الكاتب / فؤاد سعيد
نقاط قوتنا هي مجموعة المواهب والصفات و الخصائص التي نختلف بها عن الآخرين وتميزنا عنهم وقد يتبادر إلى الذهن تساؤل جديد يزيدنا حيرة وهو: أي صفةٍ أو موهبةٍ ينبغي أن تحدد اتجاهي فأنا أمتلك الكثير من المواهب والمميزات؟ وهذا شيء طبيعيٌ جداً فهناك من الناس من يمتلك عدداً من المواهب العلمية وأخرى أدبية ... وغيرها. وتوضيح ما ينبغي علينا عمله دعونا نناقش علاقة الضوء و الظل.
الضوء و الظل Light and shadow
كلما تعددت مصادر الإضاءة المسلطة على أي جسم واختلفت اتجاهاتها تتعدد الظلال التابعة للجسم فلاعب كرة القدم يتحرك في الملعب وتتبعه أربعة ظلال أو أكثر، تصنعها الإضاءات المختلفة المسلطة عليه غير أن المصدر الطبيعي للإضاءة: (الشمس) لا يرسم إلا ظلاً واحداً يتحرك وفق حركتها. فإذا ما اعتبرنا الظل الذي ترسمه الشمس هو الظل الحقيقي (إذا جازت التسمية) و بقية الظلال ظلالاً ثانوية، فكذلك الحال مع مواهبنا ومميزاتنا، كلما سلطنا عليها أضواء الاكتشاف والتطوير كلما ظهرت لدينا قدرات ومهارات جديدة. فما هي الموهبة التي تحدد الاتجاه الذي ينبغي أن نسلكه ؟
إن المهارة والصفة والموهبة التي تنمو معك بشكل مستمر وتميزك عن غيرك وتجد فيها ذاتك هي الصفة الأساسية وينبغي أن تستثمر بقية الصفات في خدمة وتطوير و تدعيم مشروع الميزة الأساسية وقد يقول قائل إنني أتميز عن غيري بصفات عدة فأي صفةٍ وميزةٍ اتبع؟ وهنا يبرز دور البوصلة الداخلية للفرد والتي تساعد في الإجابة على هذا السؤال ونحرك هذه البوصلة من خلال الإجابة على عدد من الأسئلة منها :
1 - ما هي الموهبة التي أحبها ؟
2 - أين أجد المتعة ؟
3 - ما هي الصفة الأكثر تمييزاً لي ؟
4 - ما هي الصفة والميزة التي أحب أن تطور؟
وبعد ألإجابة على هذه الأسئلة، ابحث عن الموهبة التي يصاحبها التيسير، لأن المشروٍع الذي تتسابق فيه الخطى وتبذل من أجل تطويره هو المشروع الذي تحبه والمشروع الذي تحبه وتتمتع بعمله وتجد نفسك فيه هو مشروعك أو مجال استخلافك ومن أهم دلائل صوابية الاختيار، حدوث التيسير فكلٌ ميسّر لما خلق له).
2- نقاط الضعف weakness:
كل واحد منا تكتنفه العيوب ونقاط الضعف وربما تكون هذه العيوب كثيرة وهذا في حد ذاته ليس خطيراً، لكن الخطورة عندما يتعاظم الشعور بالعيوب إلى أن يتولد منه الإحباط أو نتوجه إلى معالجة نقاط الضعف الهامشية على حساب نقاط الضعف الرئيسية ولذلك وبعد حصر نقاط الضعف، ينبغي أن نبدأ بمعالجة هذه النقاط المرتبطة بالمهارات والمميزات الأساسية، لأننا بذلك ندعم أهم نقاط قوتنا وبذلك نكون قد بدأنا خطواتنا الأولى نحو تحقيق التغيير المنشود.
3- التهديدات threat:
والتهديدات المقصودة هنا التهديدات الداخلية كما هو الحال في نقاط القوة ونقاط الضعف وهذه التهديدات لابد من معرفتها وحصرها لأنها من أقوى الأسلحة التي تقتل فينا روح الانطلاق، وتغييرها من أهم المحركات الدافعة إلى تغيير أسلوب حياتنا وقد تتمثل هذه التهديدات بـ(القناعات – الثقافة السلبية – الموروثات السلبية - القدوات - ...) ومحاربة هذه التهديدات و تقليصها، شرط حدوث تغييــر:} إِنَّ الله َ لاَ يُغَيِّــرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغيِّـروا مَا بِأَنْفُسِهِمْ |الرعد11
4- الفرص opportunity:
يبدأ هنا البحث عن الفرص الذاتية والخارجية وقد تتعدد الفرص غير أن أهمها هي الفرص التي ترتبط بنقاط القوة. والفرص قد تكون (أصدقاء – أقارب – فرص تدريبية – فرص ذاتية - وقت - صحة - قوة ...) ولا بد من مواجهة التهديدات بالفرص لزيادة نقاط القوة، وفق مبدأ: (اغتنم خمساً قبل خمس...)
وبعد الانتهاء من كتابة قوائم ( القوة و الضعف والتهديدات والفرص) ، أسقط هذه القوائم في الجدول التالي:
نقاط القوة الفرص
أ ب
نقاط الضعف التهديدات
جـ د
ومن الجدول السابق يكون المربع (ب) و الذي يجمع الفرص المرتبطة بأهم نقاط القوة (أ + ب)هو أكثر المربعات أهمية و المربع (د) الذي يجمع التهديدات التي تقابل أهم نقاط الضعف (جـ + د) أهم ما يجب معالجته وبعد أن تعرف ما لديك، حدد اتجاهك وابدأ الآن في مشروع التغيير.
من موقع جريده النجاح للتنمية البشريه
http://najah-mag.net/index.php?page=...em=1&ar_no=232
تحياتي
Bookmarks