اوجز لكم هذه القصة التي لازالت من تاثري بها راسخه في ذهني وهي
من التراث العربي :
يقال ان ملك خرج مع رجاله الى الصحراء 00وعند مسيرتهم الطويله تاهوا
واشرفو على الموت 00وقد صادف ان راءهم اعرابي من الباديه وانقذهم
واستضافهم في منزله المتواضع على مشارف الباديه ورغم فقره فقد
قدم لهم واجب الضيافه بكل مايملك ولمدة 3ايام رغم عدم معرفته انه ملك 00وفي اليوم الرابع سار معهم الاعرابي حتى اوصلهم الى مشارف
مدينتهم وودعهم 00وقد شكره الملك على مافعله معهم مخبرا اياه
بانه الملك وان بابه مفتوح له وقت ماشاء 00ورجع الاعرابي متعجبا
وكان لهذا الملك عادة اعتاد عليها واصبحت قانونا في البلاد وهي انه
اول يوم من كل عام يعدم اول زائر يطرق بابه في ذلك اليوم 0
ومرت الايام وضاق الحال بذلك الاعرابي وفكر بالمسير الى الملك لاعانته
وكان من سؤ حظه ان وصل في اليوم المشؤوم ولم يكن يعرف شيئا عن
هذه العاده00وطرق الباب وسرعان ماان فتحوا له 00واخذوه الى الملك
حتى يراه ويفتي في امره 00وماان راه الملك حتى عقدت الدهشه
لسانه واطرق حزينا ان يرى ذلك الذي انقذ حياته واكرمه يقف امامه في
هذا اليوم المشؤوم وشرح للاعربي عن ذلك الامر المحزن 00مؤكدا
له انه رغم ما يكنه له من جميل الا انه لايمكن ان يلغي ذلك الامر
لانه غربانا (نذر) عليه 00وانه ليشعر بالحزن العميق انه كان الشخص
الذي يطرق بابه هذا اليوم وحاول الاعرابي ان يثني الملك متوسلا دون
جدوى وعندما راى الاصرار في وجه الملك قل له :ان علي ديونا
ومتعلقات لاهلي فارجو ان تعطيني مهلة 3ايام اقضي فيها اموري وارجع
ولكن الملك اباء لانه لايضمن عودته الا اذا اتى بمن يضمن عودته
واخبر الملك انه غريب ولايعرف احدا 00وفي هذه اللحظه نهض رجلا من
المجلس وقال انا اضمنه 00دعوه يذهب وبسرعه وافق الملك على ذلك
وشكر الاعرابي ذلك الرجل وخرج 000 ومرت يومين والملك يامل ان
لايعود الاعرابي حتى ينجو ويقتل بدلا عنه الكفيل 00وفي اليوم الثالث
خرج الناس في الانتظار وحتى قبل الغروب وهولازال في علم الغيب
هنا احضروا الرجل الكافل وشرعوا يعدون العده لاعدامه عند الغروب
لانتهاء الوعد 000وعند بدات الشمس بالمغيب وقد هموا بتنفيذ الحكم
شاهدوا على بعد غبار يثار من بعد تبين بعد ذلك انه لفارس قادم وتبين
لهم انه لم يكن الا للاعرابي الذي قد جاء مسرعا يسابق الزمن وهنا
ذهل الملك من الاعرابي والذي قد سنحت له الفرصه للنجاه من الموت
وساله عن السبب في عودته للموت وانه بالامكان عدم العوده ولا
احدا يعرف له طريق 00اجاب لقد جئت منفذا لوعدا قطعته وحتى
لايقال يوما ان الوفاء قدضاع عند العرب
وهنا نظر الملك الى ذلك الشخص الذي كفل شخصا لايعرفه معرضا
نفسه للموت وهنا رفع الكافل راسه شاكرا ربه قائلا والله ماكفلته الاخوفا
ان يقال يوما
ان المروة والشهامة قد ضاعتا عند العرب
تعجب الملك من موقف ذلك الرجلين الذين قدما حياتهما رخيصه من اجل
المبادءي والقيم النبيله وادرك مدى قبح عادته وعفاء عنهم في الحال
والغاء تلك العاده الى الابد 00
Bookmarks