسبوا القهر عطايا
وكفاهم رقةً
أن يمنحونا حق تقرير البكاء ؟!
***
بلغ السيل الزبى
هانحن والموتى سواء
فاحذروا يا خلفاء
لايخاف الميِّتُ الموت
ولايخشى البلايا
قد زرعتم جمرات اليأس فينا
فاحصدوا نار الفناء ..
فإذا ما أصبح العيش
قريناً للمنايا
فسيغدوا الشعبُ لغماً
.. وستتغدونَ شظايا !
... أحمد مطر
Bookmarks