بالأمس تطرقنا إلى الشاب الداعية عمرو خالد وكيف أنه في فترة وجيزة استطاع كسب مئات الألوف من قلوب الرجال والنساء ، لا سيما من فئة الشباب . وكيف أن البعض من المثقفين والصحفيين الكبار يسيئون لهذا الشاب إلى درجة اتهامه بالعمالة للخليج تارة وللسعودية تارة أخرى بدون أي دليل أو سند أو منطق مقبول .
ومثلما ظهر هذا الشاب في مصر وانتشر وذاع صيته بالخارج ، ظهرت فجأة أزمة جديدة بطلها الداعية اليمني الأصل الحبيب الجفري ، الذي تم إبعاده عن مصر لأسباب تتعلق بقانونية إقامته أو هكذا قرأنا في الصحف .
وهذا الحبيب كان يسير على نفس الخط والنهج الذي عليه عمرو خالد يسير . ومثلما ملك الشاب عمرو خالد قلوب الشباب من الجنسين ، وتخصص في الدروس التربوية والإيمانية واستخلاص الكثير من العبر الغائبة والمغيبة عن الكثيرين ، تخصص الحبيب الجفري في دروس إيمانية كان يحرص على حضورها ليس فقط الشباب العاديين ، بل عدد لا بأس به من نجوم و نجمات الوسط الفني المصري .
دروسه تلك أثرت في عدد من الممثلات حديثات العهد بالوسط الفني ، فكانت تلك الدروس داعية لهن إلى ترك التمثيل فوراً واعتزاله . وصل الأمر إلى نجمات أخريات كبيرات أيضاً . ولأنه مستمر في دعوته ولأن الممثلات الصغيرات توقفن عن الفن ، أثار هذا الأمر صناديد الدفاع عن الفن من بعض المثقفين والصحفيين ، فأثاروا الكثير من الأتربة والغبار حول هذا الشاب ، إلى أن وصلت الأمور بإبعاده لأنه صار يشكل خطراً أكيداً على مستقبل فن التمثيل في مصر .
وبالطبع لم ينج الحبيب الجفري من تهمة العمالة لجهات عربية خليجية وتحديداً السعودية . فقد قال أولئك المثقفون والصحفيون الكبار: إن الحبيب يتلقى الأموال وبسخاء كبير من أجل تخريب الفن المصري عبر تحجيب الممثلات واقناعهن بعدم جدوى هذا العمل ، حتى يبدأ الوسط الفني يفقد تدريجياً العنصر النسائي ويصل بعد حين إلى الصفر ، وحينها سيتوقف قطار الفن في مصر وينتهي !
ولقد بلغ البعض من أولئك الكبار القول بأنه تم صرف أكثر من مليار دولار من أجل تحجيب الممثلات وضرب الفن في مصر !! أليس هذا منطق ساذج واستخفاف بالعقول كثيراً ؟ هل يعقل أن يتحدث مثقف كبير بهذا ؟ ولو أنه قال ان تلك الأموال رصدت لضرب هوليوود لكان الأمر أهون ، على اعتبار خطورة تلك المؤسسة على العرب والمسلمين وكثير من دول العالم ، أما أن يتم تخصيص مليار دولار لضرب مؤسسة الفن في مصر ، فلا اعتقد أنها بحاجة لهذا المبلغ لأنها تراجعت كثيراً عن تأثيرها وأصبحت غير مقنعة للمصريين أنفسهم ، فما بالك بغيرهم ؟
ولحديثنا بقية باقية .
عبـدالله العمادي
alemadi@atyaf.org
www.atyaf.org
Bookmarks