الطائفية !
الصراع الطائفي في العراق زرعه ونماه واستفاد منه المحتل ولذلك يسعى لتعميمه على المنطقة ، بعد أن أدرك أنه السلاح الأسهل إستعمالاً والأقل كلفةً والأقوى فاعليةً ! في تمزيق دول المنطقة وإذلال حكامها وشعوبها ونهب ثرواتها وخيراتها ! وإلهاء أبناءها عن قضاياهم الحقيقية والهامة والأساسية بقضايا خلافية أغلبها سخيفة ؟!
أما اليمن بلد الأمان من الفتن !
اليمن هي البلد الوحيد – من بين كل الدول الإسلامية متعددة المذاهب – الذي لا يوجد فيه مساجد خاصة بالسنة وأخرى خاصة بالشيعة !!
هذا الوضع المذهبي المتسامح والمميز لليمن تتمناه كل الدول المكتوية بنار الطائفية أو تلك التي تخشى إقتراب هذه النار منها ؟!
هذا الوضع لم يرقى للنظام اليمني القائم والذي سعى ولازال يسعى لإدخال اليمن عنوةً في أتون الصراع الطائفي !!
ويريد أن يغرق اليمن في المستنقط المذهبي الطائفي القذر !
فقط كي يقال أنه لاعب مهم في المنطقة ! وأنه الموثوق به عند أسياده !
وكي يحظى ببعض الأموال المدنسة والتي يضمها إلى أرصدته الخاصة !
الطائفية والمذهبية في اليمن هي بالفعل ( أكذوبة كبيرة ! ) بل هي وهم وسراب !
ولكن النظام اليمني يعمل جاهداً – ويساعده مع الأسف بعض أدعياء الدين والوطنية - ليجعلها حقيقة وواقع كي يحقق أهدافه ومخططاته وألاعيبه الخبيثة !

المناطقية !
حينما نشاهد أو نسمع أخباراً مناطقية ! أو نقرأ مقالات مناطقية ! أو نستمتع بنكتة مناطقية !
فإن من السخافة والغباء أن نتهم الوسيلة الإعلامية والكاتب والمنكت بأنهم جميعاً مناطقيون وإنفصاليون !!
كما أنه من البلادة ألا نبحث ونعرف من المسؤول الأول والمباشر عن تلك الإفرازات المناطقية !
ألا وهو النظام اليمني القائم !
فحينما يصادر هذا النظام أملاك وأراضي المواطنين في بعض مناطق الجنوب ( خاصة عدن ) بحجة أنها كانت بيد الدولة ( الحزب الإشتراكي الحاكم سابقاً ) وبالتالي فهي الآن تابعة للدولة القائمة !
ثم إذا بهذه الأراضي بين ليلةٍ وضحاها تصبح فلة عامرة أو مشروع إستثماري لأحد المشائخ أو المتنفذين المقربين من النظام ؟!!
أيضاً
حينما يتم التعامل مع بعض أبناء اليمن كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة !
وحينما نرى وظائف الدولة العليا والأقل منها متركزة في مناطق بعينها !!!
وحينما نرى مناطق نائية وريفية تحضى بكل الخدمات والمشاريع لأنها قريبة من مراكز النفوذ ! في حين مناطق أخرى سكنية وحضرية ( مدنية ) تعيش في العصر الحجري ! فقط لأنها غير مرضي عنها أو أنها ليست قريبة من مناطق الأسرة الحاكمة ؟!!!
وحينما نرى أو نسمع أمثال ذلك وأكثر منه !!!
حينها
نعم حينها ينبغي أن نلتمس العذر لأولئك الذين يتحدثون بخطاب مناطقي وبمنطق إنفصالي !!
وأن نحسن الظن بمن يسعون لإصلاح مسار الوحدة !
وأن نعلنها صراحةً أن النظام وأركانه هم من أوجد المناطقية وهم من صنعها بسياساتهم المناطقية !!!

العنصرية !
هي أحد الأمراض المستعصية وأحد المصائب التي لا تقل خطراً عن الطائفية و المناطقية !
هذا الآفة لا يصاب بها إلا من يعاني من عقدة النقص !!
ولا يتقيأ أوساخها إلا من إستمرأ قذارتها ! وأعمى قلبه الحقد غير المسبب أو الحقد الأعمى !!
يظن الحاكم الذي أخرجها من مزابل التأريخ أنه سيستفيد منها في سياساته وحروبه وجرائمه في القرن الواحد والعشرين ؟!!
إنه واهم ! يتوهم أن الآخرين أغبياء مثله !
العنصرية صناعة رسمية بإمتياز ؟! بدليل :
أن الكثير من الهاشميين - على سبيل المثال – لم يتذكروا أنهم هاشميون إلا بعد أن سمعوا الخطابات والمقالات والتقارير العنصرية الرسمية ؟!!
من يزرع بذرة العنصرية بين شعبه ومواطنيه وأركان دولته !
سيكون هو أول من يجني ثمار هذا الزرع !!!

مشاهد حية !
لمن يريد أن يتعرف على بعض المصانع الرسمية للآفات الثلاث ( الطائفية – المناطقية – العنصرية ) فما عليه إلا أن يضع يده على أنفه ثم يأخذ أحد أعداد صحيفة أخبار الليل ( أخبار اليوم ! ) أو صحيفة الدس ( الدستور ! ) أو صحيفة البلاء ( البلاد ! ) وأخواتهن ...!!
وبعد الأنتهاء من قراءتها سيتأكد مما ورد في هذا المقال !