مما يؤسف له, ويحزننا أشد الحزن, أن الأقدار أرادت أن نعيش في هذا الزمن الرديء, وأن نكون مسرحاً لأحداث متلاحقة الفصول, تؤدئ خلالها عدد من الأدوار التي تسجل مزيداً من الخزي والعار في أسوأ مراحل تاريخنا المعاصر والقديم, ضمن سلسلة متكاملة من الهبوط والانحدار أصاب الأمة بكاملها.
فها نحن تخوض معارك طاحنة بين بعضنا البعض, ونسخّر إعلامنا بوسائله المختلفة (لنشر غسيلنا) أما الجميع.. ونسجل الانتصارات (الواهية) على بعضنا البعض وكأننا منتصرون على الأعداء.. علماً بأننا لم ننتصر على أنفسنا حتى هذه اللحظة.
لقد أصابتنا الأحداث الكآبة والتشاؤم, فالأخ يقتل أخاه, والشاب يحمل السلاح على أبيه, والجار يغدر بجاره, وأبناء العشيرة يحملون سلاحهم في وجه بعضهم البعض.. وضاع الناس في أوهام مضللة وفتن حاقدة قام بزرعها بيننا من يحاولون غرس بذور الفتنة ووضع أسافين الحقد لأصابتنا بالشروخ وتمزيق الأواصر التاريخية التي تجمع بيننا.. وبذلك نصبح فريسة سهلة بل و سائغة لمن يريد التهامها.
وهكذا أصبحنا بين ليلة وضحاها دولاً متفرقة نعاني من محن متلاحقة نقف عاجزين عن مواجهتها بأنفسنا دون الاستعانة بمن يريدون نهب ثرواتنا ومقدراتنا وتحقيق أهدافهم الاستعمارية الموضوعة سلفاً لعالمنا العربي.
فإذا نظرنا إلى خارطة عالمنا العربي نبكي بمرارة على حالنا الذي لا يسر صديقاً ولا عدواً.. فما يحصل في فلسطين يكاد يندى له الجبين, وما يحصل في العراق من قتل للشيوخ والأطفال وانتهاك للأعراض أصبح شيء مألوفاً لنا, ناهيك عن لبنان وسوريا وما يخطط لباقي دولنا العربية.. فإلى متى هذا التشتت ؟ والى متى هذا الضياع؟ يا أمة ضحكت من تشتتها الأمم !!
ودمتم اخواني سالمين ,,,
Bookmarks