--------------------------------------------------------------------------------
أضع اليوم بين يديك طرقا ً مُبسّطة لتضع نصيحتك بدون أن تفقد هذه النصيحة هدفها السامي فتتحول إلى العكس من مرادها .
واعذرني على ضرب الأمثلة العظيمة * لأني أشرح ما فوق مستوى قصدي * فعندها حتى لو لم يُفهم ما فوق قصدي * سيفهم قصدي كأضعف الإيمان :
1) إيصال النصيحة بطريقة غير مباشرة :وإليك المثل :
رأى الحسن والحسين (رضي الله عنهما) رجلا أكبر منهما يتوضأ بطريقة خاطئة فلا يسبغه * فأرادا نصحه بدون إحراجه * فأتياه وقالا له : يا عم أنا وأخي نتوضأ وكلٌّ منا يرى أن وضوءه الأكمل فاحكم بيننا (القول بالمعنى وليس نصا ) * فتوضأ الأول أمامه فأحسن وضوءه * ثم جاء الثاني فتوضأ وضوءا تاما ً أيضا ً * فلمّا رأى وضوءهما قال : لقد أحسنتما وأخطأتُ أنا
2) امتصاص اللهجة والمعاملة العنيفة باللطيفة والمهذّبة :
وإليك المثل الأعظم :
كان يهوديا يؤذي الرسول (صلى الله عليه وسلم) * فيضع الأشواك والقمامة في طريقه * ففي يوم لما يجد الرسول تلك الأذية * فسأل عن ذلك اليهودي فعرف أنه مريض * فزاره في داره * فلمّا رأى اليهودي معاملته عليه الصلاة والسلام * دخل في الإسلام .
3) التواضع في المعاملة :
واقرأ هذا المثل :
فقد عليّ في إحدى غزواته درعا من الدروع التي كلن يحتفظ بها * ففي يوم رآها في السوق مع ذمّي * فسأله عنها * فقال الذمي : هذه درعي وهي في يدي * فتحاكما لدى القاضي * فجلس أمير المؤمنين علي خصما لذلك الذمي * وبعد أن سمع القاضي شهادة كلٍ منهما * قال للأمير : يا أمير المؤمنين هل لديك شهودٌ على أن الدرع لك؟ قال : غلامي * قال له : ومن غيره * قال : ابني * فرد القاضي : أنت تعرف يا أمير المؤمنين أن شهادة الابن لوالده لا تجوز * فقال الأمير : إذن فهي له * فتعجّب الذمي وقال : أمير المؤمنين يجلس خصما لذمّي من أجل درع إن هذا الدين لهو الدين الحق * وإني أشهد أن الدرع لأمير المؤمنين * حيث أنها سقطت منه في بعض غزواته فأخذتها * وأنا أشهد أن لا إله إلا الله *وأن محمدا رسول الله * فقال علي : بما أنك أسلمت فإني أهديك إياها .
4) عدم التجريح الشخصي .
5) عند وجود نقطة إيجابية أو اتّفاق * فذكرها يمنع الاستفزاز .
وتحياتي
بقلم القلم الحر
Bookmarks