اخوتي في الله ....
إن من مما أهتم به ديننا الحنيف هو حسن الخلق...
ففي حسن الخلق مجامع الخير ... فبه يسود المرء في قومه .. وبه نشر الصحابة الدين في الآفاق ....
وقد قيل في حسن الخلق أنه التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل...
وقد ذكر أن حسن الخلق يقوم على أربعة أركان (الصبر- العفة- الشجاعة- العدل) فهذه مجمع الأخلاق الفاضلة.
قلت: فالصبر يحمل صاحبه على تحمل أذى الآخرين وعدم مقابلة السيئة بمثلها بل يعفو ويصفح.
والعفة تحمل صاحبها على التعفف عن كل محرم وكذا تحمله على التعفف عما في أيدي الناس فلا يسرق ولا ينهب ولا يروع مؤمناً في ماله فيأمن الناس جانبه فيسعهم بخلقه هذا.
والشجاعة تحمل صاحبها على قول الحق فينصر المظلوم ويذب عن دين الله فتسموا أخلاقه بين الناس.
وأما العدل فيجعله يسوي بين عباد الله المؤمنين فلا يعامل غنيهم بأفضل من فقيرهم ولا أبيضهم بخير من أسودهم ، ولا يبخس الناس أشيائهم ويأتي الناس بالذي يحب أن يأتوه به فلا يتكبر عليهم ولا يسخر منهم بل يعدل وينصف ويعطي كل ذي حقٍ حقه.
وبالضد فالأخلاق السيئة تبنى على أربعة أركان (الجهل- الظلم- الشهوة- الغضب)...
فالجهل يريه القبح في صورة الحسن والعكس.
والظلم يحمله على وضع الشيء في غير موضعه،
والشهوة وهي كل ما تلذذ به الإنسان كما قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14) ، فهذه الشهوة تحمله على الشح والذل والدناءة،
والغضب يحمله على الكبر والحسد والعداوة والسفه.
نسأل الله أن يرزقنا الأخلاق الفاضلة ويجنبنا الأخلاق السافلة.
Bookmarks