بقلمي/ عمر محمد إسماعيل
رسالة إلى الفارس الخشبي
حاصرنا .. طوق ساحتنا
بسياج حديدٍ..أو خندق
في خيمتنا وطنٌ..فيها
حلمٌ ورديٌ ...يتحقق
هذي خيمتنا ...فاحرقها
للثورة حصنٌ لا يحرق
أرسل قناصاً...محترفاً
سأعري صدري إن أطلق
اقتلني سهواً ...واقتلني
عمداً..وبإصرارٍ مُسبق
لا فارق عندي..فهتافي
حيٌ في ثورته يرزق
اطلع في الشاشة ..واشتمني
يا قزم في السرك تحذلق
حرض إعلامك..ثورتنا
أنبل من بوق يتملق
خلف قميصي الأبيض قلبٌ
ذهبي يسبح في دورق
فاخرج سكينك واغرسها
ما بين ضلوعي وتعمق
إني عصفور..وكناري
نصفي نورس نصفي لقلق
فافتح أقفاصك..قيدني
وارميني في سجن مغلق
فلدي جناح من ضوءٍ
ألقى بالأصفاد ...وحلق
اقلع أشجاري،أزهاري
امشي بالأعشاب لتسحق
في قلبي جنة فردوسٍ
وضلوعي بستانٌ أورق
لوح بسياطك واجلدني
عذبني،كهربني،اصعق
صادر أوراقي مزقها
سلطانك فيها يتمزق
افرش كلماتي ضاجعها
بسريرك ليلاً وتعرق
يا زاني الكلمات... حروفي
اشرف من ماضيك واعرق
صادر أيامي...وأتلفها
أجهض أحلاماً لم تخلق
ستظل الثورة في ارضي
تنمو...بسلامٍ كالزنبق
افعل ما شئت بلا خجل
اكذب..ملعون من صدق
اجعل من عجزك انجاز
..في أفق الأوهام تألق
عبثٌ.. تتبرج يا هذا
باللون الأحمر والأزرق
ستظل قبيحً في عيني
لا جدوى في أن تتأنق
اسحب أنيابك من جرحي
وتوخ حذرا ..قد تعلق
في جرحي فخٌ ..ودمائي
افتك من سمٍ.. فتذوق
شرياني حولك مشنقةٌ
فتجنب جرحي ..أو تشنق
في عيني نجمٌ يتعالى
وبقلبي قمرٌ يتزحلق
هذي أشعاري فتشها
هذي محفظتي فتحقق
وتسلل في جيبي ليلاً
لا مانع عندي أن تسرق
لا عجبٌ .. في هذا إني
استوعب ماضيك الأسبق
تاريخك عفنٌ ودخانٌ
فافعل ما شئت ولا تقلق
يكسوك الإخفاق تماماً
صدقني فوراً .. لا تصعق
انك في قبحك مغروسٌ
من طرف الكعب إلى المرفق
لا أقبح من وجهك إلا
ثرثرة من حلقك تبصق
لا أغبى من قولك إلا
تصديقك للقول الأحمق
بلل كلماتك ..وابلعها
لن أصغي لغرابٍ ينعق
من أنت لنبقيك إلهاً؟
فرعون من قبلك اخفق
يا بن الشيطان..اتركني
لست ملاك حتى تُعشق
لست بوحي كي اتبعه
أو نصف نبي لتصدق
محتال أنت ومدعيٌ
نصابٌ..من عرقي انفق
سمسارٌ ، نخاسٌ ،لصٌ
قد باع ترابي وتسوق
دجالٌ... حرف سيرته
وبظهر التاريخ تسلق
تمساح يبكي بلا دمعٍ
انقض على شعبي وأشفق
شبحٌ مغبرٌ..في قبرٍ
صنمٌ من طينٍ .. يتشقق
بطلٌ وهمي ٌ مزعومٌ
مشبوهٌ زائفُ وملفق
فارس خشبٍ في معركة
باع الجيش وخان الفيلق
صعلوكٌ يتصنعُ نبلاً
قزمٌ مهووس ٌيتعملق
فأرٌ.. يتنمر في وطني
يتعنتر في شعبٍ مُرهق
قطٌ رفرف في مزبلة ٍ
بجناحِ الباعوضِ وحلق
فتعالى هبوطاً وسقوطاً
وبقى في البرميل معلق
فزاعة حقلٍ من قشٍ
تمثالٌ في العرشِ معوق
صرحك مبنيٌ من رملٍ
نفخته الثورة...فتفرق
سيفك مصقولٌ من ورقٍ
بارزهُ الثائر.. فتمزق
خيلك عاجيٌ ، مشلولٌ
أسفاه .. على خيلٍ ينهق
يا فارسنا الخشبي.. عجبٌ
سبحان المولى من انطق
يا فارسنا الخشبي..مهلاً
ثرثر بهدوءٍ...وترفق
أيقظت الغثيان بقلبي
أنهكت الإحساس المرهق
لا تزني بالكلمة جهراً
بالصمت تحلى وتخلق
صمتاً.. فلسانك كالأفعى
يلدغني في الجرح ويلعق
صمتاً...فلسانك وحذائي
زوجان .. وحذائي أأنق
تهريجك أضحكني جداً
أبكى وجعي ..يا للمأزق
يا فارسنا ترجل ...يكفي
العرض كعادته اخفق
وقناعك أبدى ما يخفي
والشعب المخدوع تحذق
الوجه العاجي تعرى
من كل جميلٍ ومنمق
أرهقت المشهد يا هذا
وتهاوى الماكياج الملصق
أتقنت التمثيل... ولكن
ما من احد غيرك صفق
سقطت أوراقك كاملة
أخفقت..وما عدت موفق
من حولك جمهورٌ يغلي
فابحث لنجاتك عن زورق
ارحل فشراعك من ورقٍ
ودمائي...نارٌ يتدفق
أنقذ أيامك من غرقٍ
فبقائك يعني أن تغرق
Bookmarks