حياكم شباب
دخلت عندنا الكهرباء في 83 وكان عمري حينها عشر سنين
يعني عشت عصر ما قبل الكهرباء وماقبل الغاز كمان
بعدين جاء التلفزيون
ثم التلفون
ثم الكمبيوتر
ثم الستالايت
ثم الجوال
ثم الانترنت
يعني عشت كل العصور تقريبا
طيب لو قارنا بين حياة زماااان وحياة اليوم
وبين شباب زمااان وشباب اليوم
ايهم اوفر حظا ؟
اكيد ستقولون شباب اليوم
فالآن يكفي عالم الانترنت
ولا الجوال يعني مرتبط بالعالم وانت في اي مكان
ولا البليي ستيشن
ولا اللابتوب وام بي ثري بلير والبلوتوث
ولا عالم الستالايت وقنوات العالم امامك في غرفة نومك
تصدقوا لو اقول لكم والله ان حظكم عاثر انكم من جيل هالاشياء
يعني انا اتحسر عليكم لانكم ما عشتوا ايام زمااان
ايام زمان كانت الحياة حقيقية اكثر
خلوني اجيب لكم منها شوية حاجات
اولا قبل لا ادخل المدرسة كنت ارعى الغنم
ولا زلت اذكر كيف كنت اجري وراهم
واعرفهم واحدة واحدة
عشت حياة البداوة وعرفت ايش المفترض ياكل الغنم
وكيف تشوف المكان المناسب للرعي
ما تتخيلون كم هي رائعة تجربتي هذه
حتى اني في يوم ما رأيت مقطعا بالنت لغنمة تجري في سهول وتذكرت تلك الايام ودمعت عيني
ومن تجاربي قبل المدرسة
اني كنت العب في الشارع
واسوي لي مزارع صغيرة
واسوي معادي ومجاري ماء ومطر وحاجات رااااائعة
بعدين دخلت المدرسة وعفوا عني الرعي
صرت متطور
بس فين مدرسة زمااان
كنا لما نشوف مبنى المدرسة كاننا نشوف ناطحة سحاب
حتى درج المدرسة كان غريب
كان هناك عنصر المفاجأة الذي نتدرج فيه في حياتنا
وانتم اليوم مساكين فقدتموه لانكم شفتوا كل شيء في سنين اعماركم الاولة فليس هناك جديد تشوفونه
ايام الثانوية خرجنا من القرية اللي نحن فيها الى المدينة المجاورة
وكان لابد ان نجلس طول الاسبوع ونرجع القرية يوم الخميس
طبعا لازم ناخذ لنا عدة كاملة لاننا سنسكن هناك
تخيلوا معي عندما اخذت حقيبة خاصة
كانت اول حقيبة خاصة امتلكها
يا لروعة الاحساس
ولا لما رحت الثانوية وصار اسمي ادرس بالثانوية
كان شعور غير ونظرة الناس غير
لانك صرت بالثانوي مو مثل هالايام حتى بالجامعة يشوفونك مجرد طالب تدرس
ما ابي اطول ولا كانت الثانوية مغامرات وكل يوم جديد
ما كنا مشغولين لا بانترنت ولا بجوالات ولا ببليي ستيشن
كانت الحياة مغامرات
فيوم نخرج الى المزارع القريبة ونقطف الثمار
ويوم نخرج الى السوق
واهم شيء اننا كنا شلة اصدقاء لا تفترق 24 ساعة
لا يشغلنا عن انفسنا شيء فنحن نعيش ونتذوق الحياة
ثم بعد الثانوي
خدمة سنة
وللحظ كانت تدريس
وكنت اعشق التدريس
اذكر اول يوم دخلت على الطلبة فيه
كان الامر فعلا جديدا علي
ثم الجامعة وبدأت الحياة الحديثة تلعب دورها
فكان تخصصي كمبيوتر
ونحن اول دفعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا
كان اسمها الكلية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا
بس لحظة تذكرت شي
عندما سافرت صنعاء
لا تتصورون كم كنت اعيش احلى لحظات حياتي
فكنت ارى اشياء جديدة
تخيل لو انك الآن ترى اشياء اول مرة تشوفها بحياتك
يعني نحن الآن لو سافرنا امريكا مثلا ولا فرنسا
نحن قد شفنا كل شيء بالتلفزيون
يعني عنصر المفاجأة بيكون معدوم ولو كنا بنعيش لحظات حلوة بس مو لما تكون اول مرة
هدفي من الموضوع
ان حياة زمااان كان لها طعم
فاللعب مثلا
كنا نلعب مع اولاد القرية كلهم
كان هناك مواسم لكل لعبة
وكانت القرية وكل القرى الاخرى تلعب نفس اللعبة لفترة معينة ثم ننتقل الى اخرى وهكذا
اين العاب زمان
كنا نلعب (القلة) بكسر القاف واللام وهي لعبة من عصا كبير وصغير
وكنا نعمل سيارات وقلابات من العلب ونتسابق ونمثل اننا نبني بيوت
والله ان روح الالعاب تلك معدومة اليوم
صدقوني فاتتكم اشياء رهيبة
عندما يأتي موسم الامطار عندنا
ونخرج نحرث الارض على الماشية
وعندما ياتي موسم الثمار في اشجار النخيل
كنت مع بزوغ الضوء اذهب الى (الحجل) و (الجروب) وهي المزارع ان صح التعبير
اطلع النخل واتي بالثمر
كم يا مواسم تاتينا بالسنة
رمضان زمان
آه آه آه كيف كان رمضان زمان
كنا العصر نذهب نوزع الاكل بين الناس
فكل اسرة طبخت شيء توزع على الاسر الاخرى
ولا العيد
كم كانت فرحتنا بالملابس الجديدة
اليوم كل اسبوع ملابس جديدة
وكمان مو عاجبهم
ههههههههههه
كم كنا نفرح بالمناسبات
وكم كانت عزيزة على نفوسنا
اما اليوم فصارت الايام مثل بعض
ليس هناك جديد
حتى العيد ليست فرحته مثل زمان
ولا رمضان حياته مثل حياة زمان
كانت هناك عادات جميلة
انتهت وفقدوها جيل اليوم
اتحسر عليكم
كم فقدتم من سعادة
وضحكوا عليكم وجابوا لكم البليي ستيشن ومحسبين انفسكم احسن من الشيبان اللي ما حصلو هالاشياء
والله انهم حصلوا وحصلوا وحصلوا
حبيت احسركم شوي ههههههههههه
يالله
لما ينتهي البترول
ونعود مثل ايام زمان
بتجربوها
ولا يمكن اولادكم وتكون فاتتكم احلى شيء في الدنيا
انا اااااااااااااااااااااااااااااسف جدا لو حسرت احد
ولكن هذا الواقع
ودمتم طيبين
Bookmarks