بريطانيا العظمي وعدن المستعمرة وما السر من ذالك ؟

**الوحيشي** · 31-12-2005, 03:41 AM

بريطانيا العظمي وعدن المستعمرة وما السر من ذالك ؟

[line]

في أحد أركان لندن الشهيرة والعريقة بالآثار والحضارات وثقافات الشعوب والأشهر على صعيد العالم من حيث الديمقراطية وتطبيق القانون على الجميع وتميز الحريات تقبع هنالك وزارة قديمة تهتم بشئون المستعمرات التي كانت بريطانيا تشتهر باتساع نطاقها وأقاليمها المستعمرة في كل القارات وفي القرن الماضي تم تخلص المستعمرات من احتلال بريطانيا والذي دام لقرون .. ما يهمنا في هذا الموضوع المستعمرة عدن فقد استعمرت لـ 129 سنة على أيدي الاحتلال البريطاني ... نعود إلى تلك الوزارة التي تحدث عنها في بدء الأمر والتي من المفترض أن يكون دورها قد انتهى بانتهاء الاستعمار إن استثنينا بالطبع العراق المحتلة فقد تم ضم تلك الوزارة تحت جناح وزارة الدفاع وتم تغير أسمها إلى وكالة المعلومات وقد كان نهج تلك الوكالة ألا وهو نشر أي وثائق سرية مضى عليها ثلاثون عاما أو أكثر وقد تم إخراج الكثير من الأسرار عن سياسة بريطانيا المخفية والملتوية للعلن ضمناً لنهج هذه الوكالة ولكن كانت هنالك قضايا مخفية عن الرأي العام ومن هذه القضايا وأهمها بالنسبة لنا .. هو الملف الاحتلال للجنوب اليمني فيعتبر هذا الملف ملف غامض رغم تجاوز السنين المزمع اتفاقها من قبل الوكالة وعند البحث والمطالبة وجهت الطلبات بالرفض القاطع وبالإشارة بأن هذا الملف سري للغاية وغير صالح للنشر وليس هذا كله بل هنا أتطرق إلى نقطة مهمة للموقف البريطاني تجاه هذا الأمر ، فبعد تشكيل حكومة يمنيه بعد طرد الاحتلال طالبت الحكومة باستلام مخطوطات لتصميم وإنشاء مجاري عدن والتي أنشئت في ظل الاحتلال البريطاني وكما جرت العادة في السابق فقد كانت أيضا بالرفض لتسليم اليمن تلك المخطوطات مما يصعب حقيقةً الأمر عند حدوث أي مشكلة أو أمر في مجاري عدن وعلى الجانب الآخر لا يوجد أي فائدة تذكر بالنسبة للحكومة البريطانية تجعلها تمنع تسليم عدن تلك المخطوطات بعيداً عن بقية الملف ..

فلماذا تلك المواقف البريطانية تجاه اليمن ؟

استفهام بسيط يطرح نفسه خاصة وأن بريطانيا تحتضن في أراضيها تيارات معارضة لحكومة اليمن ...

تحياتي للجميع

**الشاحذي** · 31-12-2005, 12:01 PM

أخي الوحيشي :
النهج الذي تعتمده الدول الإستعمارية في كشف الوثائق التي انبنت عليها سياساتها ومحددة بثلاثين عاماً نوع من المغالطات الكبرى , وكثيراً ما كان الباحثون والمؤرخون يصطدمون بتزوير هذه الوثائق أو إخفاء أجزاء منها لتأثير الماضي على الحاضر , ولعل قضية عدن واحدة من أهم الوثائق التي لا أستبعد أن يطالها التزوير والبتر , وذلك لما لعدن من أهمية كبرى في رسم هذه السياسات وعلى رأسها وجود نقطة دعم مركزية للمستعمرة التي لم تغرب عنها الشمس وخاصة في خلق حلقة وصل مع مستعمرة الهند التي كانت تدار عبر شركة الهند الشرقية ..

مسألة فتح ملف عدن يعني فتح ملف الشركة , وفتح ملف الشركة يعني وضع بريطانيا في موقف لا تحسد عليه فكان لزاماً عليهم أن يخفوا كافة الوثائق ..

أما مسألة مجاري عدن - الذي ضربته مثالاً - فقد كان ضمن الإتفاقات المبرمة مع وفد الجبهة القومية عشية إعلان الإحتلال رفد الجبهة بكل مقومات الإستمرار ومساندتها من الخزينة البريطانية للقيام بأعمالها وتم تحديد مبالغ معينة ولكن بريطانيا لم تفِ بالتزاماتها تجاه الوعود التي قطعتها في حينه , فإذا نكصت في أن تلتزم بما هو ظاهر فكيف نؤمّل منها بأن تلتزم بما خفي على الناس .. !!!!

والسلام عليكم ..