قد يكون من الصعب في مثل هذه المواضيع أن تجد النقطة التي منها ستبدأ موضوعك، الأمر الذي قد يرجع إلى أن الموضوع نتاج تراكمات لم يعد يرى أولها أو لأنه حلقات متصل آخرها بأولها حتى ما عدنا نعرف للمشكلة انتهاءًا أو للحل ابتدءا .
ولكن عموماً فإن موضوعي يتناول دورنا كشباب عربي مسلم وما نحن عليه الآن.
إن دورنا كشباب ننتمي لأمة عظيمة ذات رسالة اصطفاها الله لأن تخرج العالم من الظلمات إلى النور لا يكون أبداً بهذا الشكل الذي نراه . فأن يصطفيك الله مسلما ، أن تولد لأب وأم مسلمين، أن يجنبك الله عناء كون أبويك غير مسلمين في ظلمات سحيقة في نفق مظلم قد لا ترى في نهايته إلا الظلمة ولا يحالفك الحظ بأن تجد من يقودك إلى النور.
أن يجنبك الله كل هذا العناء نعمة من الله يجب أن تستغلها في أن تبدأ من هذه النقطة في طريقك إلى رضا الله، وأن تكون فاعلا لأمتك ووطنك وللمحيط الذي تعيش فيه على الأقل، فالفرق كبير بينك وبين من لم يسلم بعد أو من قد لا يجد الفرصة لأن يسلم أبداً.
. أما أن تضيع هذه الفرصة وتنتكس أو تنتقص على عقبيك عالة على أهلك وذويك وتعود رقما يشكل مشاكل لا مشكلة واحدة لا يكاد يقوم بنفسه، فهذا غاية البلية وغاية البطر على نعم الله. أن تعيش وتموت ولا دور لك إلا الأكل أو الشرب أو أن تنجب أشباها لك لاهيا عابثا أقصى أحلامك لذات زائلة خاويا في مخبرك مسخا في مظهرك غاياتك لا تجاوز للناظر أرنبة أنفك ، تحتل أوطانك وتنتهك أعراضك ولا حس ولا حراك، يغتصب حقك ويبتلع ويقذف إليك فضلاتٍ تتناولها فرحا جزلا فخوراً . ارتداد إلى الظلام مع وضوح الطريق ومع أن المطلوب منك قياد ة الآخرين إلى النور. ركون إلى الهوان مع أن العزة والكرامة.في متناول اليد في متناول قرارنا بأن "نكون" فقط قرار مخلص من القلب والعقل والضمير.
ولكن كأن الشقة بعدت بيننا وبين ما هو في متناول أيدينا أوكأن ما هو أقرب إلينا من حبل الوريد فصلتنا عنه صحارى الوهن وبحار العجز وقارات التخلف. هل يا ترى حياة الهوان أفضل حالا؟ أو أن "لا نكون" أكثر راحة ؟ أم هو فرار من واقع الحال؟ أم أن "نكون" أمر مستحيل المنال . هل يحتاج تجاوز الأمر لوصفة سحرية ؟ أم نحتاج لمنهج منظم ؟ أم نحتاج قبل ذلك لوقفة مع الذات أم أن النفوس خاوية بلا ذوات؟ هل حلولنا بأيدينا أم تحتاج خبيرا يأتينا بوصفته من أنفاق الظلمات؟ نظرة إلى النور، نظرة واحدة، وواحدة فقط بعين مؤمنة بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم كفيلة بتجاوز الصحاري، والقارات، البحار، والزمن المرير. أم أنه لا نور إلا لمن في قلبه نور ، أو أن الأمر يحتاج إلى نظر، ولا نظر إلا لمن في قلبه نظر.
Bookmarks