دخل أحد الشباب إلى إحدى الأسواق الكبيرة لشراء حاجيات كثيرة لمنزله كعادة الناس ، وبينما هو يتجول بين جنبات السوق الكبير لفت انتباهه امرأة كبيرة في السن تنتقل وراءه من مكان إلى آخر ، ولم يقف الحال عند ذلك حتى اقتربت منه بشدة وهي تحملق في وجهه .
التفت إليها وقال : يا أمي تريدين شي مني ؟
التفتت إليه وبكت وقالت : ( يا أمي ) أجمل كلمة اسمعها ، اسمع يا بني ؛ أنت تشبه ابني شبها كبيرا وقد مات في حادث سيارة وقد افتقدت تلك الكلمة اللي تجبر قلبي وتعيد لي قواي . وانهالت تبكي !
اخذ يصبرها ويقول : اصبري يا أمي واحتسبي هذا أمر الله .. الله يعوضك خير .
قالت : أبي منك طلب تسمعني هالكلمة ، أنا أبي أروح بيتي لكن تكرم واسمعني هالكلمة ، كررها على مسمعي ، أمي ، أمي ، أمي ، أريد أن أسمعها أمي حتى اخرج من السوق ، اسمعني إياها ، ذكرني بفقيدي .
وذهبت وهي تبكي ، وقلبه يتقطع من الالم والحسرة على هذا الموقف الإنساني المؤلم ! وتمنى لو انه لم يشاهد هذه الآم الحزينة .
وخرج من السوق بعد أن هدأت العاصفة وربما نسي بعض الأغراض ، وتقدم للمحاسب وهو يتألم لبقايا الموقف ، قال : كم الحساب ؟
قال : الحساب 450 ريال سعودي ، وحساب أمك 1550 ريال سعودي !
قال : أمي .. وينها أمي ؟
قال : التي ذهبت من هنا وأنت تودعها قالت : الحساب عند ولدي !!
معقولة ؟!؟!؟!
قال : الم تذهب أمك من هنا وأنت تودعها : ( يا أمي مع السلامة ) ؟
قال بلى ؛ أنا وادعت امرأة مات ولدها وقلت لها : يا أمي .
قال المحاسب :أنا ما اعرف إلا الحساب ! أمك خرجت من هنا وأنت تودعها وقالت : الحساب عند ولدي هذا !
ولم يجد بدا من دفع الحساب ، ودفع الحساب وهو ويقول :
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
( منقول )
Bookmarks